تدفعه أحلامه للسفر واقتحام المجهول، يحركه ذاك الإحساس بأنه يسعى لهدف عظيم، ذلك لأن الحلم هو الهدف الأسمى في حياة الإنسان، وهذا ما جسده "سلمان الشاعر" على أرض الواقع.

رحلة عمل استغرقت تسع سنوات في المغترب، توجت بحلمه مجسداً على أرض الواقع في وطنه.. و"الشاعر" من أبناء محافظة "السويداء" الناجحين والمميزين، استطاع بجهده وصبره أن يجسد حلمه المتمثل بإنشاء مدرسة نموذجية على أرض الواقع في محافظته "السويداء"؛ لتكون من المدارس النموذجية على مساحة "سورية"، مدونة وطن "eSyria" زارته في منزله بتاريخ 17 تشرين الثاني 2014، وسجلت معه حواراً عن رحلته في بلاد الاغتراب:

السيد "سلمان" رجل عملي جداً، يحب أن يتابع تفاصيل الأمور بنفسه، شخص جدير بالاحترام بكل المقاييس، تجربته في إحداث مدرسة الشمس تجربة مميزة على ساحة المحافظة، وتقدم فرصة ذهبية لأبناء المحافظة للتعلم وفق أحدث الأنظمة المتبعة في الدول المتقدمة علمياً وعملياً. برأيي عندما يعشق الشخص عمله فهو لا يكتفي بما وصل إليه، تراه دائماً في حالة بحث عن الأفضل، والنجاح يدفع الناس للعمل، أتمنى أن تظهر على ساحة المحافظة مشاريع مميزة كمشروع المدرسة الذي قدمه

  • مدرسة نموذجية كانت حلمك الذي حققته، ما الظروف التي أسست لهذا الحلم؟
  • الأستاذ "سلمان" والأستاذ "حمد زين الدين"

    ** المدرسة والبيت هما الأساس في بناء المجتمعات، ومنهما ينطلق الفرد في حياته، وإذا أردت بناء جيل سليم، اهتم بتعليمه، وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان، وأنا لم أرغب بأن تنتهي رحلتي في أميركا، بمشروع خاص بي وحدي، أردته مشروعاً خدمياً لأبناء محافظتي.

  • متى أسست المدرسة؟ وما الذي يميزها عن غيرها من المدارس؟
  • بناء مدرسة الشمس

    ** عام 2010 بدأت العمل ببناء المدرسة، أحضرت المخططات من أميركا مع بعض التعديلات التي تتناسب مع الضوابط الأمنية، لأن هناك ضوابط لأبنية المدارس، علماً أن الإجراءات والمعاملات الضرورية قام وكيل عني هو والدي بتجهيزها بين عامي 2006–2009.

    تبلغ مساحة المدرسة 4000 متر مربع، نظمتُ المنطقة على حسابي الشخصي من تعبيد وتزفيت وتمديد خطوط كهرباء وهاتف ومياه وصرف، فنحن شركاء في بناء وإعمار هذا البلد، وهي موجودة هنا في بلدة "قنوات"، وسُئلت كثيراً عن سبب وجودها في قنوات؛ ذلك لأنها منطقة غنية عن التعريف، هواؤها نقي، ففي علم الطاقة الشجر والهواء النقي يمتص الشحنات السلبية، والموقع آمن، مساحته 10 دونمات، وهناك فكرة لبناء روضة وثانوية.

    المناهج خاصة، مناهج من التربية، إضافة إلى مناهج إثرائية من أميركا حاصلة على موافقة الوزارة، والمدرسون خريجون جامعيون يعينون بعقود وفق مسابقات تعلن عنها إدارة المدرسة.. مدرسة "الشمس" هي مدرسة نموذجية في "سورية" تعمل على نظام دمج التكنولوجيا بالتعليم، وكافة القاعات مجهزة لهذا الغرض.

  • قبل سفرك حبذا لو حدثتنا عن حياتك ودراستك منذ الطفولة.
  • ** أنا من مواليد قرية "الحريسة" في محافظة "السويداء"، عشت طفولتي في قريتي وتعلمت فيها وتميزت عن أقراني منذ الصغر بلعبة "الضامة" (الداما)، وهي لعبة قريبة من الشطرنج، في الصف السابع انتقلت للدراسة في "السويداء"، ودرست في مدرسة "كمال عبيد"، تفوقت وتميزت في الرياضيات وأذكر في احدى المرات أني وضعت شرطاً مع أحد المدرسين لحل مسألة، حول نظرية وآلية لضرب الفواصل، والمدرس كان اسمه "وديع خداج"، وكنت في الثالث الثانوي والحل الذي وضعته كان طريقة إضافية للحل موجودة في دليل المدرس.. كان حلمي أن أدرس الرياضيات، ولكن نصيحة أحد أصدقاء والدي بدراسة التجارة والاقتصاد كانت السبب باختياري لهذا الفرع. في الكلية كانت الصدمة الأولى برسوبي بعدد من مواد الجامعة، وفي السنة الثانية بدأت العمل وتسلمت مشغل تريكو وبدأت تكوين علاقات عملية على أرض الواقع.. في عام 1994 كانت مشاغل التريكو في "السويداء" تعمل لحسابي، وفي عام 1995 افتتحت مشغلاً لـ"كحت الجينز"، وأصبح لدي علاقات قوية بالتجارة في السوق، ومع الوسط المحيط، وأصبحت أركّب الأدوية التي تستخدم في "المكحتة" يدوياً، وهذا ما لفت نظر كبار التجار إلي، وفكرت بنقل مقر عملي إلى "دمشق"، ولكن الفكرة لم تكتمل بسبب خوف الأهل لكوني لا أزال صغيراً في السن.

  • الاغتراب كان محطة في حياتك، لا يمكن وصفها بالطويلة إلا أنها كانت مثمرة، كيف تتحدث عنها؟
  • ** في عام 2001 سافرت إلى أميركا، وعملت تسع سنوات، عانيت كثيراً والظروف الصعبة التي مررت بها دفعتني للعمل أكثر، تجربتي فيها كانت مميزة وجميلة، تعلمت الكثير واكتسبت خبرات عديدة، وبدأت العمل على مشروعي وأنا بأميركا، وأنجزته بسرعة قياسية، خلال عام ونصف العام فقط. هي أول مدرسة نموذجية خاصة في "السويداء"، نعمل فيها على مبدأ الاكتفاء الذاتي، طباعة ملونة وتجليد كتب والطابعات موصولة على كافة الحواسيب في المدرسة، في البداية واجهت صعوبة بإقناع الناس بموقع المدرسة، وبناء جدار ثقة بين الأهل وإدارة المدرسة. أسلوب التدريس يعتمد على دمج التكنولوجيا بالتعليم، وجميع القاعات مخصصة لهذا الغرض، والمدرسون التحقوا بدورات في هذا المجال. وأنا أعمل على مبدأ التشاركية في الرأي مع أولياء أمور الطلاب وأهاليهم، من خلال التواصل الدائم معهم، أنا أبذل قصارى جهدي لتكون المدرسة أول مدرسة في الشرق الأوسط تحصل على شهادة الآيزو.

    الأستاذ "حمد شكر زين الدين" مدير مدرسة "الشمس" النموذجية الخاصة -ولعله من أكثر الأشخاص المتواجدين مع الأستاذ "سلمان" خلال يومه- تحدث عنه قائلاً: «السيد "سلمان" رجل عملي جداً، يحب أن يتابع تفاصيل الأمور بنفسه، شخص جدير بالاحترام بكل المقاييس، تجربته في إحداث مدرسة الشمس تجربة مميزة على ساحة المحافظة، وتقدم فرصة ذهبية لأبناء المحافظة للتعلم وفق أحدث الأنظمة المتبعة في الدول المتقدمة علمياً وعملياً.

    برأيي عندما يعشق الشخص عمله فهو لا يكتفي بما وصل إليه، تراه دائماً في حالة بحث عن الأفضل، والنجاح يدفع الناس للعمل، أتمنى أن تظهر على ساحة المحافظة مشاريع مميزة كمشروع المدرسة الذي قدمه».