«أذكر نفسي شاباً صغيراً يهتف لوحدة سورية ومصر، لم نكن أصحاب قرار في تلك الأيام لكننا أثبتنا أن السوريين موجودون دائماً. وحتى عندما خرجت من وطني /1965/ إلى فيينا لأتابع دراستي عرفت أنني سأعود ومعي الكثير من الأوروبيين لأريهم جمال وثقافة ومحبة شعبي، وهذا فعلاً ما تم في خطوة "لقاء ثقافي فوق الحدود"».

هذه السطور هي بعض من الذكريات التي تحدث عنها الأستاذ "سعدو مرشد" لموقع eSyria في حديث معه عبر الانترنت يوم 10/1/2009 بعد عودته إلى كوبنهاغن مقر إقامته في الدانمارك بعد جولة حافلة بالنشاطات الثقافية التي قامت بها جمعية "لقاء ثقافي فوق الحدود" في أكثر المحافظات السورية.

بدأت مشروع الجمعية عام /2004/ بمسألة بحث في سورية، الأردن، لبنان، واختيار إحداها لنوجه إليها مشروعنا الثقافي وهذا ما تمّ في "تدمر" بنشاطات واسعة وورشات عمل عديدة على مستوى المحافظات

ويتابع السيد "سعدو" حديثه عن الذكريات بعد عام /1965/ بالقول: «بعد أن أنهيت دراستي في الدانمارك فرع "الاجتماع والقانون" وظفت في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بعدها وزارة العدل لأعمل بعد ذلك في الصحافة، وها أنا صحفي منذ عشرين عاماً، أكتب في أربع صحف دانماركية، ومنذ (12) عاماً بدأت مع أصدقاء الجامعة بتأسيس جمعية "لقاء ثقافي فوق الحدود"، والتي كان مركزها كوبنهاغن- الدانمارك وهدفها إلقاء الضوء على المناطق الساخنة في العالم وتعريف الطرف بالطرف الآخر، وربط العالم ببعضه. ومن هنا كانت بلدي سورية أهم نقطة في الشرق الأوسط تستحق أن تمدّ لها جسور الثقافة والتعارف، والحوار والسلام مع الدول الاسكندنافية».

الأستاذ "سعدو مرشد"

رحلة ملأى بالمحطات التي توقف عندها السيد "سعدو"، محطات بدأت من "حرّان" (قريته الصغيرة القابعة في الركن الشمالي الغربي من محافظة السويداء، أو كما قال هو "المقرن الشمالي الغربي")، إلى كوبنهاغن مروراً بـ"حمص" و"دمشق" اللتين يعتبرهما أهم محطات الرحلة وعن ذلك يقول: «ولدت في "حران- السويداء"، لأنتقل إلى "حمص" مدينة طفولتي الشيقة واللعب والضحكات، و"دمشق" مدينة الشباب والعنفوان كما كانت دائماً، كنّا من أبناء الجيل الذي أعتبره قام بشيء من العمل الذي وجب أن يتم لهذا الوطن الذي اسمه سورية، والآن عبر مشروعنا الثقافي، اخترنا الشعب السوري كأهم الشعوب في الشرق الأوسط اجتماعياً، اقتصادياً، سياسياً، إنسانياً، فهو بلد حضاري، لطالما أثر في هذا العالم، وسيكون في مجال الدول الراقية الحضارية، وسيبقى يؤثر وله الإمكانية لذلك».

وتابع: «بدأت مشروع الجمعية عام /2004/ بمسألة بحث في سورية، الأردن، لبنان، واختيار إحداها لنوجه إليها مشروعنا الثقافي وهذا ما تمّ في "تدمر" بنشاطات واسعة وورشات عمل عديدة على مستوى المحافظات».

  • ما الذي حملته ذاكرة اسكندنافية عن سورية وشعبها؟
  • ** لقد احتفظ الجميع بذكريات لا حصر لها رغم المدة القصيرة أولها البيئة الطبيعية والجغرافية في الانتقال من الجبال إلى المناطق الخضراء، هذه المناطق التي سكنها جميعها شعب جميل جداً أدخل إلى قلوب الاسكندينافيين السعادة لخوض هذه التجربة فرحاً وسلاماً حققا هدف النشاط الأساسي، فالسلام من اسكندنافية إلى سورية وصل، وهم الآن يقولون نحمل سلاماً من سورية إلى الشعب الاسكندنافي الذي سيكون له امتداد /2009، 2010، 2011/ وسيكون للسوريين دعوة للمشاركة في نشاطات اسكندنافية في الدول الأربع: الدانمارك، النرويج، فنلندا، السويد، التي قدّمت في سورية (78) فعالية خلال (82) يوماً، والشباب السوري مدعو دائماً إلى اسكندنافية».

    وختاماً على الرغم من أن جمعية "لقاء فوق الحدود" صغيرة في كوبنهاغن وتعيل نفسها بنفسها إلا أنّ مداها عظيم وكبير وزاد ذلك بعد النشاطات في سورية.