عندما هاجر لؤي حذيفة وهو في سن الثامنة عشرة الى الولايات المتحدة الاميركية لم يكن يدري ان الحنين الى الوطن سوف يتملكه الى درجة الغليان، وعلى الرغم من كل الاغراءات التي صادفته والتي عاشها هناك في تكساس،

فقد قرر الرجوع الى مسقط الرأس بعد ان عاش طفولته بين اهله في الكويت وغادرها من هناك باتجاه ارض العم سام.

ولؤي المولود عام 1975صادفناه يمشي في شارع الشعراني متأملاً حالماً وكأنه في الجنة، ومن الوهلة الاولى تكتشف انه مغترب او سائح، يبحث عما يروي ظمأه فالعمر قصير ولابد من التعويض عن سنوات الغربة والوحدة.

في البداية كانت احلامه في تأسيس وبناء مزرعة ضخمة للابقار والمواشي فهو لديه التجربة في العمل وادارته، ولديه الطاقة الخلاقة على تجاوز الصعاب والازمات ولكنه بدل رأيه سريعاً عندما علم ان هناك ازمة في الاعلاف وان الجفاف يرخي بظلاله على تلك المشاريع، فاتجه الى دمشق وبدأ بتجارة العقارات في اهم احيائها وارقاها وهو الآن بانتظار ان يستقر على مشروع يبدأ به مشواره في مسقط رأسه فهو قادم لكي يفيد ويستفيد ويبصم في بلده كما نجح في الغربة.

يقول لؤي: إن الافكار كثيرة والرأس ممتلئ بها، ومن عادتي ان اتركها حتى تنضج وبعدها ندرس ونخطط ونتكل على الله.

وعن حياته في تكساس قال لؤي: في البداية عملت كأي شاب غريب ليس له احد وفي العديد من المهن مثل المطاعم والمحلات وغيرها.. وكانت الحياة قاسية وملأى بالهموم والمشاكل اليومية ومع الزمن تكتشف انها تجارب وخبرة حياتية وتصبح زوادتك في كل الاوقات.

وبعد ان اشتد عودي دخلت في الجد واسست شركة تدعى ليموزين سيرفيس (سيارة الليموزين المشهورة) واصبحت اموري ممتازة بعد نجاح الشركة واقلاعها واكتسابها السمعة الجيدة هناك.

سألناه عن النصيحة التي يحتاجها أي مغترب جيد فقال: العقل هو الذي يحكم والجو هناك يسيرك حسب ميولك فإن اردت النجاح فكل الطرق تؤدي اليه وان اردت الرذيلة واللعب والسهر والشرب فكل الطرق تؤدي ايضا اليه وما عليك سوى الاختيار.

وختم السيد لؤي حديفة حديثه بالقول: في الغربة انت وحيد فلا اهل ولا اصدقاء وتفكر دوما انك إذا وقعت فلن تجد اناسا يمدون لك يد العون لكي تقف على قدميك، فأنت وقعت وانت سوف تقف.

وتابع: ليس هذا الكلام المقصود به ان الشعب هناك سيئ لكن لكل شعب في الدنيا طريقة في التفكير والتعامل واتمنى في النهاية ان تبقى سورية بلد الالفة والمحبة والوئام.