الفلاح والبحث العلمي يقودان إلى الإنتاج الوفير، وارتباطهما يعني التكامل بين العلم والعمل، وإذا ما توصل العلم في أبحاثه إلى حالة متطورة في الزراعة، فهو ينعكس تلقائياً على المردود الزراعي والإنتاجية، وكل ذلك ناجم في النهاية عن ارتباط الفلاح بأرضه.

حول علاقة الفلاح بالبحث العلمي مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 حزيران 2016، التقت الفلاح "محمد عماد" من قرية "امتان" التي تبعد عن مدينة "السويداء" نحو خمسين كيلو متراً، فبيّن قائلاً: «يعتمد عملنا الزراعي منذ القديم الخبرة العملية والتواتر الزمني الذي أكسبنا الخبرة في التعامل مع الأرض؛ وهو ما جعلنا نكوّن حالة ارتباط بيننا، حتى دخلت المكنة الزراعية والتجارب البحثية التي طورت العمل ومنحتنا أفكاراً وطرائق حديثة في العمليات الزراعية، لكن ما زالت عجلة الإنتاج وتطوير مفاهيم الزراعة تحتاج إلى تعميق الخبرة العلمية والعملية، ولا يمكن تحقيق ذلك التطوير إلا من خلال البحث العلمي، وهنالك أمثلة على ذلك في الكثير من الأمراض التي تعرضت لها الأشجار والمحاصيل الزراعية، إذ لولا وجود الباحثين الذين حددوا لنا كيفية العلاج لما توصلنا وإياهم إلى حل المشكلات التي لا تحمد عقباها، بالمقابل نعمل معاً في توفير المناخ المناسب لاستخدام التقنيات الحديثة في العلم وما توصل إليه البحث العلمي من تجارب مهمة ومعاصرة على نماذج بمساحة مزروعة بجهد الفلاح».

يعتمد عملنا الزراعي منذ القديم الخبرة العملية والتواتر الزمني الذي أكسبنا الخبرة في التعامل مع الأرض؛ وهو ما جعلنا نكوّن حالة ارتباط بيننا، حتى دخلت المكنة الزراعية والتجارب البحثية التي طورت العمل ومنحتنا أفكاراً وطرائق حديثة في العمليات الزراعية، لكن ما زالت عجلة الإنتاج وتطوير مفاهيم الزراعة تحتاج إلى تعميق الخبرة العلمية والعملية، ولا يمكن تحقيق ذلك التطوير إلا من خلال البحث العلمي، وهنالك أمثلة على ذلك في الكثير من الأمراض التي تعرضت لها الأشجار والمحاصيل الزراعية، إذ لولا وجود الباحثين الذين حددوا لنا كيفية العلاج لما توصلنا وإياهم إلى حل المشكلات التي لا تحمد عقباها، بالمقابل نعمل معاً في توفير المناخ المناسب لاستخدام التقنيات الحديثة في العلم وما توصل إليه البحث العلمي من تجارب مهمة ومعاصرة على نماذج بمساحة مزروعة بجهد الفلاح

الدكتور "بيان مزهر" الباحث في المجال الزراعي أوضح قائلاً: «اتخذ البحث العلمي منهجاً في عمله حينما جعل نقل التقانة هدفاً له للاستفادة من نتائج الأبحاث والتجارب والقراءات وما توصل إليه العلم من عمليات زراعية مهمة ونقلها إلى الفلاح، وفي المدة الأخيرة انتقل البحث من أماكن عامة إلى مراكز بحثية منتشرة في أماكن متنوعة مناخاً وبيئة، إلى حقول ومزارع الفلاحين، وهذا العمل كان نقلة في كيفية التعامل مع الأمراض التي يمكن حدوثها والاستفادة القصوى في رفع نسب المردود والريعية في الإنتاج، لا بل يمكن القول إن المبادرات الأهلية والفلاحية بتنفيذ التجارب العلمية في حقولهم تحقق العديد من الفائدة والشروط المناسبة للتوصل إلى نتائج إنتاجية عالية، حيث وصلت نسبة تفادي الأخطاء والأمراض التي يمكن حدوثها في هذا القطاع إلى درجة عالية، وكان التعاون الوثيق بين الفلاح والفني، تعاوناً زاد في القيمة الإنتاجية وحقق ريوعاً كبيرة على كافة المستويات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، وأصبحنا نشاهد عدداً من المزارعين خبراء في كثير من العمليات الزراعية».

المزارع محمد عماد

المهندس "كمال العيسمي" الباحث في زراعة المحاصيل بيّن بالقول: «كثيراً ما كنا نعمل في حقول بحثية نحتاج فيها إلى اليد العاملة التي تتفاعل مع المحصول الذي يتم عليه تنفيذ البحث، وحينما حصل ذلك أجرينا أبحاثاً وتجارب لدى المزارعين، وتوصلنا إلى نتائج مهمة من جهة، وقدمنا خدمة علمية من جهة ثانية، والأهم كان العمل يسير بوتيرة سريعة، وهو دلالة على التكامل في العملية الإنتاجية والزراعية بتوفير العمل ذي الخبرة الفنية عند الفلاح المرتبط بأرضه والمكون لعلاقة ذات ديمومة فيها، والفني الجامع عصارة إنتاجه العلمي والفكري للتوصل إلى نتائج يزيد فيها الإنتاج. إذن، الجدلية والمفارقة الجميلة تكمن في أن كلا الاثنين يسعيان إلى تحقيق هدف مشترك، ولعل هذا الهدف الجامع يساهم في تنمية المجتمع، وعليه التعامل بين الفلاح والباحث، يعني مبادرة من نوع آخر هي مبادرة نقل عملية الاستهلاك المدني من الباحث، إلى عملية تشاركية في زيادة الإنتاج عند الفلاح المتمثل بمنظومة القرية، والناشر لثقافة الإنتاج، من هنا فإن الباحث يتماهى مع ثقافة الإنتاج القروي ويستفيد من عاداته وتقاليده في كثير من مناحي الحياة التي يشوبها التعب والجهد، والفلاح ينهل من علوم الباحث وتوصياته وقراءاته العلمية لتطوير إنتاجه، إلى درجة أن لغته وتعامله ونواظم حياته تتجلى بين العلم والخبرة بتقاليد مدنية».

الباحث الدكتور بيان مزهر
المهندس كمال العيسمي