عاد المغترب "باسل الأسعد" ليباشر تأسيس مشروعه الخاص معتمداً على خبرته التي اكتسبها في الغربة؛ على أمل أن تكون أيامه القادمة أكثر دفئاً واستقراراً.

مدونة وطن "eSyria" يوم الثلاثاء الواقع في 3 آذار 2015، كان لها حديث مع "باسل الأسعد" الذي عاد إلى مدينته "شهبا" بعد أكثر من عشرين عاماً قضاها في المغترب، ويقول: «للغربة فوائد كثيرة أهمها اختلاف البيئة والناس والمجتمع؛ وهو ما يكسب المرء معارف لا يستطيع اكتسابها في بلده، وهو بالأساس ذاهب من أجل تحسين الوضع المادي، ولكن للغربة مخاطر لا يلمسها سوى صاحبها، وليس في تلك الأماكن أمان واطمئنان مهما وصلت فيها من مكانة، ولذلك عدت وبدأت تأسيس مشروعي الخاص بالمقاولات، وبإمكان المرء العمل وتشغيل الأشخاص المحتاجين إلى العمل، وعلى الرغم من الفائدة الكبيرة التي تعود على الوطن من عمل المغتربين في الخارج وجلبهم للقطع الأجنبي المهم للاقتصاد، إلا أن استقرارهم في البلد ضروري من أجل دوران العجلة الاقتصادية وتحسين الظروف، فقط بقليل من العمل وبقوانين مرنة وسلسة وبأشخاص يدركون معنى المواطنة يمكن أن نجني الكثير من الفوائد، وهو ما أعمل عليه منذ عودتي».

نحن ملزمون بالتكيف وفقاً لقوانين وعادات البلد المضيف، وليس هناك مجال لغير ذلك مع سعينا لتأمين حياة معيشية أفضل لنا ولعائلاتنا، ونحن نحاول بكل طاقاتنا إثبات وجودنا حتى لا يعتدي أحد على حقوقنا، والسوري معروف بقدرته وتكيفه مع كل الصعاب التي تواجهه، ولا شك أن السفارة السورية تقوم بالمساهمة في حل المشكلات الإدارية التي تواجه المغترب مساهمة مقبولة

وعن علاقة المغترب مع المؤسسات الخدمية في الداخل والخارج بيّن "فواز نجيب الصحناوي" المولود في قرية "الجنينة" والمغترب في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يعمل مدرساً للرياضيات، قائلاً: «عندما يفكر الشخص بالغربة تبدأ معاناته، وعلى الرغم من سعيه لحل مشكلاته المادية السبب الرئيس للسفر، إلا أن هذه المعاناة تبدأ من لحظة اتخاذ القرار وعند ركوبه السيارة متوجهاً إلى المطار، بعد أن يعيش صعوبة وداع الأهل وما يرافقه من آلام حتى وصوله إلى المطار، ومن معاناة المغترب شعوره بأنه ضائع بين بلده الأصلي وبلد الإقامة؛ فالاستقرار هو حلم صعب المنال بالنسبة له، فتراه يسوّف أحلامه للعودة ويعيش بتقشف جزئي في غربته فيخسر أيامه في الحالتين ».

المغترب فواز الصحناوي

أما المغترب في المملكة السعودية "فرزان أبو صفا" والمولود في قرية "طربا"، فقد تحدث عن تكيّف المغترب مع واقعه الجديد، وكيفية التغلب على مشكلاته الإدارية بالقول: «نحن ملزمون بالتكيف وفقاً لقوانين وعادات البلد المضيف، وليس هناك مجال لغير ذلك مع سعينا لتأمين حياة معيشية أفضل لنا ولعائلاتنا، ونحن نحاول بكل طاقاتنا إثبات وجودنا حتى لا يعتدي أحد على حقوقنا، والسوري معروف بقدرته وتكيفه مع كل الصعاب التي تواجهه، ولا شك أن السفارة السورية تقوم بالمساهمة في حل المشكلات الإدارية التي تواجه المغترب مساهمة مقبولة ».

وتابع "أبو صفا" يصف عوالم المغتربين وهاجسهم في المغترب بالقول: «دائماً ما نلتقي بعضنا بعضاً ونحن بالآلاف من أبناء الوطن من كافة المحافظات، والحقيقة هناك إجحاف كبير بحق المغترب على الرغم من أنه حمل أعباء جمة خلال الفترة الراهنة، وذلك بتقديم المساعدة للجمعيات الخيرية والأسر الفقيرة؛ وهذا واجبنا وليس هناك "منيّة" لنا بما نقدم ولذلك يجب الإضاءة على ظروفنا ومشكلاتنا، والسعي لإدخالنا في تفاصيل المجتمع الداخلي أكثر من ذلك، ووضعنا في صورة الأحداث والمشكلات بصورة شفافة لنكون على قدر المسؤولية، ونشعر بأننا داخل الوطن وليس خارجه».

المغترب فرزان أبو صفا
المغتربون يجتمعون في الخارج