دخول الدمى والعرائس وقصصها كوسائل تعليمية في المدرسة، ربما اكتشف من تأثر الطفل بما يشاهد في كتب القراءة والعلوم والفيزياء وغيرها، فهذا التأثير البالغ للصورة هو أحد أسباب الاكتشاف والتعلم.

إن بحثنا قليلاً لوجدنا أن القصص المصورة والتلفاز والشخصيات الكرتونية ساهمت إلى حد كبير في التأثير بعقولنا ونحن صغار، وما زالت تغرس العديد من المفاهيم في أذهان أطفالنا وجميع من يشاهدها. مدونة وطن "eSyria" في زيارة لفرع طلائع "السويداء" بتاريخ 19 تشرين الثاني 2014، حاولت الإضاءة على فكرة مميزة طرحها بعض المدرسين، ويبذلون جهدهم لترسيخها على أرض الواقع، وهي توظيف الدمى والعرائس كوسيلة تعليمية.

هناك نوعان: دمى وعرائس، العرائس تحرك باليد من خلف ستار، ولها عدة أنواع عرائس قفازية وخيطية وإصبعية، بينما الدمى تحرك بواسطة الخيوط من الأعلى، وأنا قدمت عروضاً للدمى والعرائس. ألفت نصوص جميع العروض التي قدمتها، وجميعها كانت تتعلق بالأطفال، وفيها قيم تربوية ومرح وفكاهة وإيصال المعلومة بطريقة محببة، وصنعت العرائس بنفسي، من الإسفنج والأقمشة والإكسسوارات والمادة الأساسية فيها هي الإسفنج. في المهرجانات تؤمن لنا قيادة المنظمة كافة المستلزمات للعمل، أما في عروض المدارس والرياض فهي تبرع شخصي

الأستاذ "ناصر النجار" رئيس مكتب المسرح والموسيقا والفنون الشعبية، ومدرس للتربية الرياضية، قال: «اتبعت في المنظمة عدة دورات تخصصية بتصنيع العرائس، ونفذت 15 عملاً تم تقديمه في المهرجانات القطرية التي تقيمها منظمة طلائع البعث في جميع المحافظات وحصلت على مراكز أولى، ومراكز متقدمة في مجال مسرح العرائس.

في إحدى الدورات لتعليم المدرسين تصميم الدمى والعرائس

عملت مدرساً في قرية "سليم"، فكنت أعرض وأقدم مسرحاً في المدرسة، إضافة إلى عدد من رياض الأطفال، وقدمت لهم مسرح عرائس، وفي روضة "عتيل" كان لدي عرض كل شهر، والجميل في الأمر التفاعل الذي شهدته من قبل الأطفال الحضور، فقد استطاعوا حفظ ما قالته العرائس خلال العرض، وتفاعلوا مع الشخصيات وأنماطها».

وعن آلية العمل في مسرح العرائس أضاف: «هناك نوعان: دمى وعرائس، العرائس تحرك باليد من خلف ستار، ولها عدة أنواع عرائس قفازية وخيطية وإصبعية، بينما الدمى تحرك بواسطة الخيوط من الأعلى، وأنا قدمت عروضاً للدمى والعرائس.

الأستاذ "ناصر النجار"

ألفت نصوص جميع العروض التي قدمتها، وجميعها كانت تتعلق بالأطفال، وفيها قيم تربوية ومرح وفكاهة وإيصال المعلومة بطريقة محببة، وصنعت العرائس بنفسي، من الإسفنج والأقمشة والإكسسوارات والمادة الأساسية فيها هي الإسفنج.

في المهرجانات تؤمن لنا قيادة المنظمة كافة المستلزمات للعمل، أما في عروض المدارس والرياض فهي تبرع شخصي».

دمى جاهزة للعرض

أنشطة مسرح الدمى والعرائس في المحافظة تكاد تكون معدودة، وذلك لأنها تعتمد على جهود ومبادرات ذاتية، حدثنا عن هذا الأمر الأستاذ "النجار" قائلاً: «في الوقت الحالي أعمل بمفردي في هذا المجال بمساعدة عدد من زملائي، منهم: "جهاد كشور"، و"نائل كمال"، و"نشوان فلحوط" ضمن فرع الطلائع، في المهرجان الفرعي الذي بدأ منذ عامين وأصبح فرعياً لأنه اقتصر على المحافظة، فقد قدمنا عروضاً في "شهبا" و"صلخد" ومدينة "السويداء".

في الثمانينيات لم يكن هناك مسرحاً بمعنى المسرح، فقط بجهود فردية، في أوائل التسعينيات بدأنا وكوّنا ما يسمى نواة مسرح العرائس، وكنا مجموعة من الأشخاص أنا والأساتذة: "جهاد كشور"، و"بشير شلغين"، و"عامر طربيه"، و"إيهاب المحيثاوي"، وبدأنا ضمن فرقة "عشتار"، قدمنا أكثر من عرض على مستوى المحافظة، وعروضاً تربوية ثقافية، إضافة إلى تقديم عروض إنتاجية مأجورة في الوحدات المدرسية.

كمنظمة نسعى لنعمم المسرح على مستوى المحافظة، وأقمنا دورات تخصصية في مجال تصنيع العرائس والدمى وكتابة النص المسرحي وتحريك الدمى، كما أقمنا دورات تخصصية عام 2011 في مدرسة "ابن خلدون"، وفي 2012 في مدرسة "بديع نادر"، حُضّرت من قبل 30 مدرساً من مدرسي الموسيقا، واللغة العربية والمسرح والفنون الجميلة، ومسرح الدمى والعرائس إذا استثمر في المدارس كإحدى الوسائل التعليمية لتعليم الأطفال كانت النتيجة رائعة، من الممكن أن يتقبل الطفل المعلومة بسهولة، لذا نحاول أن نعمم على المدارس اتباع دورات، ومن الممكن إدخال توالف البيئة في تصنيعها، ونحن علمناهم طرائق تصنيع العرائس.. لكن تواجهنا معوقات تتمثل بعدم توافر كادر متفرع ومؤهل للعمل، ويجب أن تتبنى دائرة المسرح مجال مسرح العرائس وتُنشئ مسرحاً مختصاً للعمل فيه، وبالتعاون مع مديرية الثقافة.

نرغب بأن يكون مسرح العرائس هو التوجه التربوي والتعليمي ثم الترفيهي، فنحن نرفه عن الطفل ونعلمه في نفس الوقت، وهناك العديد من الفرق التي تزورنا من خارج المحافظة لتقدم مسرح عرائس بطريقة الفكاهة والمرح والضحك، ونحن نرغب بأن يكون المسرح مكاناً للتربية وتقويماً لسلوك الطفل».

الأستاذ "نائل كمال" أمين سر مكتب المعسكرات والرياضة والمسرح والموسيقا، تحدث عن تجربته في مسرح الدمى والعرائس قائلاً: «اتبعت دورة مسرح عرائس وموسيقا وفنون شعبية في "طرطوس"، حب العمل بهذه المهنة وجو الأطفال الذي أحبه من خلال تعاملي معهم في مجال الرياضة هو ما شجعني.

صممت عرائس وقرأت النصوص وسجلت بصوتي بالاستديو غناء في المسرح، إضافة لأعمال المهرجان شاركت بمهرجانات الطلائع وأغنية الطفل العربي، سجلت بصوتي واشتغلت فقرة للراحل "فهد بلان"، وفقرة منوعات خاصة ضمن مجال عمل الموسيقا، تدريب الأوبريت وتدريب الرقصات.

ينجذب الطفل لدمية في مسرح العرائس ويستطيع أن يحفظ أي معلومة تقدم له عن طريق هذه الدمية، وحاولنا استقطاب المدرسين المهتمين بهذا الأمر، ووجدنا أن هذه الدمية لها انجذاب غير طبيعي من الطفل، بشكلها ولباسها، ونسعى لإقامة دورة مركزية وأنا على استعداد لأن أقدم أي معلومة وأساعد في التصميم، ونأمل أن تكون مدتها طويلة كي نتمكن من إيصال المعلومة لمن يطلبها، ولكي يتمكن المتدربون من العمل بأيديهم.

لدي أفكار وأرغب بصياغتها، فأنا مدرس رياضة وأتعامل مع شرائح متنوعة من الأطفال وبأعمار مختلفة، علاقتي بالأطفال مميزة وحب العمل والعطاء يختلف وله درجات كبيرة، وهناك أفكار وعروض أرغب بالعمل عليها».