أمام الشخصية السورية ووعيها الثقافي والفكري والسياسي والتاريخي، يطرح نموذج انتخابي يحمل في مضمونه وعي الجماهير وتطلعاتها، مع تحديد الخيار للناخب، وذاك التحديد له أهميته وأبعاده وخصائصه.

حول إمكانية الربط بين النموذج الانتخابي الواقعي والوعي الجماهيري لمسؤولية الناخب "مدونة وطن" eSyria وبتاريخ 29 أيار 2014 التقت سماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ "يوسف جربوع" فأوضح قائلاً: «الشعب السوري يخوض مرحلة جديدة في حياته السياسية والاجتماعية، خاصة أن تجربة الانتخابات جاءت بعد مدة زمنية طويلة عاشها دون أن يشارك بشكل فعال باتخاذ القرار والاختيار، إذ ما كان سائداً خلال عقود خلت حالات الاستفتاء وليس الانتخاب، واليوم يعيش نمطاً فيه الديمقراطية المتجسدة، واليوم سورية تخوض تجربة الانتخابات بمفهومها الثقافي، ولابد من ربط المفاهيم والثقافة والوعي والشخصية في اتخاذ القرار، ونشر ثقافة أن الانتخاب مسؤولية وحرية، وليس واجباً وطنياً فحسب، بل هو دلالة على عمق وتجذر الوعي الثقافي والانتماء الوطني، لأن هذا النموذج يختلف بمضمونه وشكله وأساليبه عن سابقه من الانتخابات التي عاشتها سورية، ذلك ان العناصر المرشحة تحمل روح التنافس ولكل منهم رؤيته وبرنامجه السياسي والاقتصادي للنهوض بالمجتمع ورفع شأن البلاد، وهذا يدفعنا إلى تحمل المسؤولية في اختيارنا لمرشح يحقق طموح وتطلعات ووعي الشعب السوري الذي حمل على أردانه مكافحة الفساد بأنواعه المختلف من خلال فكره وثقافته، والشعب يتمتع بخصوصية ذهنية في وعيه وتفكيره، متخذاً الوطن أولاً، وبتقديري لابد من الربط بين النموذج الانتخابي السائد اليوم وبين ما يملكه الشعب السوري من وعي ومسؤولية في اتخاذ قراره بالتصويت والإدلاء بصوته ومشاركته في الانتخابات التي ستكون منعطفاً فكرياً وإنسانياً واجتماعياً بتاريخ سورية المعاصر... ولأننا نحن السوريين نملك العقل وأصحاب نهضة، وتاريخ، ومشروع نهضوي ثقافي، ومشروعية في حقوقنا وواجباتنا وتحمل تطلعاتنا نحو مستقبل قريب بوعي وإدراك لابد من المشاركة بالانتخابات لأنها إثبات لشخصيتنا السورية، الواثقة من اختيارها بعقلها السليم ووعي وطني لا محدود».

لقد سادت سابقاً منظومة الاستفتاء والمحصورة فقط بكلمة نعم أو لا، واليوم الاستحقاق دخل حالة التخيير والاختيار بحرية ومسؤولية، وبالتالي لا يمكن أن يكون حيادياً بالتفرد بالقرار، ذلك لأن قراره سيكون مشاركاً فيه ومثله العديد من الخيارات وفق رؤية الناخب اتجاه المرشح المطلوب وهي تمثل حرية ذاتية

وعن أهمية تحديد الخيار بالنسبة للناخب أوضح سيادة المطران "سابا اسبر" مطران حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس قائلاً: «إن اختيارنا لأي مرشح ينبع من تفكيرنا بأهمية الاختيار بالنسبة للناخب إذ لابد من إرساء المكامن المطلوبة على أرضية صلبة ومتينة، هي أرضية الواقعية السياسية والمرحلية، انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج إلى مكامن تتمثل في التجاوب الإيجابي مع نهج جديد في الطريقة، بمعنى أن نكون على قناعة تامة أن النهج المقدم يحمل في مضمونه الرفعة والمنعة، وإغناء هذه التجربة يأتي باختبارات تتعلق بالمواطن وما يملك من الشخصية ضمن الذهنية التركيبية لثقافته ووعيه بعملية الخيار والاختيار، ولعل الأهم كيف يتم تكوين شخصية تخلو من شوائب الاختيار المفروض بل عليه أن يكون قريباً من نظام الشخصية الإنسانية وتكوينها، ولهذا يكون الخيار والمفاضلة وفق ما يتطلبه مشروع المرشحين الاستراتيجي أو برنامجهم الاقتصادي والاجتماعي، لأن المفاضلة بين المرشحين على اساس مشروعهم الانتخابي، ورؤيتهم المستقبلية في بناء الوطن والشخصية والذهنية الاجتماعية».

سماحة الشيخ يوسف جربوع

وحول إثبات أهلية المواطن السوري للوصول إلى عملية الاختيار المناسب والمتوافق تابع المطران "اسبر" بالقول: «حين نصل في قناعتنا إلى تحديد خيارنا ونختار الشخص المناسب في انتخابات نوعية كما نحن نعيش اليوم، لابد أن للشعب السوري أهلية خاصة في وعيه وتفكيره، ومن غير الممكن اعتبار أن الاختيار نابع من الحرية بل هو يكمن في تحمل الخيار، وتحمل الخيار يتطلب التركيز والوعي والثقة بالشخصية، وهو الأمر الذي يصبح فيه السوري يملك إرادة الاختيار بثقة واقتدار، وهذه الانتخابات تحمل في مضمونها ذلك التوجه، وعليه على الناخب أن يكون أكثر حرصاً في تحديد مرشحه الذي لبي طموحه وخياره».

حول فوز أحد المرشحين وخسارة آخرين وانعكاسات ذلك الفوز على الناخب والمرشح التقت المدونة الباحث الدكتور "مشهور غانم" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء ليوضح بالقول: «المرشح الرئاسي هو مواطن اندفع لخدمة وطنه مستنداً على مواصفات شخصية ومؤهلات وخبرات اكتسبها عبر مسيرة عمله، وهذه المواصفات التي عرفناها في أحد المرشحين وسمعناها من الآخرين هي التي تدفعنا لانتخاب هذا المرشح او ذاك، لما لاختيارنا من تأثير على اختيار الكفاءة المناسبة لقيادة هذه الدولة نحو تحقيق أهداف وطننا وتحسين واقع الحياة في كافة المجالات للمواطنين. فالأمر عقد مسؤولية بين مواطن وقائد، وتقديم الثقة والمشاركة في المسؤولية والإخلاص في العمل، والفائز عليه أن يتحلى ويقدم الحكمة في اتخاذ القرار ويسهر على رعاية الدولة والمصالح، ولكن ما المطلوب برأينا من المرشح الفائز كرئيس للجمهورية ألا ينسى من وقف بجانب الشعب السوري، وأن يقوم باجتثاث منابع الفساد في كافة المستويات وبناء الثقة بين مكونات الشعب السوري، كما نتمنى من المرشحين الذين أثبتوا وطنيتهم وعروبتهم وتعهدوا بالوقوف إلى جانب وطنهم ألا يتأثروا بعدم وصولهم لمقام الرئاسة، وأن يقفوا جنباً إلى جنب مع الرئيس المنتخب لنمشي بمسيرة واحدة نحو تحقيق مستقبلنا الأفضل».

سيادة المطران سابا أسبر

أما كيف يكون المواطن فاعلاً في هذه الانتخابات فأشار الإعلامي "رفيق الكفيري" مدير مكتب صحيفة الثورة بالسويداء بالقول: «أدرك السوريون منذ البداية أن لا خيار لهم إلا بالانتصار الديمقراطي وهم ماضون اليوم إلى ممارسة حقهم وواجبهم الدستوري بالتوازي مع انتصاراتهم، والشعب السوري أثبت أنه لا تأخذه العاطفة بل يعتمد على المحاكمة العقلية ويرفض مسألة اللعب على العواطف لذلك هو ماض في إنجاز الاستحقاق الدستوري وحدد خياراته واختياره في المرحلة المقبلة بانتخاب الشخص الذي يحافظ على البلد ويحمي مستقبل أبنائه».

وعن أن يكون الناخب حيادياً بمثل هذا النموذج التعددي بينت الباحثة الاجتماعية "عهد العماطوري" قائلة: «لقد سادت سابقاً منظومة الاستفتاء والمحصورة فقط بكلمة نعم أو لا، واليوم الاستحقاق دخل حالة التخيير والاختيار بحرية ومسؤولية، وبالتالي لا يمكن أن يكون حيادياً بالتفرد بالقرار، ذلك لأن قراره سيكون مشاركاً فيه ومثله العديد من الخيارات وفق رؤية الناخب اتجاه المرشح المطلوب وهي تمثل حرية ذاتية».

الدكتور مشهور غانم