مبادرة "مدونة وطن eSyria" لإقامة ندوة على أرض الواقع بالتعاون مع فرع السويداء لاتحاد الكتاب العرب، في 29 أيار 2014، احتاجت إلى الكثير من النقاش والجدل والاستعدادات، كي تحقق هدفها على أكمل وجه.

لم يكن من السهل على "مدونة وطن" أن تتخذ قراراً ينقلها من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي، من واقع تجرى فيه اللقاءات الخاصة بتصنيف اتجاهات بشكل فردي مع كل مشارك، ومن ثم نشر هذه اللقاءات في مادة واحدة، دون أن يرى أحد المشاركين مشاركاً آخر، إلى حالة يتحلق فيها الكل حول طاولة واحدة، لتنطلق الأفكار أمام الجميع، وليتناولها كل من يرغب من المشاركين.

هي المبادرة الأولى أو الفكرة الرائدة، التي عمل زميلنا "معين العماطوري" على تنفيذها في "السويداء"، بصيغة طاولة مستديرة جمع حولها مجموعة من المفكرين والباحثين ورجال الدين، ليطرحوا أوراقهم حول الاستحقاق الرئاسي الذي تعيشه سورية اليوم، كل حسب وجهة نظره، وحسب رؤيته للواقع الراهن والمستقبل.

تضمنت محاور الندوة ـ الطاولة المستديرة، مجموعة من المواضيع منها:

• موقع المواطن في الاستحقاق الرئاسي.

• انعكاس الانتخابات الرئاسية على الناخب خاصة من حيث بناء الشخصية القادرة على ممارسة الديمقراطية بحرية ومسؤولية.

• حيادية الناخب في مثل هذا النموذج التعددي.

• أهمية تحديد الخيار بالنسبة للناخب.

• بين النموذج الانتخابي وبين الوعي الجماهيري لمسؤولية الناخب.

• الناخب والثقة بالانتخابات.

• دور الأحزاب في هذه الانتخابات.

• الاستحقاق الرئاسي والتأسيس لحالة وطنية جديدة تتكرس فيها مفاهيم المواطنة.

وتناول الحديث في كل محور عدداً من المفكرين والباحثين، وعقّب البعض منهم على آراء وأفكار تم طرحها، فكانت غنية بمضمونها وتفاعلها وتداخل عناصرها.

الانطباع الذي تركته الندوة في أذهان المشاركين كان إيجابياً إلى درجة كبيرة، ولفت انتباهي في هذا المجال، الآراء التي وصلتني من عدد من المشاركين من خلال مبادرتهم بالاتصال هاتفياً معي بعد انتهاء الندوة مباشرة، وما يشجع هنا، هو طلب هؤلاء إقامة ندوات مماثلة لمواضيع أخرى، خاصة أن الانطباع السائد حول الندوات بشكل عام هو انطباع سلبي، وهو ما يعني أن الندوة دخلت قلوب المشاركين.

أعرف تماماً أن الجهد الذي بذله مراسلو مدونة وطن (وبشكل خاص الزميل "معين العماطوري" في هذه الندوة)، كان جهداً خلاقاً، وأعرف أنهم دخلوا إلى فضاء الطاولة المستديرة وفي حوزتهم كماً كبيراً من القلق والاضطراب، خاصة أنها التجربة الأولى، لكنني أدرك تماماً أن قيمة الإنجاز تتجاوز كل جهد وكل قلق.

الآن... وبعد إنجاز الخطوة الأولى في هذا التوجه الرائد علينا أن نضعه قيد التقويم، أمام الجميع، سواء أولئك الذين شاركونا هذه الندوة في "السويداء"، أم في اتحاد الكتاب العرب، أم من المراسلين وفي النهاية المحررون، لنصل إلى نتيجة نهائية حول اعتماد هذا الأسلوب، وخاصة في مادة اتجاهات.

الندوة ستنشر في مدونة وطن في تصنيف اتجاهات، ربما من خلال مادة واحدة أو أكثر، وستنشر في صفحة الفيسبوك الخاصة بالمدونة، نأمل أن نصل إلى حالة تقويمية متكاملة، كي نستفيد منها في خططنا المستقبلية.