في كتابه النقدي الأخير يقول الدكتور "عاطف بطرس": «يذهب علماء الجمال والنقاد إلى أن العمل الفني، ليس مجرد صدور مباشر عن الشخصية أو ترجمة ذاتية لصاحبه، وإنما هو بلورة لحياة الفنان لا مجرد امتداد لها. وربما كانت صعوبة الفن على وجه التحديد، في أنه قلما يتطلب من صاحبه، أن يسرد علينا تاريخ حياته، بعد أن يدخل فيه بعض التعديلات».

يقول "خيري الذهبي" حول رواية حسيبة: «ففي "حسيبة" حاولت أن اقرأ مدن الواحات الشامية، وأن أدون التفاصيل حتى الصغيرة منها في الحياة اليومية لأهل هذه المدينة».

ففي "حسيبة" حاولت أن اقرأ مدن الواحات الشامية، وأن أدون التفاصيل حتى الصغيرة منها في الحياة اليومية لأهل هذه المدينة

الروائي "خيري الذهبي" يحتل مكانة بارزة، ودوراً مهماً في الساحة الروائية العربية، من خلال ما قدمه من أعمال روائية هامة وخاصة فيما يتعلق بالبيئة الدمشقية، وهي واحدة من حكايات الشام، والرواية الشامية الأولى في تاريخ الأدب في سورية.

رواية حسيبة هي الجزء الأول من ثلاثية التحوّلات: والتي تضم «فياض» و«هشام»، تتمحور الرواية بالطبع، حول شخصية حسيبة، البنت التي ترتدي ثياب الرجال لتعيش مع أبيها، وهي وحيدته، في الجبال أثناء الثورة ضد الفرنسيين. وفيها تحل اللعنة على حسيبة بطلة الرواية، لأنها خرقت تقاليد المدينة الاجتماعي السري ولذلك يكون عليها أن تواجه قدرها المأساوي ومصيرها المحتوم صورة الولد "حسيبة" كانت الطريقة الوحيدة التي اتخذها الأب ليحافظ عليها من الآخرين. وحين يجلو الفرنسيون، يعيد الأب ابنته إلى قريباته ليعدن إليها أنوثتها التي توارت في الجبال، والتي انعكست على شخصيتها وتصرفاتها، وتتكرر مأساوية هذا القدر من خلال لعنة الحب التي تصيب أصحابها في مدينة محكومة بصرامة الواقع. وما يميز هذه الرواية الصور الرائعة التي قدمها عن مدينة دمشق فقد حول الكلمة إلى صورة والقلم إلى كاميرا، وهذا ما حدا بالعديد من المخرجين من تحويل الرواية إلى مسلسل ويقوم حالياً المخرج ريمون بطرس بتحويلها إلى فيلم سينمائي.

الأديب "خيري الذهبي" من مواليد دمشق عام 1946.

تلقى تعليمه في دمشق، وتخرج من القاهرة حاملاً الإجازة في اللغة العربية عام، 1968 ثم نال دبلوم التربية من جامعة دمشق. عمل في التدريس في سورية والجزائر. عضو جمعية القصة والرواية. مؤلفاته كثيرة ومن أهمها : "ملكوت البسطاء" – "طائر الأيام العجيبة" – "الشاطر حسن" - "المدينة الأخرى" - "الناطور الصغير".