لم تكفل وسائل المواصلات المتعددة عملية إيصال الطلبة إلى جامعتهم في بلدة "عريقة" باليسر المطلوب، ومع الإهمال في معالجة مشكلتهم باتوا فريسة جشع بعض السائقين؛ وهو ما جعلهم لا يلتزمون بالدوام اليومي ويهملون البحث العلمي.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الثاني 2016، بحثت المشكلة المستعصية منذ زمن، وتسببت بالكثير من المعاناة اليومية للطلبة القادمين من القرى البعيدة، حيث تحدث عنها الطالب المتفوق "وسام أبو فاعور" سنة رابعة أدب عربي، القادم من قرية "المجيمر"، بالقول: «الابتعاد عن مركز المدينة قرابة 27كم هو المشكلة الأساسية لنا من حيث الوقت الطويل، والصعود في أكثر من واسطة نقل للوصول إلى ذلك المكان وفق جداول المحاضرات، وأخذت المشكلة تتفاعل مع عدم توافر وسائط نقل مناسبة تنسجم مع أوقات الدوام، حيث نكون عرضة لاستغلال السائقين من حيث الأجور التي تتضاعف وفق طلب السائق، ومع الارتفاع الأخير للأجور أصبحت تكلفة رحلة الوصول إلى الجامعة رقماً له معنى، وهي قرابة ستمئة ليرة سورية وما فوق، وهذه حالة لا يتحملها الأهل لكون النسبة الأغلب من ذوي الدخل المحدود.

أحد عشر ألف طالب يضطرون للتنقل إلى بلدة "عريقة"، والمشكلة بحاجة إلى حل جذري لكون الظروف الحالية التي نعاني منها جميعاً قد أفرزت حالات غير مستقرة تثقل كاهلنا وكاهل طلابنا، وكان طرحنا لحل مدروس يتمثل بإنشاء مقر جديد يساعد الطلاب ويختصر أعباء المواصلات من جهة، ويكفل تطوير المدرجات والقاعات من جهة ثانية، ويكون قريباً على الأقل في الضواحي المخدمة والحيوية مثل بلدة "المزرعة"، واستمرار الوضع الحالي يتطلب على الأقل حلولاً إسعافية منها فرز "باص" لنقل طلاب الجامعة كمرحلة أولى، مع العلم أن "باصاً" واحداً لا يكفي، لكن نتمنى أن تكون بداية لحل يحقق طموح الطلاب وضمان التزامهم بالدوام

وكحل إسعافي يمكن أن يكون بتأمين وسائط نقل شبه مجانية للطلاب باستخدام "باصات" النقل الداخلي في المدينة؛ ليتمكنوا من متابعة المحاضرات. وبفعل هذه الظروف انحصر حضور الطلاب إلى الجامعة على تقديم حلقات البحث والامتحان؛ وهذه حالة غير طبيعية لا تساعدنا في الحصول على المعلومات المطلوبة لتقديم المقررات كافة».

الطالب وسام أبو فاعور

يناقش الدكتور "نسيم عبيد" رئيس قسم اللغة العربية في جامعة "عريقة" الحاجة إلى حل جذري يعالج مشكلة تأمين الطرق المناسبة والمواصلات التي تخدم الطلاب والأساتذة معاً، وقال: «مع ارتفاع أجور النقل بداية هذا العام تطورت المشكلة كثيراً، حيث لاحظنا انخفاضاً واضحاً بعدد الطلاب المتواجدين بمواعيد المحاضرات، وقد لا نجد أكثر من عشرة بالمئة فقط منهم، ومن المؤلم أن يحرم الطالب من فرصة تلقي المحاضرات لسبب مادي بحت، وقد طرحنا على الجهات المعنية الإسراع بإيجاد الحلول والبحث عن خيارات أخرى كحلول أولية قابلة للتطوير.

لقد فرض علينا بعد الجامعة بدء المحاضرات مع الساعة التاسعة صباحاً لتستهلك المسافة الطويلة الوقت، ولن ننسى هنا أن الحوادث الأمنية والوضع الفني للطريق فاقم المشكلة بالنسبة للطلاب والأساتذة، خاصة أن الجزء الأكبر من الأساتذة من جامعة "دمشق"؛ وهم مضطرون للقدوم ثلاث مرات بالأسبوع الواحد، لكن تبقى مشكلة الأستاذ أقل وجعاً من الطلاب الذين اختصرت فترات حصولهم على المادة العلمية كثيراً، وهذا البعد وطول الطريق ومشكلات المواصلات يمنعنا من القيام بالنشاطات الثقافية والندوات العلمية والمعارض وغير ذلك، فالطالب بالكاد لديه المصروف لحضور المحاضرات الأساسية، وأكثرهم لا يتواجدون بفعل التكلفة المضاعفة، ويقاس ذلك أيضاً على رغبة بعض المدرّسين بعدم الحضور لكون الموقع غير آمن، وما نحتاج إليه موقع حضاري متكامل قريب ومخدم».

الدكتور نسيم عبيد

هذه المشكلة التي يعرضها الدكتور "أنيس مطر" عميد كلية الآداب، ويقترح الحلول لها من خلال عدة وسائل؛ حيث قال: «أحد عشر ألف طالب يضطرون للتنقل إلى بلدة "عريقة"، والمشكلة بحاجة إلى حل جذري لكون الظروف الحالية التي نعاني منها جميعاً قد أفرزت حالات غير مستقرة تثقل كاهلنا وكاهل طلابنا، وكان طرحنا لحل مدروس يتمثل بإنشاء مقر جديد يساعد الطلاب ويختصر أعباء المواصلات من جهة، ويكفل تطوير المدرجات والقاعات من جهة ثانية، ويكون قريباً على الأقل في الضواحي المخدمة والحيوية مثل بلدة "المزرعة"، واستمرار الوضع الحالي يتطلب على الأقل حلولاً إسعافية منها فرز "باص" لنقل طلاب الجامعة كمرحلة أولى، مع العلم أن "باصاً" واحداً لا يكفي، لكن نتمنى أن تكون بداية لحل يحقق طموح الطلاب وضمان التزامهم بالدوام».

الدكتور أنيس مطر