يتم استقبال العروس في منزلها الجديد بـ"السويداء" بمجموعة من الأهازيج والأغاني والنمط الشعبي الاجتماعي التراثي، وهي عادة يقوم بها أهل العروسين عند خروجها من منزل والدها، وعند دخولها بيت زوجها؛ فهناك أهازيج وأغانٍ خاصة بالمرحلتين، وربما اختلفت هذه الأيام باختلاف الأساليب والأنماط.

حول خروج العروس من بيت والدها مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 أيلول 2015، التقت "هايل القنطار" من الباحثين في التراث الشعبي، وبيّن قائلاً: «بين القديم والحديث عادات وتقاليد في نقل العروس إلى بيت زوجها، إذ كان العروسان من قرية واحدة، حيث يكلف الشباب الساهرون في بيت العريس بجلب العروس، وعادة يعدون فرساً أصيلة مزينة لتركبها العروس، فركوب العروس على فرس أصيلة مدعاة لفخرها، بينما اليوم في أحدث السيارات الفاخرة ومن دون عناء لتأمين الفرس، قديماً كانت تصل "الفاردة"؛ أي مجموعة "المعازيم" إلى بيت والد العروس، وبعد تقديم الحلوى يستأذن أهل العريس لأخذ عروسهم، عندها يقف أهل العروس ويخاطبونها بعد وداعها قائلين:

بين القديم والحديث عادات وتقاليد في نقل العروس إلى بيت زوجها، إذ كان العروسان من قرية واحدة، حيث يكلف الشباب الساهرون في بيت العريس بجلب العروس، وعادة يعدون فرساً أصيلة مزينة لتركبها العروس، فركوب العروس على فرس أصيلة مدعاة لفخرها، بينما اليوم في أحدث السيارات الفاخرة ومن دون عناء لتأمين الفرس، قديماً كانت تصل "الفاردة"؛ أي مجموعة "المعازيم" إلى بيت والد العروس، وبعد تقديم الحلوى يستأذن أهل العريس لأخذ عروسهم، عندها يقف أهل العروس ويخاطبونها بعد وداعها قائلين: "يا عروس ما بدي وصيكي... لا تخلي حدا بالدار يبكيكي هي حي مرت عمك لا تزعليها... حبيها مثل أمك لتسليكي". تسير العروس مع "الفاردة" بعد أن يخرجها والدها أو شقيقها، وهم يهزجون: "كثر الله خيركم يخلف عليكم، كثر الله خيركم، نحنا ما أخذنا بالمناصب غيركم"، وهناك أهازيج كثيرة

"يا عروس ما بدي وصيكي... لا تخلي حدا بالدار يبكيكي

الدكتور وسام الخطيب

هي حي مرت عمك لا تزعليها... حبيها مثل أمك لتسليكي".

تسير العروس مع "الفاردة" بعد أن يخرجها والدها أو شقيقها، وهم يهزجون: "كثر الله خيركم يخلف عليكم، كثر الله خيركم، نحنا ما أخذنا بالمناصب غيركم"، وهناك أهازيج كثيرة».

العروسان اليوم

أما عند وصول العروس إلى بيت زوجها فتابع "هايل القنطار" بالقول: «عند وصول العروس إلى بيت عريسها ينتضي العريس مسدسه ويطلق عدة عيارات نارية احتفاءً بعروسه ومرافقيها، لكن هذه العادة بطلت هذه الأيام لوجود تحريم إطلاق النار بالأعراس، لكن ما زالت قائمة عادة الاحتفاء بقدوم العروس حيث يستقبل العروس أم العريس وأخواته بالزغاريد وهن يرددن الأهازيج:

"أهلا وسهلا باللي لابسة الصاية... يا أديبة يا حشيمة يا مرباية

وهي خارجة من بيت والدها

عريسك شهم وأهلك للشرف راية... ردي المسا يا عروس ريتك مهناية".

وتبدأ مراسم العرس بالأغاني الشعبية وقصائد الفن والعزف على آلات المجوز والناي، حيث يستمر ليومين وأحياناً أكثر، أما اليوم فإنه يبدأ عند ساعة محددة وينتهي بنفس اليوم بعد أن يتم جلب العروس إلى الصالة بالحداء الوطني مثل:

"بالروح نفدي وطنا... لو صاح صوت المنادي... بالروح نفدي وطنا

جولاننا صارت مجنا... يا عزة يوم الجهادي... جولاننا صارت مجنا".

وهناك أهازيج كثيرة من نوع الحداء أو "الهوسة أو الجوفية" بقصد إحياء وإذكاء روح التراث الشعبي في الذاكرة المحلية، اليوم ما أن يدخل العروسان إلى الصالة حتى تبدأ الأغاني الدارجة والصبايا يرقصن حولهما».

الدكتور "وسام الخطيب" وهو من جيل الشباب يشير إلى الفرق بين الماضي والحاضر في وصول العروس إلى بيت زوجها ونوع الأهازيج بالقول: «بين الماضي والحاضر علاقة ذات ديمومة لكن اختلفت الأساليب، الفرح هو فرح في كل الأوقات وجلب العروس من بيت والدها كان سابقاً بـ"فاردة" ومجموعة من الناس، وتحمل الكثير من المظاهر التراثية التقليدية والأهازيج التي كانت مخصصة، أما اليوم فربما تباعدت ممارسة وتطبيق تلك العادات وأصبحت الأهازيج تقتصر على آلة صاخبة من نوع "الاستريو"؛ يدخل العروسان إلى صالة الأفراح ويدعوهما للرقص معاً على أنغام أغانٍ شعبية دارجة ذات إيقاع راقص وسريع، ولهذا هناك فرق بين جمال الماضي في الاستماع إلى أهازيج ذات دلالة ومعنى تواكب الزمان والمكان، وبين اليوم فالأغاني دارجة ومتنوعة ومتغيرة بين الحين والآخر وهي ليست من تراثنا الشعبي المحلي، وبالتالي الفرق بات واضحاً بين استقبال العروس بالأهازيج القديمة وطريقة وصولها إلى بيت زوجها قديماً، واليوم وصولها بمرافقة الصخب الموسيقي وبأفخر أنواع السيارات».