لا يعدم رب الأسرة الوسيلة ليؤمن وقود الشتاء لأبنائه وأسرته، فهذا الأمر يؤرق الجميع؛ وخاصة مع موجات الصقيع التي شهدناها في الشتاء الماضي.

معظم الناس لا ينتظرون قدوم فصل الشتاء لشراء المازوت والحطب وغيرهما، بل يقومون بتأمينه في فصل الصيف ولعدة أسباب، أبرزها تحدث عنها "غسان عربي" من قرية "أم الزيتون" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 تموز 2015، قائلاً: «دائماً نحاول تأمين الوقود بدءاً من فصل الصيف، فأنا لدي أرض مشجرة بالزيتون، دائماً أقوم بتقليم الأشجار وجمع الأغصان المقلمة لتكون وقود التدفئة في الشتاء، فانقطاع التيار الكهربائي المستمر منعنا من الاعتماد على الكهرباء في التدفئة، وأصبحنا نبحث عن بدائل.

قمت بشراء كمية من المازوت من "الكازيات"، على الرغم من قلة الكمية إلا أنني أعمل على تجميعها بانتظار قدوم الشتاء، ومع ذلك اشتريت كمية من "تفل" الزيتون، فبعد موسم عصر الزيتون الذي نشهده كل عام، تقوم معاصر الزيتون ببيع مخلفات عصر الزيتون، لأشخاص يقومون بمعالجتها وصبها في قوالب وتجفيفها، وهي مناسبة للتدفئة في فصل الشتاء، وفي الصيف يمكن شراؤها بسعر أرخص من فصل الشتاء؛ بسبب ازدياد الطلب وعدم توافر المادة دائماً

الأغصان التي أجمعها من التقليم لا تكفي حاجة عائلتي للتدفئة طوال فصل الشتاء، فنحن نشتري كميات من الحطب من معتمدي البيع في المحافظة على الرغم من الأسعار المرتفعة التي سجلتها شتاء هذا العام، فقد وصل سعر طن الحطب إلى مبالغ كبيرة جداً تفوق قدراتنا على الشراء، علماً أن مديرية الحراج في المحافظة لا تستطيع تأمين الكميات المطلوبة للمواطنين، لذا فضلنا اقتناء هذه المادة في الصيف لأن سعرها منخفض قليلاً».

الحطب المأخوذ من الأشجار الصغيرة

السيد "أسعد الجرماني" من قرية "أم الزيتون" أضاف بقوله: «قمت بشراء كمية من المازوت من "الكازيات"، على الرغم من قلة الكمية إلا أنني أعمل على تجميعها بانتظار قدوم الشتاء، ومع ذلك اشتريت كمية من "تفل" الزيتون، فبعد موسم عصر الزيتون الذي نشهده كل عام، تقوم معاصر الزيتون ببيع مخلفات عصر الزيتون، لأشخاص يقومون بمعالجتها وصبها في قوالب وتجفيفها، وهي مناسبة للتدفئة في فصل الشتاء، وفي الصيف يمكن شراؤها بسعر أرخص من فصل الشتاء؛ بسبب ازدياد الطلب وعدم توافر المادة دائماً».

طبيعة المنزل تلعب دوراً في اعتماد وسيلة التدفئة المناسبة، فالبيوت العربية الواسعة يناسبها الحطب للتدفئة، بينما نلاحظ أن الشقق السكنية الصغيرة المساحة لا يعتمد سكانها إلا على الغاز والمازوت للتدفئة، حيث حدثنا "ماهر عامر" بقوله: «لا يمكنني استخدام وقود للتدفئة إلا المازوت، فمن يسكن في شقة صغيرة لا يمكنه استخدام الحطب للتدفئة كمن يسكن البيت العربي الذي يمتاز بمساحته الواسعة، أحاول جهدي تأمين ما تيسر خلال فصل الصيف، لأن الكميات التي نقوم بشرائها شتاء لا تكفي حاجة أسرنا.

الأغصان الصغيرة يتم تجميعها لفصل الشتاء

وجميعنا سمع بالتعديات الحراجية على الأشجار المعمرة في فصل الشتاء، وربما يعود سببها إلى عدم توافر الوقود وموجات الصقيع التي شهدناها، ومن الناس من قام بتحطيب الأشجار من أراضيه الخاصة، ولذا نجد أن معظم الناس بدؤوا يفكرون بإيجاد حلول وبدائل في سبيل الحفاظ على ثروتنا الحراجية، وتوفير النقود والوقود اللازم لتدفئة أسرهم».

"تفل" الزيتون يباع مغلفاً من المعامل