ضمن منظومة العمل الزراعي في جبل العرب أعمال تدخل في طبيعة الشخصية الاجتماعية، ومن أهمها "الحصيدة" التي يعمل بها مجموعة كبيرة من الرجال والنساء بتوزيعات "الحاصود والراجود والمغمر"، وللأخير طابع اجتماعي في العمل؛ فهو يقوم بجمع الناتج بطريقة فنية.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 27 حزيران 2015، التقت مع "عاطف درويش" رئيس الجمعية الفلاحية في قرية "عرى"، فبيّن بالقول: «يعد "المغمر" واحداً من فريق العمل بالحقل الزراعي وخاصة في موسم حصيدة القمح والشعير والحمص و"الجلبانة"، وغيرها من الحبوب. وله مواصفات في بنية شخصيته وطبيعة خاصة في عمله؛ فهو وإن كان طويل القامة أو قصيراً إلا أنه يجب أن يتمتع ببنية قوية وقدرة على جمع المحصول من دون خوف أو وجل من عوامل الطبيعة، فكثيراً ما يتفاجأ بوجود زواحف متعددة ضمن الغمر الواحد، وسمي كذلك لأنه يعمل على جمع المحصول على شكل "غمر" أي كومة من الإنتاج ويقوم بربطها وحزمها جيداً، وتحول صاحب العمل أو الفعل إلى "المغمر" وهناك أمثلة اجتماعية أو شعبية متداولة حيث يقولون: "مغمر من ورا حصادة"؛ أي إن عمله يبدأ بعد قيام الحاصد بقطف المحصول ورميه بالأرض، حيث يعمل "المغمر" على جمعه وحزمه، ولـ"المغمر" رؤية في الإنتاج فهو صاحب خبرة تقديرية؛ إذ كثيراً ما يسأل عن الكميات المقدرة ويقدم معلومة دقيقة بذلك، لأن "غمره" له وزن تقديري من قبله نادراً ما يخطئ بتقديره».

يعد "المغمر" واحداً من فريق العمل بالحقل الزراعي وخاصة في موسم حصيدة القمح والشعير والحمص و"الجلبانة"، وغيرها من الحبوب. وله مواصفات في بنية شخصيته وطبيعة خاصة في عمله؛ فهو وإن كان طويل القامة أو قصيراً إلا أنه يجب أن يتمتع ببنية قوية وقدرة على جمع المحصول من دون خوف أو وجل من عوامل الطبيعة، فكثيراً ما يتفاجأ بوجود زواحف متعددة ضمن الغمر الواحد، وسمي كذلك لأنه يعمل على جمع المحصول على شكل "غمر" أي كومة من الإنتاج ويقوم بربطها وحزمها جيداً، وتحول صاحب العمل أو الفعل إلى "المغمر" وهناك أمثلة اجتماعية أو شعبية متداولة حيث يقولون: "مغمر من ورا حصادة"؛ أي إن عمله يبدأ بعد قيام الحاصد بقطف المحصول ورميه بالأرض، حيث يعمل "المغمر" على جمعه وحزمه، ولـ"المغمر" رؤية في الإنتاج فهو صاحب خبرة تقديرية؛ إذ كثيراً ما يسأل عن الكميات المقدرة ويقدم معلومة دقيقة بذلك، لأن "غمره" له وزن تقديري من قبله نادراً ما يخطئ بتقديره

حول "المغمر" آراء في الاختيار "خليل الفريحات" من أهالي قرية "عرى" ومزارعيها، ويقول: «لعل الحالة الاجتماعية التي تلعب دوراً في اختيار "المغمر" تدخل في عوامل متعددة باختياره أولها أمانته وحرصه على الإنتاج، ثانياً طريقة عمله في حزم "الغُمر" "بضم الغين" فهو يأتي بالدرجة الثانية بعد الحاصد، لأن "المغمر" يعمل لجمع الإنتاج وهو يقوم بمهام لا يقوم بها الحاصد، وربما بنيته الجسدية وقوته تكون أقل منه، ولكن تقع عليه مسؤولية كبرى في جعل تنظيم الإنتاج وجعله على شكل شمائل جاهزة لنقله من بداية الحقل إلى نهايته أو إلى البيدر، ولـ"المغمر" أهازيج شعبية وأغانٍ يؤديها مع مجموعة الحاصدين أو يكون من "الرديدة" لأهازيج الحصاد وتسمى تلك الأغاني أغاني المواسم؛ وهي تثير حماسة الحاصدين وتبعث فيهم النشاط والقوة، حتى يؤدوا مهامهم على أكمل وجه، لذا كانت هذه الأغاني للمواسم ولها إيقاع سريع، وهي تتميز بأنها كحوار أو منولوج بين مجموعتين ومقسومة إلى قسمين؛ مجموعة تغني مقطعاً والأخرى تقوم بالرد على نفس المقطع وبنفس اللحن، ولأن كلماتها من نوع السهل الممتنع فإنها تحمل ألحاناً خفيفة شعبية ولا تتضمن جملاً موسيقية معقدة، أو تتألف من عدة جمل، بل هي جملة واحدة وذات طابع إيقاعي، ذات خصوصية في التعبير والوصف والقدرة الصوتية وجمالها بالمجموعة».

عاطف درويش

الباحث التراثي "أنور حامد" من أهالي قرية "عرى" أوضح عن الأغاني الخاصة بالمواسم بقوله: «لدى المجتمع نمط في التعبير وقضاء الوقت ومحاولة نسيان التعب؛ لأن "المغمر" الذي يعمل وراء الحاصد يقوم بلم الإنتاج ويواجه صعوبات كثيرة في ذلك ولا بد أن يبدد الوقت والتعب وساعات العمل بأغانٍ وأهازيج شعبية وهي تتمثل في أغاني الحصاد، ومنها:

"زرعنا حنا صحابو... بالمناجل ما نهابو

خليل الفريحات

يا شباب اطفو بياضو... والبدو نزلوا برياضو

والحاضر بعلم الغايب... بها لحصيدة مش طايب".

أنور حامد

وهناك "ردات" وأمثلة أخرى، منها على سبيل المثال:

"بتنادي الحلوة بتنادي... حبه بجهادي بتنادي

ع هالحصادي بتنادي... ع سعر العادي بتنادي".

وكذلك هناك أيضاً أغانٍ لـ"الداروس والراجود" وغيرها من المهام الزراعية وخاصة الحراثة، إذاً نستطيع القول إن "المغمر" الذي يقوم بعمل شاق يستطيع أن يقدم خدمات للمجتمع أهمها طرافته في تبديد الوقت بالرد على الأغاني، وكذلك جمع الإنتاج الذي بات مرمياً على الأرض لأن الحاصد الماهر يحصد بقوة ويرمي على الأرض، و"المغمر" يأتي من ورائه ويقوم بجمعه وحزمه على شكل شمائل لنقلها إلى البيدر».