يعد القلق مشروعاً للطالب الذي يريد تحديد مستقبله واتجاهاته العلمية، لكن ثمة فرضيات اجتماعية وتوجيهات من الأسرة بالإصرار على دراسة اختصاص معين دون آخر؛ وهذا يضع الطالب في حيرة بين رغبته ورغبة والديه.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 حزيران 2015، التقت الطالب "حسام الجرماني" من أهالي مدينة "السويداء"، وبيّن قائلاً: «القلق حالة انفعالية مشروعة لأنها تنم عن مقدار الجهد والتعب الذي يبذله الطالب إزاء تحقيق أهدافه في تجاوز مرحلة مهمة في حياته وتحديد مساره العلمي والفكري والمادي، فحين دخلنا إلى الامتحان كان القلق يعتري قلوبنا وارتفع عدد نبضات القلب ربما لأضعاف؛ نتيجة القلق القائم على تحديد مشوار المستقبل القادم في الاختصاص الذي لا بد من دراسته، إذ هناك مراعاة للحياة الاجتماعية؛ خاصة أن الأسرة لها رأي في الاختصاص الذي ننوي دراسته، وبعد التقدم العلمي والتقني والوعي الاجتماعي الذي ترفع عن السلطة العائلية، فقد كان معظم الناس يسعون أن يدرس أبناؤهم اختصاصات مفروضة مثل الطب أو الهندسات أو القانون لأسباب اجتماعية تتعلق بأسمائهم سوف تعلق بلوائح دعاية كأن يقال: الدكتور "فلان ابن فلان" أي يذكر الاسم الثلاثي، من دون مراعاة للرغبة العلمية التي يريد الطالب الاستمرار بها، ولهذا كان القلق نوعين؛ منه اجتماعي في اختيار الاختصاص، والقلق الأكثر مشروعية درجات النجاح أو العلامات التي يعمل الطالب للحصول عليها».

أغلب الأحيان يتدخل الأهل في تقرير مصير الطالب وتحديد رغباته وتوجهاته، ولكنه يعيش القلق الحقيقي في نتائج الامتحانات واختياره لمصيره ومستقبله، وفي نهاية هذا المطاف ليس صحيحاً فرض الآباء اختيارهم على الأبناء من دون إرادتهم أو رغباتهم. فدور الأسرة والآباء يكون من خلال المراقبة والمتابعة المدروسة في مرحلة الطفولة من أجل اكتشاف ميول الأبناء الفطرية وأوجه التميز لديهم في المجالات العديدة من الرسم والموسيقا والرياضة واللغة وغير ذلك. بعدها تأتي خطوة تشجيع وحث وتحفيز هذه القدرات، وصقل هذه المواهب في كل المراحل من قبل الآباء، بما يحقق للأبناء في المستقبل الرضا عن الذات، والكفاءة في العمل، والنجاح الباهر، والاختيار الأمثل لمستقبلهم بما يعود بالفائدة على الأبناء والأهل والمجتمع وعلى الوطن بأكمله

أما من ناحية الأهل فقد أوضحت الأم "مها أبو صعب" من أهالي مدينة "السويداء" قائلة: «أغلب الأحيان يتدخل الأهل في تقرير مصير الطالب وتحديد رغباته وتوجهاته، ولكنه يعيش القلق الحقيقي في نتائج الامتحانات واختياره لمصيره ومستقبله، وفي نهاية هذا المطاف ليس صحيحاً فرض الآباء اختيارهم على الأبناء من دون إرادتهم أو رغباتهم. فدور الأسرة والآباء يكون من خلال المراقبة والمتابعة المدروسة في مرحلة الطفولة من أجل اكتشاف ميول الأبناء الفطرية وأوجه التميز لديهم في المجالات العديدة من الرسم والموسيقا والرياضة واللغة وغير ذلك.

حسام الجرماني

بعدها تأتي خطوة تشجيع وحث وتحفيز هذه القدرات، وصقل هذه المواهب في كل المراحل من قبل الآباء، بما يحقق للأبناء في المستقبل الرضا عن الذات، والكفاءة في العمل، والنجاح الباهر، والاختيار الأمثل لمستقبلهم بما يعود بالفائدة على الأبناء والأهل والمجتمع وعلى الوطن بأكمله».

الموجهة الاختصاصية للإرشاد الاجتماعي "عهد العماطوري" بينت قائلة: «أغلب الأحيان يقع الطلاب في حيرة واضطراب عند بدء اختيارهم لمسار تعليمي، أو تخصص أكاديمي بعد إنهاء المرحلة الثانوية، حيث تتنوع أمامهم مجالات الدراسة المتاحة. ولا يخفى على أحد ما قد يعانيه هؤلاء الطلاب من آثار سلبية ناجمة عن تلك الحيرة، أو ذلك الاضطراب، مضيفاً إن للتخصص الذي يقود إلى مهنة معينة أهمية كبيرة، لما يترتب عليه من آثار تنعكس على الفرد وأسرته ومجتمعه. ومع أن الإنسان يتخذ الكثير من القرارات في حياته، إلا أن قرار اختيار التخصص الدراسي يعد من أهم وأصعب القرارات، لأنه يحمل في طياته دلالات مهمة بالنسبة لمستقبل الفرد والمجتمع معاً، كما أن الاختيار المناسب للتخصص الدراسي يعد في الوقت الحاضر من أهم القضايا التي يتفاعل معها الفرد؛ وهو ما حدا بالكثيرين من علماء النفس والمرشدين والباحثين إلى الاهتمام بوجه متزايد بعملية الاختيار الدراسي والاختيار المهني المرتبط به. أما سوء اختيار التخصص فيحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة لتصحيحه، إضافة إلى تكلفة الجهد والوقت الضائع من عمر الطالب».

مها أبو صعب

وتابعت المرشدة الاجتماعية "عهد العماطوري" بالقول: «هناك ثلاثة محددات وموجهات رئيسة مسؤولة عن اختيار الطالب للتخصص الأكاديمي؛ المحدد الأول هو المدرسة من خلال التوجيه المهني، والثاني هو الأسرة التي يقع على عاتقها دور كبير ومهم في التوجيه، والمحدد الثالث هو الطالب نفسه، وعليه أن يدرك أهمية تلك الخطوة ودراسة كافة العوامل والبدائل المتاحة أمامه، وأكد على أهمية توخي الدقة وعدم الضغط على الأبناء في اختيار التخصصات الأكاديمية، التي ترسم صورة مستقبلهم العلمي والعملي وإجراء موازنة دقيقة بين الطموحات والرغبات وبين القدرات والإمكانات، والعمل على اكتشاف الميول والقدرات قبل أن يتخصص الطالب في المرحلة الثانوية في أحد الفرعين العلمي أو الأدبي، وعدم تأثير الأصدقاء، وأهمية دراسة متطلبات سوق العمل من المخرجات والتخصصات العلمية، واختيار المؤسسات التعليمية النوعية والرائدة، وهناك بعض الإرشادات تساعدهم في اختيار التخصص الدراسي المناسب، الخطوة الأولى تكمن في التقييم الذاتي للميول واهتمامات الطالب، بأن يسأل نفسه ما الأشياء التي تجعلني سعيداً؟ ما نوع المهن أو الوظائف التي تعجبني؟ وإذا لم يكن الشخص متأكداً من الإجابة عن مثل هذه الأسئلة إجابة سليمة ودقيقة، فعليه اللجوء إلى عملية استخدام اختبارات وقوائم الميول المهنية التي تساعد الفرد في التحديد الدقيق لميوله المهنية واهتماماته، الخطوة الثانية تتمثل في اختبار قدرات الفرد، ونقاط القوة والضعف التي يمتلكها، والمهارات التي يتقنها، وبسهولة يمكن للطالب أن يتعرف إلى ذلك بالنظر إلى المواد التي درسها في المرحلة الثانوية».

المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري