تعد امتحانات شهادة الدراسة الثانوية فترة حرجة للطالب والأهل معاً؛ لأن القلق والخوف يسيطران على العقول للاعتقاد الخاطئ أنه مقياس الفشل أو النجاح في الحياة، وهو ما يسبب الكثير من الآثار السلبية التي لا يمحى أثرها بسهولة.

مدونة وطن "eSyria" التقت طالبة الشهادة الثانوية "رنين عامر" القاطنة في مدينة "شهبا" يوم السبت الواقع في 30 أيار 2015؛ التي تحدثت عن خوفها من فترة الامتحان بالقول: «ليس الأمر بيدي ولا يمكن أن أقتنع بسهولة أن الامتحان أمر عادي طالما أنه يحدد مصيري في الحياة، وأعتقد أن البيت والمدرسة والشارع هم من زرعوا ذلك الرعب في رؤوسنا خاصة مع تطور المناهج والحلم في تحصيل علامات عالية تخولنا لدخول كليات الطب والهندسة، وعلى الرغم من ثقتي بأنني قمت بما يجب علي طوال عام كامل إلا أن الأجواء المحيطة تجعل الخوف من فقدان علامة واحدة يشعرني برعب كبير قد يصل إلى التفكير في الانسحاب أو اللجوء إلى الدروس الخصوصية التي كلفت والدي مبالغ طائلة».

ينبع القلق والخوف من الإشاعات والدعايات الكاذبة والتوقعات للأسئلة من قبل بعض المدعين الذين يخلقون البلبلة لدى الطلاب، وعلى الأهل عدم فرض طموحاتهم على أبنائهم

وأرجعت الطالبة "أناغيم عقل" أسباب الخوف الذي تعانيه والطرائق التي اتبعتها للوصول إلى الهدف بالقول: «لا شك أن حالة الرعب التي نعيشها كبيرة، وبمجرد أن تخرج من البيت إلى الشارع للتنفس فقط يسألك كل من يلقاك عن الامتحان والمواد العلمية والصعوبة والدروس الخصوصية والفرع الذي ترغب وكأنهم من يدرسون، أو يسهرون ويتعبون لأجلنا، وفي النهاية هم عبء كبير علينا ويصيبونا بأنواع كثيرة من الرهاب والخوف والقلق من دون أن يدروا، وقد اعتمدت في دراستي على قاعدة "اعمل ما عليك وامضِ" وكتبت على خزانتي العلامة التي تخولني دخول كلية الصيدلة لكي تكون أمامي كل لحظة، وتحفزني على القراءة ونسيان الآخرين».

الدكتور وسيم أبو جهجاه

الدكتور "وسيم أبو جهجاه" مدرب في البرمجة اللغوية العصبية تحدث عن المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى الخوف من الامتحان والقلق على المستقبل، فقال: «الخوف والقلق حالة شعورية غامضة يشعر بها الشخص مترافقة بتوتر واضطرابات عصبية تجعله غير قادر على التعبير، وتترافق بصداع وتسرع في نبضات القلب والتعرق باليدين وضيق بالتنفس وتشوش بالرؤيا، وقضم للأظافر، وأسبابه عديدة يمكن أن تكون وراثية من أقارب مصابين بالقلق، أو مكتسبة من البيئة حيث ينتقل بطريقة عفوي أو مبرمج، مثل التهويل وتضخيم أمور تفوق المستوى الطبيعي، أو التجارب السابقة للأشخاص، أو الهلع لتصل إلى الرهاب».

وتابع: «تعد الامتحانات فترة حرجة بالنسبة للطالب والأهل معاً، فالتوتر والقلق الكبير والمتكرر عند الأهل ينتقل تلقائياً إلى أبنائهم الطلاب عبر السلوك واللا وعي، ومن المفاهيم الخاطئة اعتقادهم أن الامتحان مقياس للفشل أو النجاح في الحياة، والتخوف المبالغ فيه من توقع الأسئلة الصعبة، وشعور الطلاب بأن استعدادهم للامتحان غير كافٍ؛ وهو ما يسبب لهم الانسحاب من السباق الامتحاني، وهناك تبرز المشاعر من عدم الثقة بالنفس والخوف من عدم تحصيل مراتب أولى، والمقارنة مع طلاب أوائل معروفين لدى الأهل، وأقول للطلاب إن الشعور بنسيان كل ما تعلموه أمر طبيعي وشعور عادي، ولا يوجد فارق بين طالب وآخر إلا بالمهارة، ويجب الثقة بقوة العقل الباطني؛ فلكل مجتهد نصيب. ولكل مشكلة حل يجب البحث عنه، فتنظيم الوقت ومهارة القراءة والحفظ وتنظيم وقت النوم والطعام والابتعاد عن مصادر القلق مثل التلفاز والهواتف الذكية كلها أشياء تصب في مصلحة الطالب. أما أثناء الامتحان فيجب كسر حاجز الخوف من خلال الوصول المبكر إلى المكان والتآلف معه، والتركيز على التنفس الذي يعد من محفزات العقل الباطني، والتوقف عن التفكير بسلبية، والتفاؤل الدائم الذي يعطي الراحة للنفس».

في المركز الثقافي لقاء الأهل والطلاب

أما أستاذ مادة الرياضيات والموجه التربوي "نشأت مقلد"، فقد أضاف: «ينبع القلق والخوف من الإشاعات والدعايات الكاذبة والتوقعات للأسئلة من قبل بعض المدعين الذين يخلقون البلبلة لدى الطلاب، وعلى الأهل عدم فرض طموحاتهم على أبنائهم».