يلتقي شبان بلدة "شقا" باستمرار على فكرة صيد "الفري" في رحلات شبه يومية نحو البادية؛ بقصد الترفيه عن النفس والمتعة التي توفرها تلك المساحات الواسعة البعيدة عن الضجيج اليومي وزحمة الحياة.

مدونة وطن "eSyria" التقت يوم الجمعة 5 حزيران 2015، أشهر الصيادين في بلدة "شقا" "زياد زهر الدين" المولود عام 1966؛ الذي تحدث عن حالة الصيد الموجودة في البلدة، وما يرافقها من طقوس فقال: «الصيد حالة اجتماعية اكتسبها الإنسان منذ أن وجد على هذه الأرض، ونحن في البلدة نجتمع كأصدقاء وأقارب، ومنهم من كانت هوايته الصيد، وهذه الهواية تعد من أهم الأشياء التي يحرص عليها الشبان هنا، وفي مواسم صيد "الفري" تجدنا نجتمع معاً من أجل الخروج لملاقاتها والتمتع بصيدها بعيداً عن الوسائل التي اتبعها بعضهم في اصطيادها بأعداد كبيرة، لذلك تكون رحلتنا مدروسة ومنظمة، فالخروج للتخييم قبل يوم واحد من الصيد لمعاينة المكان وبناء "البنّوج" لكل واحد (وهو عبارة عن حجارة متراصة يتم صنعها لإخفاء المعالم التي قد يكشفها الطائر)، وكذلك نختار نوعية الطعام والشراب، وهو اجتماع لمناقشة الأحوال بعيداً عن الضجيج والناس».

الصيد حالة اجتماعية اكتسبها الإنسان منذ أن وجد على هذه الأرض، ونحن في البلدة نجتمع كأصدقاء وأقارب، ومنهم من كانت هوايته الصيد، وهذه الهواية تعد من أهم الأشياء التي يحرص عليها الشبان هنا، وفي مواسم صيد "الفري" تجدنا نجتمع معاً من أجل الخروج لملاقاتها والتمتع بصيدها بعيداً عن الوسائل التي اتبعها بعضهم في اصطيادها بأعداد كبيرة، لذلك تكون رحلتنا مدروسة ومنظمة، فالخروج للتخييم قبل يوم واحد من الصيد لمعاينة المكان وبناء "البنّوج" لكل واحد (وهو عبارة عن حجارة متراصة يتم صنعها لإخفاء المعالم التي قد يكشفها الطائر)، وكذلك نختار نوعية الطعام والشراب، وهو اجتماع لمناقشة الأحوال بعيداً عن الضجيج والناس

كان الصيادون يسيرون بدراجاتهم النارية مسافة 180كم بعيداً عن البلدة من أجل ملاقاة أسراب "الفري" والطيور المهاجرة الأخرى، حيث تحدث الصياد "أشرف فيصل" عن تلك الرحلات بالقول: «بعد اجتماعنا الليلي نشد الرحال باتجاه البادية قاطعين مسافات كبيرة على دراجاتنا النارية من أجل الوصول إلى الأمكنة المعتادة لهجرة الطيور المتعددة التي تمر على مدار العام بأشهر مختلفة، فطائر "الفري" يبدأ هجرته على دفعات من الشهر التاسع إلى نهاية السنة، ويمكن أن يأتي بعد ذلك لكن بأعداد قليلة، وهذه الأعداد غير ملتزمة بخط سير محدد، لذلك تجد بعض الصيادين ينتظرونها بالقرب من القرى، وكانت أهم وسائل الصيد بالنسبة للفري هي الكلاب المدربة على الصيد التي تعرف مكان استراحة "الفري" أو مكان اختباؤه بين الحجارة أو النباتات البرية ووظيفته كشف مكانها لتطير عالياً حيث ينتظرها الصياد المتحفز لاصطيادها، ولكن بعض الصيادين بدؤوا في الفترة الأخيرة استعمال ماكينة خاصة تصدر أصواتاً مشابهة لأصوات "الفري" فتتجمع بأعداد كبيرة حول الصوت حتى الصباح؛ حيث يقوم الصيادون بقنصها بهدوء ومن دون رحمة، وهو أمر بعيد عن أخلاق الصيد وقوانينه»

زهر الدين مع كلاب الصيد

يجمع الصيادون على أن لحم طائر "الفري" لا يؤكل إلا مشوياً، ومعظم شبان البلدة لا يصيدونه من أجل المتاجرة به، يقول الصياد "عاطف قبيطع" عن ذلك: «لم يكن خروجنا للصيد من أجل التجارة أبداً، بل على العكس من ذلك؛ فجميعنا نجلب الطيور لأخذ حاجتنا منها وتوزيع الباقي على الأهل والجيران، فالصيّاد يهوى الطبيعة ويحب اللمة والجماعة والأصدقاء، ولا يفكر بلغة المال نهائياً، وهذه الهواية مكلفة مادياً بصورة لا تصدق، وقد تصل حد الهوس؛ فكثيرون من الشبان كانوا يقطعون عملهم في السفر عندما يعلمون أن هناك مخططاً من أصدقائهم يتحضر لرحلة صيد الفري مثلاً، فالصيد الحقيقي يجعل منك رياضياً واجتماعياً تعرف ما يدور في محيطك وتحاول مساعدة أصدقائك من دون أن يعلموا، وهو تفريغ لطاقة كامنة بداخلك، وشحن لطاقة جديدة، وأصعب المواقف التي يصادفها الصياد عندما يهاجمه "ضبع" كاسر في البرية، أو ذئاب جائعة، وأفعى سامة، ومن الأشياء التي تمثل خطراً عليه تلك القادمة من رفيق له لم يعتد الصيد، ويطلق النار باتجاهه من دون أن يقصد، وبوجه عام يعد صيد "الفري" والطقوس التي تتبعه في معرفة المكان وطبيعة الطائر من أجمل الرحلات التي يحرص عليها الصيادون الباحثون عن المتعة والتسلية».

طريقة شي الفري في السهول