"العُطفة" فتاة تتميز بجمالها، تعمل على بث الروح المعنوية في الغزوات، وقد استخدمت بتحريض من قبل الاحتلال العثماني ضد أهالي جبل العرب، وتم أسرها وتسليمها لأهلها غانمة من مضافة "آل الحناوي" قبل قرنين من الزمن.

سميت "العطفة" لأنها تعطف على قومها وشبابهم لتحقيق النصر في حربهم ضد أعدائهم، وأطلقت تلك التسمية أيضاً على الفتيات اللواتي يقمن بالزغاريد والحداء وتشجيع شباب قبيلتهن، وهم لأجلها تتضاعف قوتهم لتحقيق النصر، وحول استمرار "العطفة" كعادة قديمة مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 27 نيسان 2015، التقت المعمر "نجم جابر" من أهالي قرية "امتان"، الذي يقول: «"العطفة" عادة قديمة بدوية وهي تعرف بأنها فتاة جميلة المنظر والحبور تعمل لزرع النخوة والشجاعة في الدفاع عنها وبدفاعهم عنها يحققون النصر على أعدائهم، ولكنهم في تلك المعركة حصدوا الفشل وتم أسر "العطفة" من قبل رجل من آل "جزان" بـ"قنوات" وسلمها للشيخ "قسام الحناوي" قائد المعركة يومها، فقام الشيخ بتكريمه وزيارته، وأعاد "العطفة" إلى منزله في قرية "سهوة البلاطة " ليتم تسليمها لوالدتها؛ وكانت المرة الأخيرة التي يتم فيها ممارسة تلك العادة باستخدام "العطفة" بالحروب، خوفاً وحفاظاً على العرض ضمن منظومة العادات والتقاليد العربية الأصيلة».

بدوره جدي الشيخ "قسام الحناوي" وضعها بين محارمه، وتكريماً للبطل "وهبي جزان" قام مع عدد من الوجهاء والرجال الأشاوس الأبطال بزيارته وعادوا إلى قريتهم "سهوة البلاطة"، وبعد أيام قليلة وصلت أم "العطفة" إلى مضافة "آل الحناوي" ووجدت "الهودج" بزينته وحليه فما كان منها إلى أن زغردت زغرودة الشجن الحاملة للحزن والفرح، وتعانقت الأم وابنتها، وطلبت المغادرة وعادت بابنتها مع عدد من فرسان "آل الحناوي" إلى أقرب مكان لها من أماكن قبيلتها

الباحث التاريخي "زيد النجم" بيّن دور ومهام "العُطفة" قائلاً: «تعد من العادات القديمة التي سادت سابقاً، بغية بث عزيمة الصمود عند المقاتلين، و"العُطفة" هي صبية متميزة بجمالها وحسبها ونسبها، توضع في هودج يحملها جمل، ومهمة هذه الصبية أن تثير حماسة الفرسان في المعركة، وترفع معنوياتهم وتحثهم على القتال لتحقيق النصر، وهي عادة بدوية في الأصل، وتكون الفتاة على "الهودج" وهو عبارة عن خيمة صغيرة على شكل مكعب من الحرير المزركش يحمله الجمل وبداخله الأميرة أو العروس أو الصبية المكلفة بمهمة النخوة والزغاريد للتشجيع على الصمود في المعارك، وهناك حادثة اجتماعية جرت قديماً، استخدمت "العُطفة" ضد أهالي الجبل بتحريض من الاحتلال العثماني لبعض القبائل؛ حيث شاركوا في معركة مع الجنود العثمانيين مستخدمين "العُطفة" لكن المعركة انتهت لمصلحة أهالي الجبل، وقد جرت عام 1857، حيث تم أسرها ثم تسليمها لأهلها من مضافة "آل الحناوي" معززة مكرمة وباحتفال رسمي كابنة وأخت، لا أسيرة، وذلك بحضور المرحوم الشيخ "أبو علي قسام الحناوي" وكانت الزغاريد والحداء من حولها، وأهلها فرحين بها وبسلامتها».

زيد النجم

وبيّن سماحة الشيخ "حمود الحناوي" بالقول: «استخدمت "العطفة" قديماً لأن صوت المرأة في الحرب يزيد من عزيمة المقاتلين والصمود في حال عدم التكافؤ في المعركة بين المتصارعين، وتكون عادة "العُطفة" على ظهر "الهودج" أي في أعلى قمة لإحدى الجمال، ويخصص مجموعة لحمايتها من الأسر، ولكن الحكاية التي جرت وحقق بها سبقاً معروفاً في التاريخ، أن جدي المرحوم الشيخ "أبو علي قسام الحناوي" قائد معارك الجبل ضد الاحتلال العثماني وأثناء معارك "اللجاة" جرت معركة استخدم فيها العثمانيون خبثه ومكره فارضاً على إحدى المناطق محاربة أهالي جبل العرب بحملة عسكرية كبيرة، ولكن الحملة تم إبادتها بمعركة طاحنة وأسر "العُطفة" من قبل "وهبي جزان" من قرية "قنوات" بعد أن هزم الفرسان المكلفين بحمايتها، وما أن انتهت المعركة حتى تقدم الشيخ "قسام الحناوي" منها وخاطبها: "لا تخافي يا صبية أنتي معززي مكرمي في حمانا، زغردي لبني معروف اللي عزوكي وما ذلوكي"، وبالفعل أطلقت الزغرودة، وقالت: "يا شيخ ترى الخير بوجهكم والشر علي بدا بيه"».

وأضاف الشيخ "جمود الحناوي" بالقول: «بدوره جدي الشيخ "قسام الحناوي" وضعها بين محارمه، وتكريماً للبطل "وهبي جزان" قام مع عدد من الوجهاء والرجال الأشاوس الأبطال بزيارته وعادوا إلى قريتهم "سهوة البلاطة"، وبعد أيام قليلة وصلت أم "العطفة" إلى مضافة "آل الحناوي" ووجدت "الهودج" بزينته وحليه فما كان منها إلى أن زغردت زغرودة الشجن الحاملة للحزن والفرح، وتعانقت الأم وابنتها، وطلبت المغادرة وعادت بابنتها مع عدد من فرسان "آل الحناوي" إلى أقرب مكان لها من أماكن قبيلتها».

سماحة شيخ العقل حمود الحناوي
الهودج بعد المعركة