لتفادي مضادات الالتهاب وأدوية الأطفال للسعال والحمى وأمراض تظهر علائمها في فصل الشتاء؛ تحاول الأمهات التعامل مع أنواع من الوصفات المكونة من الأعشاب البرية التي أثبتت فائدتها للوقاية والعلاج.

ففي ظروف العاصفة الجوية التي طالت المنطقة وصعوبة الوصول للطبيب من القرى البعيدة، إضافة للمخاطر من الإكثار من الأدوية التي باتت الأمهات واعيات لها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 كانون الثاني 2015، تابعت تجربة السيدة "رولا فلحوط" من قرية "البثينة" حوالي 35كم شمال شرق "السويداء"؛ التي حدثتنا عن طرائق التعامل مع هذه الحالات في مثل هذه الظروف، وكيف تجاوزت الأزمات الصحية لابنتيها بفضل الأعشاب والوصفات التي تحضرها داخل المنزل، وقالت: «ابنتي الكبرى أربع سنوات، والصغرى ثمانية أشهر، وفي هذه الأجواء الباردة حاولت وزوجي منذ بداية فصل الشتاء أخذ الاحتياطات اللازمة، لأنني وبوجه عام لا أرغب بزيارة الطبيب في الحالات البسيطة مثل "الكريب" وارتفاع الحرارة العارض وغيرها، ولكوننا نعيش في قرية بعيدة وقد لا تكون عملية الوصول لعيادة الطبيب ميسرة في كل الظروف، ولأنني أعرف جيداً مخاطر مضادات الالتهاب عندما تعطى للطفل بكثرة وآثارها الجانبية، كل ذلك دفعني لجمع تشكيلة من الأعشاب الطبية التي نعرف عن فوائدها مثل: "البابونج والعناب والتين المجفف والورد" لحالات السعال وفي كل الأوقات لتكون هذه الخلطة علاجاً لحالات السعال والكريب، وخلال هذه العاصفة كنت أعدها لعدة مرات في اليوم وكانت نتائجها جيدة، وبفضلها استغنينا عن الأدوية، ولاحظت أن ابنتيّ تماثلتا للشفاء بوقت أسرع لأنني تابعت هذه الوصفة وكنت حريصة على تقديم مشروبات ساخنة من أعشاب أخرى مثل الزعتر البري والعادي وإكليل الجبل وأنواع من "الختمية"؛ وهي نبات يزهر في موسم الصيف ومفيد جداً إلى جانب المحافظة على وعاء البابونج على المدفأة».

لتأمين هذه الوصفات ولأننا نعيش في الريف فقد حرصنا على زراعة أنواع مختلفة من النباتات الطبيعة في حديقة المنزل مثل: "المردكوش"، و"إكليل الجبل"، و"المليسة"، و"الخبيزة"، وكلها تدخل في وصفات قرأت عنها في علوم الأعشاب، وأحاول خلال موسم الربيع والصيف تجفيفها وعدم تعرضها للرطوبة لتكون حاضرة طوال موسم الشتاء لصحة كل أفراد العائلة وليس الأطفال فحسب

وتضيف السيدة "رولا" قائلة: «لتأمين هذه الوصفات ولأننا نعيش في الريف فقد حرصنا على زراعة أنواع مختلفة من النباتات الطبيعة في حديقة المنزل مثل: "المردكوش"، و"إكليل الجبل"، و"المليسة"، و"الخبيزة"، وكلها تدخل في وصفات قرأت عنها في علوم الأعشاب، وأحاول خلال موسم الربيع والصيف تجفيفها وعدم تعرضها للرطوبة لتكون حاضرة طوال موسم الشتاء لصحة كل أفراد العائلة وليس الأطفال فحسب».

مؤنس الريشاني وزوجته رولا فلحوط

السيد "مؤنس الريشاني" أضاف لحديث زوجته السيدة "رولا" أن رعاية الطفل تبدأ بالاستفادة من كل ما هو طبيعي، وقال: «حرصنا منذ ولادة ابنتي الكبرى "شمس" أن نبتعد قدر الإمكان عن الأدوية، وفي تلك المرحلة كانت الأدوية متوافرة أفضل من هذه الظروف، لكننا تابعناها حيث يكون اللجوء للعيادة آخر المحاولات، والحمد لله فكل الوصفات التي نطبقها بناء على معلومات جمعتها زوجتي وتضيف إليها دائماً من أصحاب الاختصاص كافية لتجد لكل مشكلة وصفة تناسبها؛ وهذا ساعدنا على رعاية الأطفال، في ظروف العاصفة وعدم الاضطرار للخروج من المنزل في ظروف خطرة؛ فكنا نتعامل مع السعال الحاد والاحتقان وحالات مختلفة، حتى ارتفاع الحرارة استخدمنا له خل التفاح وفق نصيحة بعض الأطباء؛ وكانت النتائج مذهلة؛ فيكفي أن نضع قطعة قطن مبللة بخل التفاح على سرة الطفل لنجد بعد دقائق أن الحرارة انخفضت؛ وكل هذه التجارب نقلتها للأصدقاء والجيران وكان لطبيب الأطفال رأي إيجابي بها وشجعنا على ذلك».

من قرية "مفعلة" حدثتنا السيدة "تهاني الزيلع" المتخصصة بتجفيف الأعشاب البرية التي أسست مشروعاً تخصص بالأعشاب، وقالت: «في منطقتنا أعشاب برية متنوعة درسنا عنها وفيها الكثير من الفوائد، ومن خلال عملي أرشد السيدات لطرائق استخدام هذه الأعشاب والوصفات المناسبة لضمان الفائدة، وبالنسبة للأطفال فإن الوقاية في مواسم الشتاء من خلال تناول أنواع المشروبات الساخنة والزهورات التي تكون كوصفة من الورد و"الزعتر" و"البابونج"، وتشكيلة من الزهور البرية؛ فهي وسيلة ناجحة لتفادي النزلات الصدرية وتقوية مناعة الجسم، ولدينا نوع خاص من النباتات التي تقوي مناعة الجسم وهي متوافرة ويمكن للسيدة إذا كانت بالريف جمعها، أما في المدينة فيمكن الحصول عليها بطرائق سهلة والاحتفاظ بها في المنزل مثل "الزعتر البري" و"الهندباء" وتشكيلة متنوعة يجب أن تتعرف إليها الأمهات لضمان صحة وسلامة أطفالهن، والأهم أن يتعود الأطفال هذا النوع من العلاج الذي يكفل لهم الصحة وعدم الحاجة للأدوية التي نعرف جميعنا آثارها الجانبية حيث تفقد الجسم الفيتامينات وعناصر مغذية لجسم الطفل ونموه».

السيدة تهاني الزيلع