الحصان والمحراث أهم ما يرافق الفلاح إلى حقله في بلدة "الكفر" التي ما زال أغلب أهلها يعتمدون على فلاحة سكة المحراث في زراعتهم؛ بسبب طبيعة أرضها الجبلية ووقوع بساتينها على جلول ترابية يصعب على الجرارات الحديثة الدخول إليها.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "حمود بدران" في 22 كانون الأول 2014، فتحدث عن عمله وعن زراعة المحراث بالقول: «لدي ثلاثون دونماً من الأرض، وهي مغروسة بأشجار العنب والتفاح، وأنا أعتني بها دائماً من ناحية التقليم والرش والفلاحة التي مازلت أعتمد فيها على المحراث القديم، لأن أرضي في منطقة جبلية وفيها جلول ترابية قليلة العرض، أي بعرض 4 أمتار أحياناً، وهذا يجعل دخول الجرارات الحديثة صعباً، أضف إلى ذلك أن المحراث القديم أو ما يسمى لدينا بسكة "الفدان" يؤمن لنا شروطاً أفضل، منها الاستدارة المريحة حول الأشجار وسرعة التحكم بالفلاحة حتى لا نؤذي جذور الأشجار، كما أن حراثة المحراث تمنحنا الشعور بطقس جميل كان يعيشه آباؤنا وأجدادنا، وكأننا بالمزيد من التعب نثبت انتماءنا أكثر لهذه الأرض».

منذ عام 1965، أي منذ سكنت بلدة "الكفر" في العصر الحديث والناس يستخدمون هذه الفلاحة، ومع أن التطور أدخل الجرارات الحديثة، ولكن هذه الفلاحة بقيت مستمرة، وخاصة أن البلدة لا تزرع الحبوب بل تعتمد في أغلب زراعتها على الأشجار التي يمثل العنب والتفاح أغلبها، والصيت معروف لعنب "الكفر"، ونرى أن العنب هو غرسة زاحفة لدينا أي تزرع على سطح الأرض، وهي بحاجة أثناء الفلاحة إلى التدير أي تحريكها بشكل مستدير لكي تتم الفلاحة حولها؛ وهذا ما جعل فلاحة "الفدان" أو المحراث القديم أفضل وأسهل، ولم يتم الاستغناء عنها لهذا التاريخ

بدوره السيد "نور الدين الشعار" عضو مجلس رابطة "السويداء" الفلاحية، وهو من أهالي بلدة "الكفر" تحدث عن أنواع المحراث القديم ومحتوياته وطريقة الفلاحة بالقول: «الفلاحة القديمة لها طريقتان إما على حيوانات "خيلية"، وهي الأحصنة أو البغال، وهنا يستخدم حيوان واحد على عود خاص بذلك ويسمى "الفدان"، أو الفلاحة على الحمير أو الثيران وهنا نحتاج إلى عود إفرادي وما يسمى "النير"، وكلا المحراثين يتشابهان مع اختلاف بسيط، فنرى في الحيوانات "الخيلية" أن المحراث يتكون من "الكابوسة" أو مسكة المحراث وطولها 15سم، وسميت "الكابوسة" لأن الفلاح يقوم بالضغط عليها أو رفعها أثناء الفلاحة، ثم هناك السكة التي تصنع من الحديد وهي مدببة الرأس وعريضة في آخرها، وهي تثبت ببراغٍ من الحديد في أسفل ذكر العود وهي بطول من 30 إلى 35سم، وهناك "الشاعوب أو الفخذان" المصنوعان من خشب السنديان؛ وهما عبارة عن قطعتين متصلتين في البداية بذكر العود وينتهيان بشكل متفرع بـ"الكدانة"؛ وهي قطع من الجلد توضع على رقبة الحصان وتثبت بـ"شاعوب" خشبي أيضاً إضافة إلى بعض البراغي من الحديد، أما النوع الثاني فهو "النير" الذي يوضع على الثيران أو الحمير فيتكون من نفس الأشياء ولكن ليس له فخذان بل له فخذ واحد، وأحياناً يكون مصنوعاً من الحديد ويكون في آخره قطع من الجلد توضع على رقبة الثورين، والهدف من فلاحة الفدان هو تهوية التربة وعدم ملامسة الجذور السطحية للأشجار لأن حراثته تكون بعمق يتراوح بين 15 إلى 20سم، والتحكم بالفلاحة فيه بين الشجر أسهل من الجرارات الحديثة».

السيد حمود بدران

الأستاذ "بدران بدران" رئيس مجلس بلدة "الكفر" تحدث بالقول: «منذ عام 1965، أي منذ سكنت بلدة "الكفر" في العصر الحديث والناس يستخدمون هذه الفلاحة، ومع أن التطور أدخل الجرارات الحديثة، ولكن هذه الفلاحة بقيت مستمرة، وخاصة أن البلدة لا تزرع الحبوب بل تعتمد في أغلب زراعتها على الأشجار التي يمثل العنب والتفاح أغلبها، والصيت معروف لعنب "الكفر"، ونرى أن العنب هو غرسة زاحفة لدينا أي تزرع على سطح الأرض، وهي بحاجة أثناء الفلاحة إلى التدير أي تحريكها بشكل مستدير لكي تتم الفلاحة حولها؛ وهذا ما جعل فلاحة "الفدان" أو المحراث القديم أفضل وأسهل، ولم يتم الاستغناء عنها لهذا التاريخ».

يذكر أن بلدة "الكفر" تبعد عن مدينة "السويداء" مسافة 10كم، وترتفع عن سطح البحر 1600 متر، ومن أهم الأراضي التي تزرع فيها: "التل الغربي، والمسكنة، وأم قصير، وحال، وضيحه، وكعب قليب، وجل حسن"، وأن مساحة بلدة "الكفر" 25 ألف دونم المستثمر منها 16 ألف دونم، والباقي ضمن المخطط التنظيمي والمزروع بالأشجار 287 هكتاراً.

السيد نور الدين الشعار
صورة لاستخدام المحراث في الكفر عام 1900