من العادات الاجتماعية الجميلة والمميزة التي يمارسها أهالي جبل العرب لحل الخلافات دون الدخول في تفاصيل النزاع "محوال سردية"؛ حتى صارت عرفاً اجتماعياً يمارس بين الأهالي.

حول نشأة وأحداث "محوال السردية" مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 8 أيلول 2014، التقت الباحث التراثي "محمد جابر"، الذي بين قائلاً: «نشأت هذه العادة بسبب خلاف وقع بين أحد رجال "الفواز" وهم زعماء قبيلة "السردية" مع أقاربه، فارتحل إلى منطقة ما بين "بصرى، والقريا" وسكن بيت "الشعر"، وإن قبيلة "السردية" ثلاث قرى هي: "صبحة، وصبحية، وكوم الرف"، وبعد شهر من ارتحاله اجتمع أقرباؤه واتفقوا على ألا يتخلوا عنه، فانتخب ما يقارب عشرة رجال منهم ليذهبوا إليه وينزلوا عنده ضيوفاً دون أن يبحثوا أو يتحدثوا بموضوع الخلاف استناداً على أنه إذا كان ذكياً سيفهم قصدهم، وقد تم ذلك حيث استقبلهم ورحب بهم، وفي اليوم التالي أمر أهل بيته ورعيانه أن يتهيئوا للرحيل، فقالت له أمه العجوز: كيف تريد العودة إلى الديار وقد جاء أبناء عمك بالأمس ولم يبحثوا معك في أمر الخلاف، فأجابها قائلاً: "ما حولوا؟؟"، وكانت هذه الكلمة تعني الكثير أي إن نزولهم عنده يغني عن أي حديث واعتبر ذلك اعتذاراً، وهذه القصة لا يعرف تاريخها ولا اسم هذا الرجل».

نشأت هذه العادة بسبب خلاف وقع بين أحد رجال "الفواز" وهم زعماء قبيلة "السردية" مع أقاربه، فارتحل إلى منطقة ما بين "بصرى، والقريا" وسكن بيت "الشعر"، وإن قبيلة "السردية" ثلاث قرى هي: "صبحة، وصبحية، وكوم الرف"، وبعد شهر من ارتحاله اجتمع أقرباؤه واتفقوا على ألا يتخلوا عنه، فانتخب ما يقارب عشرة رجال منهم ليذهبوا إليه وينزلوا عنده ضيوفاً دون أن يبحثوا أو يتحدثوا بموضوع الخلاف استناداً على أنه إذا كان ذكياً سيفهم قصدهم، وقد تم ذلك حيث استقبلهم ورحب بهم، وفي اليوم التالي أمر أهل بيته ورعيانه أن يتهيئوا للرحيل، فقالت له أمه العجوز: كيف تريد العودة إلى الديار وقد جاء أبناء عمك بالأمس ولم يبحثوا معك في أمر الخلاف، فأجابها قائلاً: "ما حولوا؟؟"، وكانت هذه الكلمة تعني الكثير أي إن نزولهم عنده يغني عن أي حديث واعتبر ذلك اعتذاراً، وهذه القصة لا يعرف تاريخها ولا اسم هذا الرجل

وتابع الباحث "محمد جابر" بالقول: «اختلف "الفواز والعون"؛ وهما فرعان من قبيلة "السردية"، وذهب خمسة رجال من "العون" إلى قرية "أم الرمان" ونزلوا ضيوفاً عند "حمد البربور"، وهم: "بندر، وفنطول، ولوحيش، وموسى، ورجل خامس لا أذكر اسمه"، وبينما هم عند "حمد البربور" إذ نزل عنده ضيوف من "البنك" من "وداي السرحان" فأكرمهم "حمد البربور" و"قراهم"، وسألهم أثناء حديثهم: من أفرس العرب بنظركم، فقالوا: "الدروز" من الحضر، و"السردية" من البدو وخاصة "الفواز"، وهم لا يعرفون أن ضيوف "حمد البربور" الذين قبلهم من قبيلة "السردية"، فقام رجال "العون" واستأذنوا وعادوا إلى "صبحة"، وعند وصولهم علم "غالب الفواز" -وكان زعيمهم- بعودتهم من قرية "أم الرمان"، فقالوا لأقاربه من "الفواز" لنذهب "ونحول" على أولاد عمنا "أم الرمان" فيها "علوم"، وبالفعل ذهبوا إليهم فاستقبلهم "العون" بكل ترحاب وشربوا القهوة ولم يتحدثوا بأي كلام بخصوص الخلاف بينهم، وإن هذه الزيارة كرست فكرة "محوال السردية"، وصارت عادة متبعة وعرفاً اجتماعياً يمارسه الناس حتى الآن خاصة في "جبل العرب"؛ حين يجري القيام بمصالحة بين أي متخاصمين، فيقال: "خلوها محوال سردية"؛ أي دون معاتبة وكشف أو الدخول في التفاصيل».

الباحث محمد جابر

الباحث التراثي "محمد طربيه" بين بالقول: «ذهب بعض الباحثين إلى أن قبيلة "السردية" كانت تعمل على نشر ثقافة المصالحات المحلية دون الدخول في التفاصيل، حتى أطلقوا عليها "محوال سردية"، ولعل أهم ما في الأمر أن قبيلة "السردية" تحمل فرعين من حيث التقسيم: "الفواز، والعون"، وجرت أحداث فيما بينهما ومصالحات لم يتم البحث في تفاصيلها من مبدأ "إن الشيطان يكمن في التفاصيل"، والأمثال الشعبية تقول: "الزاد لو تفتش يحرم تناوله"، من هذا الجانب وغيره كانت طريقة حل النزاع والخلافات بين المتخاصمين تحمل بعداً جمالياً وأخلاقياً رفيعاً، فحين يأتي أشخاص من وجهاء القوم إلى شخص ما على خلاف مع الآخرين، وتتم المصالحة دون الدخول في العتاب وتفاصيل الخلاف، فإن مسافة الهوة تكون بسيطة ولا تتوسع لتصبح كبيرة ومعقدة الحل، بل باستخدامه "محوال السردية"؛ يعني حل النزاع دون تفاصيل ومعاتبة، وهذه العادة الاجتماعية ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا في جبل العرب».

الاستاذ محمد طربيه
المحاويل