ودعت محافظة السويداء في موكب مهيب ابنتها البارة الشاعرة الشابة سميرة عزام التي وافتها المنية صباح الثامن من آذار في مشفى الشهيد زيد الشريطي الوطني بعد صراع مرير مع المرض.

والشاعرة التي بلغت من العمر الاربعين عاما متزوجة من المهندس رياض دويعر ولها ثلاث بنات كانت قد اصيبت بالشلل النصفي عام 2003 في مدينة دمشق وهي متجهة لمقابلة الكاتب والمبدع الكبير الراحل ممدوح عدوان. وبقيت تصارع المرض حتى انتصرت عليه وعادت الى عملها في خدمة الناس من خلال الصحافة حيث كانت لها بصماتها في الصحف المحلية وفي مكتب السيد محافظ السويداء وفي مجلة الاتحاد النسائي.

وكان اكثر ما يسيطر على تفكيرها في الآونة الاخيرة يدها اليسرى التي كانت تعيقها وتشل حركتها، واستطاعت ان تعود للعلاج الطبيعي أملا في الشفاء التام، ورجعت تمارس هوايتها التي احبها الناس من خلالها في كتابة الشعر، واخذت تخطط لإصدار ديوانها الثاني بعد ان احست ان الدنيا بدأت تبتسم لها من جديد.

وكان الشاعر الكبير شوقي بغدادي قد اتصل بها لأكثر من مرة حيث طلب منها اختيار عدة قصائد من ديوانها الاول (سيرة الآس) لكي تكون من ضمن كتاب في جريدة الذي سيصدر قريبا.

قبل 15 يوما توقف دماغ سميرة عن العمل في جلطة مفاجئة اصابتها واصابت من احبها في الصميم وكأن القدر كان يتربص بها بعد ان مدها بالتفاؤل طوال اشهر هذه السنة القليلة.

كل العزاء لأهلها واصدقائها ومحبيها والذي يخفف الالم ان سميرة تركت وراءها شعرا سوف يبقى يدل على شاعرة من الطراز الاول احبت الشام واهلها وناضلت في سبيل الكلمة الطيبة والصادقة والحرة...

((* أأنت هناكْ؟ تنامين فوق سطوح الندى؟

وقلبي هنا خفقَ طيرٍ سجين؟

ونحن نعمشق حلم اللقاء

تدور المواسم تمضي السنون

إليك دروب اشتياقي تهيم

وصبر النسيم يطول يطول يطول يطول.........

لنرسم شوقاً لعشرين حولاً

ونشرب نخب فراق يطول

ويأتي اللقاء سريع القفول

أنا المستحيل..

وأنت شراع يغرّد شرقاً كما المستحيلْ...

يدق نواقيس قلبي.... يحين الرحيل.......))

«من قصيدة رثاء سميرة... ماجد مرشد».