عرف السوريون منذ آلاف السنين صناعة النسيج وارتفعت من خلال هذه الصناعة الأزياء عندهم، واحتلت مكاناً رفيعاً بين الأزياء في البلدان الاخرى.

ومحافظة السويداء جزء من هذا التطور على الرغم من بعض الخصوصيات التي اكتسبتها صناعة الازياء على مدى قرنين من الزمن.

يقول الاستاذ سامان البدعيش المهتم بالتاريخ: ان تطور الزي الشعبي وخاصة ازياء النساء جاء مع تطور الحياة الاجتماعية التي اتسمت بمشاركتها الرجل مشاركة كاملة، وكانت الأزياء النسائية عبارة عن سروال طويل من الحرير فوقه قميص من الموسلين يغطي الجسم حتى الكامل ثم قبة وجيلية (صدرية) وكانت النساء تضع على رأسها طربوشا ذا شكل مخروطي ناقص وفوقه فوطة من الشاش الابيض يغطي اغلب الوجه ايضا.

ومع تزايد الهجرات الى الجبل من مناطق شمال سورية وفلسطين ولبنان حملت التغييرات في الزي كما نراه الآن والمؤلف من الفستان الرئيسي والمملوك والطربوش والفوطة والصاية والدامر.

وعن التنورة العربية وتفاصيلها حدثتنا السيدة ام علي زوجة الاستاذ نايف شاهين قائلة: تتألف التنورة من الفستان الرئيسي وهو عبارة عن قطعتين متصلتين تحت الصدر، العلوية تسمى (المنتان) وهي ضيقة وبها ثنيات عديدة ومفتوحة عند الصدر والسفلية تسمى التنورة وتكون عريضة وواسعة ومكسرة عدة كسرات متساوية ودقيقة لتأخذ حجم الخصر وتبرز جمال الجسم، والقطعتان من قماش واحد تلبس المرأة تحتها قميصا من البوبلين او الفانيلا.

اما المملوك وهو اشبه بالمريولة، فيغطي الفستان من الامام وهو مكسر بكسرات طولانية دقيقة ومتساوية ومثني من الاسفل بثنيات دائرية ويثبت على الخصر بشريطين يعقدان من الخلف.

اما الطربوش الشهير في منطقة جبل العرب والذي تتباهى به النساء الميسورات وعادة ما يتم استعارته في هذه الايام لوضعه على رأس العروس في سهرة الكبة او في اليوم الثاني بعد الدخلة.

والطربوش يتألف بحسب السيدة ام فادي زوجة السيد اسماعيل الصحناوي: من قرص فضي مزخرف بزخارف جميلة تعلق على جوانبه قطع ذهبية تسمى (غوازي) واخرى تعلق على الحواف السفلية تسمى (رباعي) وغالبا ما تكون على صفين اماميين فوق بعضهما بعضاً وتسمى (شكة) تبرز من تحتها تماما ليرة ذهبية اخرى وتسمى (قرينصة).

ويأتي بعد ذلك دور الفوطة التي تغطي الرأس وهي قطعة قماش من الجورجيت الابيض او الاسمر الشفاف توضع فوق الطربوش وتتدلى حتى تغطي الكتفين وقسما من الظهر، وكلما تقدمت المرأة في السن تركت الالوان الزاهية واتجهت إلى الألوان الغامقة.

وهكذا يكون زي المرأة التقليدي قد اكتمل مع تغيرات في الاشكال والالوان بحسب العمر واحيانا الموضة.

ويأتي هذا اللباس انعكاسا لأسلوب حياة المجتمع وطريقة تفكيره على مدى حقب تاريخية خاصة ان الازياء بشكلها العام هي مستودع لذاكرة الشعوب.