تملك من الفعل الإنساني ما يجعل الفن يظهر بقيمته الفنية والإبداعية أكثر، إنسانة وقورة وعاشقة للفعل النبيل، ومبدعة وحاصلة على براءات اختراع، وقدمت عدة بحوث، إضافة إلى كونها شاعرة وأديبة ورياضية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 نيسان 2015، الفنان التشكيلي الدكتور "عبد الكريم فرج"، الذي تحدث عن الفنانة الراحلة "بثينة أبو الفضل"، وقال: «تجاوزت لوحاتها جماد الآلة إلى رحاب الشعر واللون، وأوغلت ريشتها في صحبة اللون والضوء، صاحبة مزاج شفيف خلاق ينوء بأحمال الإبداع من دون تروٍّ أو شفاعة، من خلال الاقتدار والتلاشي مع خيالها المبدع المتوهج، فجاءت لوحاتها الفنية عامرة بخلجات قلبها وإحساسها، ملأى بالقوة والحيوية والجمال، وقد أضاءت بتقنياتها وذكائها جوانب إنسانية قائمة بفعل الحركة، فأنطقتها وجعلت منها معبراً وتأكيداً لعظمة الإنسان المنطوي على كل المستحيلات وعلى مصيره الغامض المملوء بالأسرار».

يحمل المعرض في تكوينه الفكري عاملين مهمين: الأول تجنيد خبرة الفنانة في مجال الفن التشكيلي، والثاني تطلعها النضالي اجتماعياً، امرأة سورية مفعمة بروح العصر وتملك شجاعة نادرة

وتابع: «هي واحدة ممن عرفوا كيف يتركون أثراً جميلاً في مجتمعهم عبر إنجازاتها المتعددة، فنياً وتدريباً وإبداعاً تصورياً، مكللة بالصفات الإنسانية والفعل الجمالي بحركات الطيبة والإخلاص والوفاء للأصدقاء، وكانت تقول: (على المرء أن تكون له خصوصيته التي تميزه في هذه الحياة وأن يترك بصمات واضحة في كل جانب من جوانبها، وإلا كانت حياته مجرد جملة معترضة لا قيمة لها)».

د. عدنان أبو الفضل

وعن شخصيتها بيّن شقيقها الدكتور "عدنان أبو الفضل" بالقول: «تميزت شقيقتي بصفات إنسانية وحرية ذاتية في اتخاذ القرار والموقف، لم أستطع مشاهدة لوحاتها يوماً من دون أن تعكس شيئاً من جمال شخصيتها الإنساني والإبداعي في ألوانها.

عملت "بثينة" أستاذة مساعدة في "كلية الفنون الجميلة" قسم الاتصالات البصرية في جامعة "دمشق"، وشاركت في العديد المعارض الجماعية، أبرزها الدعاية للمعرض الوطني للمعوقين في مدينة "نانسي" في "فرنسا" وفازت بإعلانين نشر أحدهما في صحيفة "اللورين" الفرنسية الرسمية، إضافة إلى عدد من المعارض الفردية في "باريس" و"بيروت" و"مصر" و"دمشق" و"حلب" و"السويداء"».

د.بثينة أبو الفضل في افتتاح أحد معارضها

وتابع "د. أبو الفضل": «شاركت في إعداد الحملة الإعلامية الفنية الخاصة بالفريق السورية المشارك في مؤتمر المرأة الذي أقيم في "بكين" عام 1995، وشاركت في معرضه الفني، كما حصلت على "الدرع الذهبي في المعرض الثاني للإبداع والاختراعات السورية مع شهادة تقديرية عام 1992، كما حصلت على الميدالية الذهبية لأفضل امرأة مخترعة من المنظمة الدولية للحماية الفكرية عام 1994، وعلى الميدالية الذهبية لأفضل عمل فني فوتوغرافي في المعرض السابع للإبداع والاختراع السوري عام 1997».

وفي البحث العلمي والاختراع بيّن "أبو الفضل" أن للراحلة بحثاً علمياً في التقنيات الحديثة في عالم الاتصالات البصرية، وبحثاً آخر عن الجمال الصناعي والجودة.

إحدى لوحاتها

أما عميد الفنانين السوريين "فاتح المدرس" في كتاب "نساء من بلادي" للكاتبة "ناديا نويهض" فقال في أحد معارضها: «يحمل المعرض في تكوينه الفكري عاملين مهمين: الأول تجنيد خبرة الفنانة في مجال الفن التشكيلي، والثاني تطلعها النضالي اجتماعياً، امرأة سورية مفعمة بروح العصر وتملك شجاعة نادرة».

يذكر أن الفنانة الدكتورة "بثينة أبو الفضل" ولدت في "السويداء" عام 1954، والداها "فايز وضمية أبو الفضل"، درست حتى المرحلة الثانوية في مدارس المحافظة، درست الفنون الجميلة وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة "دمشق"، وفي "فرنسا" درست الاختصاص العالي في المدرسة الوطنية العليا في "باريس"، وحصلت على دبلوم دراسات عليا من جامعة "السوربون"، وتوفيت بتاريخ 23 أيلول 2000، إثر مرض عضال.