ينتمي الدكتور "وسيم عزام" لأطباء الزمن الجميل بوصفه الطبيب الشخصي للمغفور له "سلطان باشا الأطرش" وأقدم الأطباء الممارسين للمهنة في محافظة "السويداء".

في زيارة لموقع eSuweda بتاريخ 18/10/2011 لهذا الطبيب الذي تجاوز منتصف عقده السابع وبقي يعاين ويقدم العلاج لشريحة كبيرة من المرضى التقينا إحدى مرضاه السيدة "منى أبو سعدى" وقالت إنه المرجع الطبي والعلمي لعائلتها ولكل العائلات القريبة والبعيدة في المحافظة وهو لا يبخل بالاستشارة على أي سائل حتى دون أن يعاينه، وأضافت: «تعود أهلي من قبلي على مراجعة الدكتور "وسيم" ولدينا الثقة الكاملة بخبرته التي بناها على مدار عقود ماضية كان فيها المرجع لأسرتنا ولعدد كبير من الأسر، فهو الطبيب الملتزم بمرضاه نتواصل معه على مدار اليوم ولا يتأخر عن الإجابة ونحن زوار دائمين لعيادته حتى في يوم الجمعة، وقد مررنا بتجارب كثيرة أكدت خبرة هذا الطبيب الذي نعتز به وبما يمثله من قيم الصدق والإخلاص والتفاني، وهو بحق طبيب العائلات التي تستشيره في كل الحالات ويكفي أن تزور العيادة لتظهر العلاقة التي تربطه بالمرضى لكونه يصحح كثيراً من الأخطاء الطبية بحكم معرفته الواسعة التي يراعي من خلالها المريض ويرشده للعلاج السليم».

تعود أهلي من قبلي على مراجعة الدكتور "وسيم" ولدينا الثقة الكاملة بخبرته التي بناها على مدار عقود ماضية كان فيها المرجع لأسرتنا ولعدد كبير من الأسر، فهو الطبيب الملتزم بمرضاه نتواصل معه على مدار اليوم ولا يتأخر عن الإجابة ونحن زوار دائمين لعيادته حتى في يوم الجمعة، وقد مررنا بتجارب كثيرة أكدت خبرة هذا الطبيب الذي نعتز به وبما يمثله من قيم الصدق والإخلاص والتفاني، وهو بحق طبيب العائلات التي تستشيره في كل الحالات ويكفي أن تزور العيادة لتظهر العلاقة التي تربطه بالمرضى لكونه يصحح كثيراً من الأخطاء الطبية بحكم معرفته الواسعة التي يراعي من خلالها المريض ويرشده للعلاج السليم

العائلة المتنورة كانت وراء توجه الدكتور "وسيم" لدارسة الطب في ذلك الزمن كما بين في حديثه بالقول: «ولدت في أسرة تعلقت بالعلم والثقافة/ جدي الشاعر المعروف "منصور عزام" الذي توفي عام 1940 وعرف بالحكيم، حيث كان في ذلك الزمن يراسل جامعة "عين شمس" في القاهرة ليحصل على الكتب الطبية ويعد الوصفات ويركب الأدوية التي يحصل عليها من "دمشق" ليعالج المرضى ليس في قريته قرية "خربا" الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة "السويداء" بل في كافة القرى المجاورة، أما والدي "فريد" فهو مدرس اللغة الانكليزية في أقدم مدراس المدينة التي عرفت باسم مدرسة "الفتاة"، هذه الأسرة المتعلمة والمتنورة وجهتني للتعليم وكان لوالدي الفضل في تشجيعي على دراسة الطب لما لهذه المهنة من أثرٍ واضحٍ في حياة المجتمع، لأصبح من طلاب جامعة "دمشق" في فترة لم يزد فيها عدد طلاب السنة على اثنين وسبعين طالباً وأتخرج في الرابعة والعشرين من العمر، حيث باشرت العمل في المحافظة التي كانت الظروف الصحية فيها ضعيفة جداً وأكون مستعداً لخدمة الأهالي ليلاً ونهاراً في الفترة التي لم تمتلك "السويداء" أكثر من سيارتين، ومازلت أتذكر ليالي الشتاء الباردة عندما كان يطرق بابي لمرات متعددة، ليكون الطارق حاملاً المصباح والمظلة أرافقه في أجواء عاصفة على الأقدام لأعاين المرضى أينما كانوا، وعند العودة مع طلوع الفجر أجد والدتي بانتظاري يؤرقها القلق على ابنها الذي قضى الليل متنقلاً بين مريض وآخر دون تعب أو ملل، وقد كان لتلك الفترة اثر طيب في نفوس المرضى الذين بادلوني المحبة والوفاء لأكون صديق وطبيب الآباء ومن بعدهم الأبناء».

السيدة منى أبو سعدى

عن خمسة عقود من العمل أبرزها متابعة المرحوم "سلطان باشا الأطرش" يتحدث الدكتور "وسيم" بالقول: «بقيت لما يزيد على خمسة عشر عاماً أعاين أكثر من سبعين مريضاً في اليوم الواحد، إلى جانب الزيارات المنزلية المرهقة، لأن الطبيب في ذلك الزمن معالج لمختلف الأمراض والحالات من التوليد للأطفال لمختلف الاختصاصات، وقد تأثرت لدرجة كبيرة بالمرحوم "سلطان باشا الأطرش" الذي كنت طبيبه الشخصي لأكثر من خمسة وعشرين عاماً ارتبطت بحوادث كثيرة عكست ثقة هذا المناضل العظيم بشخصي كطبيب وصديق لابنه "ناصر" الذي كان من رفاق الدراسة، وكنت في كل المعاينات أشعر بثقته الكبيرة ولم يكن ليقتنع بغير وصفاتي وكانت عدة تجارب زار فيها الباشا في منزله فرق طبية عديدة لتتابع حالته الصحية بطلب من جهات رسمية وفي كل مرة كان قراره الرفض لأي وصفة أو مشورة طبية، وكان ذلك حافزاً لي ومصدر اعتزاز بأني على كل هذا القرب من المناضل الكبير، الذي تعودت وبناءً على رغبته الدوام في يوم الجمعة لأكون مستعداً لخدمة الأهالي في هذه المدينة الصغيرة في يوم العطلة وقد حافظت طوال العقود الماضية على الوصية لأداوم يوم الجمعة وأعطل الأحد حسب نصيحته.

وإذا كانت محبتي لهذه المهنة وتحقيق رغبة الوالد والجد من قبله عاملاً أساسياً وجهني للطب كمهنة انسانية فإن السنوات التي تواصلت فيها مع الأهالي كانت الدافع الأقوى لتطوير خبرتي، لأكون قادراً على التطور ومجاراة العصر الذي اختلف بشكل كبير عن تلك العهود التي باشرت فيها العمل، فقد حرصت على متابعة المؤتمرات الطبية في عدد من دول أوروبا والدول العربية، ولم أتقدم لدراسة الاختصاص لأنني لغاية هذا التاريخ أقدم الاستشارات لمختلف الاختصاصات وأعاين أفراد الأسرة وتربطني بمرضاي علاقات قديمة فيها من الوفاء والحب ما يجعلني أستمر بالعمل لخدمتهم ومتابعة حالتهم الصحية، هذا هدفي وغايتي التي أتمنى الاستمرار بها طالما امتلكت الصحة».

الدكتور وسيم عزام في عيادته

الجدير بالذكر أن الدكتور "وسيم عزام" من مواليد عام 1936 بقي مداوماً على العمل منذ افتتاح عيادته عام 1960 ولغاية هذا التاريخ، وهو من أقدم الأطباء الممارسين في مدينة "السويداء" بعد الطبيب المرحوم "توفيق عز الدين" والطبيب المرحوم "نزار ملحس" وتبقى للأهالي أمنية بالعمر الطويل لطبيب صادقهم وصادقوه لعقود جسد فيها الطبيب الإنسان.