ابن أسرة مكافحة من محافظة "السويداء" التي ولد وتلقى تعليمه فيها ليحصل على الثانوية العامة من مدارسها، ثم اختار دراسة اللغة الانكليزية وتفوق فيها، ليتم إيفاده لدراسة فقه اللغة أو "اللسانيات" مخيراً بين أهم الجامعات، ونال الماجستير والدكتوراه بدرجة الشرف من جامعة "جورج تاون" في واشنطن.

إنه الدكتور "يحيى العريضي" الذي التقاه موقع "eSyria" للحديث عن رحلته الإعلامية، وبداياته في حقل التدريس الأكاديمي؛ وقد بدأ بقوله: «رحلتي في التدريس كأستاذ جامعي بدأت من "جامعة تشرين" قبل أن تكون في دمشق، وذلك لاستحيائي من أن أكون زميلاً لقامات هرمية كبيرة كأمثال الدكتور "موسى الخوري" و"غسان المالح" وغيرهم.. إلى أن دعاني رئيس قسم الإيفاد آنذاك كي أدرّس يومين في دمشق ويومين في تشرين في الأسبوع الواحد».

أرى أن المجتمع البشري سيتحول في مفرداته، وفي عناصره البشرية، إلى عدد هائل من وسائل الإعلام، فسيكون كل شخص وسيلة إعلام بذاته فيها الراديو والتلفزيون والإنترنت وما شئت أيضا من وسائل النشر والإعلام الحديثة، وسيكون كل فرد جزءاً من هذه المنظومة الهائلة

بداية "العريضي" في المجال الاعلامي كانت عندما قدم بحث الدكتوراه الذي حمل عنوان "لغة واستراتيجيات الإعلام الأمريكي"، يقول: «في هذا البحث قمت بتحليل مقابلات تلفزيونية حول الصراع العربي الصهيوني، فاكتشفت أن العرب غير قادرين على توصيل رسالتهم بسبب المـُحاور الأمريكي المتحيز، ومن هنا اهتممت بإدارة الحوار، وعرفت أن الإعلام حالة من الفن، وأن المـُحاور هو "كحارس البوابة" يدخل من يشاء ويمنع من يشاء، ولهذا أعددت وقدمت عدداً من البرامج الحوارية وكانت قفزة نوعية في هذا المجال».

الدكتور حبيب محمود

عيّن "العريضي" مستشاراً في وزارة الإعلام في العام /1989/، وأعدّ وقدّم العديد من البرامج التلفزيونية، منها برنامج "فوكَس" وهو برنامج يقدم باللغة بالانكليزية، وبرنامج "نحن على العالم"، و"بصراحة"، وشارك بإعداد برنامج "شاشة الصحافة" و"أوراق ثقافية"، وحاور العديد من الشخصيات الاعتبارية في العالم كـ "جيمي كارتر" و"ريتشارد هاس"، و"ريتشارد ميرفي".. وعدد من المسؤولين عن تخطيط السياسة الأمريكية.

ويشير "العريضي" إلى أنه ومن خلال إدارته للقناة الثانية للتلفزيون العربي السوري قد حولها إلى "قناة منافسة في المنطقة" كما تشير الإحصائيات الفرنسية للعام /2002/، وقد كلّف بتأسيس "مركز إعلامي سوري" في لندن، وساهم أيضاً بتأسيس قناة "روسيا اليوم"، وقد بلغت نسبتهم حوالي /40%/ كما يشير، وقد أسس مكتب لقناة "Press Tv" الإيرانية الناطقة باللغة الإنكليزية.

للإعلامي المستقبلي صفات وأدوات تناسب عصره يلخصها لنا "العريضي" بقوله: «يجب أن نرى إعلاميينا في المستقبل مزودين بأدوات وبقدرات وطاقات معرفية هائلة، وأرى أنها تتلخص في أربعة أمور لا غنى عنها هي إتقان اللغة العربية بشكل ممتاز، واللغة الأجنبية بشكل "جيد جداً"، والقدرة على التعامل مع التقانات الحديثة بامتياز، بالإضافة إلى تكريس خلفية ثقافية واسعة عن تاريخ بلادنا وحضارتها، وهي تشكل حالة وطنية يرتكز إعلاميونا عليها، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الإعلامي على دراية وإحاطة كاملة باختصاصه الذي يمارسه».

ويخمن "العريضي" أن الإعلام سيشهد تطوراً كبيراً في ظل الثورة التكنولوجية فيقول: «أرى أن المجتمع البشري سيتحول في مفرداته، وفي عناصره البشرية، إلى عدد هائل من وسائل الإعلام، فسيكون كل شخص وسيلة إعلام بذاته فيها الراديو والتلفزيون والإنترنت وما شئت أيضا من وسائل النشر والإعلام الحديثة، وسيكون كل فرد جزءاً من هذه المنظومة الهائلة».

الدكتور "حبيب محمود" أستاذ في كلية الاقتصاد، حدّثنا قليلاً عن الدكتور "العريضي" فيقول: «لقد استطاع الدكتور "يحيى العريضي" أن يتكلم عن قضايانا في مختلف وسائل الإعلام الأجنبية، فقد عمل- في بعض المراحل الحرجة- على تكثيّف ظهوره على وسائل الإعلام الأجنبية مثل "BBC" و"ABC" "CBS".. وغيرها، من أجل إيصال رسالة سورية إلى العالم، وأعتقد أنه أدى واجبه في ذلك الاتجاه على أكمل وجه».

الذي يجدر ذكره أن الدكتور "يحيى العريضي"، هو أول عميد في كلية الإعلام، وقد تم تعيينه منذ بداية العام الدراسي /2010/، وهو من مواليد محافظة السويداء عام /1954/، متزوج ولديه أربعة أبناء ذكور.