هو أحد المساهمين في تطوير الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر في العالم، قاده إخلاصه في عمله لتقلد مناصب عديدة ورفيعة، وحصد الكثير من الجوائز وبطاقات الشكر، فمن رئيس منظمة الهلال الأحمر وعضو مجلس الشعب السوري، إلى نائب رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، ومن شكر الرئيس الفنزويلي "هايمي لوسينشي" إلى جائزة "هنري دونانت" للعمل الإنساني، تبقى حياة الدكتور "فؤاد حمزة" تجربة فريدة للنجاح ومثالا يقتدى به على مر الأجيال.

eSuweda التقى الدكتور "حمزة" في 28/12/2009، وكان له عن تاريخه الحافل هذا الحوار:

  • دعنا نبدأ من هاجسك في العمل الإنساني؟
  • الدكتور "فؤاد حمزة"

    ** منذ ريعان الشباب كان لدي اعتقاد دائم أن الإنسان يجب أن يعيش لذاته وذات الآخرين، وأن الإيمان بالإنسانية والعمل من أجلها هو السبب الأكبر في النجاح، ولكن هذا العمل يجب أن يأخذ الطابع المؤسساتي لكي يوحد جهود الأفراد، وقد تجلى هذا الهاجس واقعا عندي في عام 1971 عندما قمت مع عدد من الأصدقاء بتشكيل فرع الهلال الأحمر "بالسويداء" وطلبنا من المنظمة الأم في "دمشق" قبولنا كفرع، وقد تم ذلك خلال شهرين، وبدأ الفرع باستقبال المساعدات وتوزيعها على المحتاجين، وبدأت الأيدي البيضاء تتكاثر حتى وصل بنا الأمر بعد أربع سنوات لتوزيع ألبسة على كل طلاب المرحلة الابتدائية في المحافظة.

  • ماذا عن متابعة الرحلة إلى "دمشق"؟
  • ** انتقلت إلى "دمشق" في عام 1974 كممثل لفرع "السويداء" أنا والسيد "معذى الملحم" لنكون في مجلس إدارة المنظمة، ونظرا لنشاطي في المنظمة انتخبت بعد سنتين كعضو مكتب تنفيذي، وفي عام 1978 انتخبت رئيسا لمنظمة الهلال الأحمر في سورية وبقيت في هذا المنصب حتى عام 1998.

  • أثناء ترؤسك للمنظمة في القطر ما أهم الأعمال الإنسانية التي قدمتوهما؟
  • ** أهمها هو حصولنا على ألبسة وأدوية مفقودة من الجمعيات الخيرية في السويد والنرويج بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية التي كنا نقدمها للفقراء والمحتاجين، زد على ذلك حصولنا على مساعدات مالية من بعض الجمعيات في أوروبا لبناء مبنى الكوادر الهلالية وكانت تكلفته حينها 15 مليون ليرة، ويستخدم حاليا لتدريب الكوارد الهلالية للعمل الإنساني على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

  • ماذا عن وصولك لمنصب نائب رئيس المنظمة الدولية للهلال والصليب الأحمر؟
  • ** على أثر ذهابي كرئيس الوفد السوري في عام 1985 لحضور الاجتماع الدوري للاتحاد الدولي لمنظمة الهلال والصليب الأحمر، قمت بترشيح نفسي لمنصب نائب رئيس الاتحاد، وفعلا حصلت على الأصوات المطلوبة، وأصبحت نائبا للرئيس بالإضافة إلى منصبي كرئيس منظمة الهلال السوري، وأعيد انتخابي في 1989 حتى عام 1993، وفي ذلك العام تم انتخابي رئيساً للجنة الدستورية للصحة في المنظمة العالمية.

  • ما الخدمات التي قدمتها للوطن بعد وجودك في هذا المنصب الدولي؟
  • ** أهم إنجاز استطعت تقديمه هو الحصول على 750 ألف جرعة لالتهاب السحايا بشكل مجاني من قبل الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، عندما أصيبت سورية بجائحة في فترة التسعينيات، وكان سعر الجرعة حينها 1500 ليرة، بالإضافة إلى قيامنا بالعمل المطلوب كتقديم الألبسة وكراسي المعاقين والأطعمة للمحتاجين.

  • ماذا عن الأعمال الإنسانية على الصعيد العربي؟
  • ** كنت دائما أسعى لتوحيد الكلمة العربية في اتخاذ القرارات المهمة على صعيد المنظمة، وكان للهلال السوري أثناء فترة إبعاد الإخوة الفلسطينيين إلى مرج الزهور في عام 1996 دور بتقديم المساعدات الغذائية والألبسة في فصل الشتاء، وقد أرسل لنا بطاقة شكر على أثر هذه المساعدة من السيد "عبد العزيز الرنتيسي" رئيس الوفد.

  • هل تعتبر أنك قدمت شيئاً على الصعيد الدولي؟
  • ** بالتأكيد، وأهم الأعمال هو مساهمتي في وضع خطة استراتيجية للعقد الأول في القرن الحالي للحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر، وأيضا المشاركات الدائمة في توحيد كلمة الوفود للحصول على القرارات الملائمة للعمل الإنساني في المجال الدولي مثل المحافظة على احترام اتفاقيات جنيف وعدم الموافقة على الخروقات بحق هذه الاتفاقية أثناء النزاعات المسلحة، ورعاية اسرى الحرب ومساعدتهم ومحاولات تخليصهم من الأسر، كما حصل عندما كلفت بأن أكون رئيسا للجنة أسرى الحرب إبان حرب الخليج الأولى والثانية، بالإضافة إلى وضعي بيانات صادقة ودقيقة عن الأوضاع في فلسطين و"الجولان".

  • ما سبب بطاقة الشكر الرئيسية من فنزويلا؟
  • ** حدث ذلك في عام 1978 وكنت لا أزال نائب رئيس المنظمة الدولية، وكان علينا أن ننتخب رئيساً جديداً للمنظمة في المؤتمر الذي عقد في البرازيل، وكان من بين المرشحين مستشار الرئيس ورئيس الصليب الأحمر الفنزويلي آنذالك "هايمي لوسينشي"، وسعيت بكل جهدي مع رؤوساء الوفود لكي ينحج المرشح الفنزويلي، وذلك لأن فنزويلا كدولة معروفة بإيمانها بالحق العربي وعدالة قضاياه، وفعلا نحج المرشح، فما كان من الرئيس الفنزويلي إلا أن أرسل لي بطاقة شكر باسمي واسم بلدي.

  • حصلت مؤخراً على جائزة "هنري دونانت" للعمل الإنساني فلمن تمنح هذه الجائزة؟
  • ** "هنري دونانت" هو شخص فرنسي، وهو مؤسس الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر في العالم، وهذه الجائزة استحدثت لتكريم كل من يقوم بالخدمات الإنسانية في هذه الحركة، وتقدم مرة كل سنتين لبعض الشخصيات العالمية التي تتوافر فيها هذه الشروط، وقد تم إبلاغي في منتصف الشهر التاسع من هذا العام أنني أحد المختارين من بين خمسة أشخاص ليتم تكريمهم بهذه الجائزة، وفعلا سافرت إلى العاصمة الكينية "نيروبي" لحضور حفل التكريم الذي ضم ألف مندوب من 180 دولة في 23/11/2009، وتم تقليدي الوسام مع "بارسيباك" الذي شغل منصب الأمين العام للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر سابقا والسيدة "كورنيلو لوغا" رئيسة اللجنة الدولية سابقا والسيدة "الليندي" ابنة "سيلفادور الليندي" رئيس الصليب الأحمر التشيلي.

  • بم تصف شعورك عند تقلد الوسام؟
  • ** شعور بالفخر والاعتزاز، وخاصة بعد أن تلقيت التهاني من كافة الأعضاء الموجودين في المؤتمر، وهذا لا يخصني فقط، بل يخص وطني الذي بني الإنسان فيه على الإيمان بالقضايا العادلة والإنسانية ومساندة الحق إينما كان سواء أكان عربيا أم دولياً.

    يذكر أن الدكتور "فؤاد حمزة" من مواليد عام 1934 في قرية "عرى" محافظة "السويداء"، حاصل على شهادة الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة "دمشق" عام 1957 وعلى شهادة اختصاص في جراحة وكسور الفكين من جامعة "ميونخ" في ألمانيا عام 1959، متزوج ولديه ثلاثة أبناء وابنتان.