غيرت "الهواضم الحيوية" معالم الحياة لعدد من مربي الأبقار في قرية "رضيمة اللوى" لتجعل العديد منهم يعيشون في بحبوحة ظاهرة، بعد أن وُفِّر لهم الغاز المجاني غالي الثمن الذي استخدموه في صناعة المشتقات الحيوانية.

مدونة وطن "eSyria" التقت المربي "كنج خيو" من أبناء القرية يوم السبت الواقع في 4 نيسان 2015، فتحدث عن فوائد هذه الهواضم بالقول: «تعد مسألة التخلص من مخلفات الحيوانات والصرف الصحي مشكلة يواجهها المزارعون ومربو الحيوانات؛ وخاصة مربو الأبقار في قرية "رضيمة اللوى" التي تعد من أكثر قرى الجبل تربية للمواشي، وذلك لكون هذه المخلفات لها آثار سلبية على الصحة والبيئة معاً، ومؤخراً بدأت تلوح في الأفق فكرة حل جذري لهذه المسألة عن طريق إنشاء وحدات لتخمير المخلفات العضوية الحيوانية والبشرية والبقايا النباتية في مكان يدعى "الهاضم الحيوي" أو "المخمر"، وبالتالي الاستفادة من نواتج التخمير المتمثل في الغاز والسماد الطبيعي، حيث حول وجوده في القرية واقعنا الصعب إلى مكان مثمر يعطي الغاز المجاني ويجعل العمل في إنتاج المشتقات الحيوانية مهنة مربحة لعدد من المربين في قريتنا، وأمن لنا العيش في بحبوحة كبيرة، وقدرة على تصريف منتجاتنا من دون عوائق، وبنفس الوقت أمن سماداً طبيعياً للأراضي الزراعية مجاناً، ومنهم من استفاد منها في إنتاج الطاقة المجانية للإنارة وتسخين المياه».

في بعض الأوقات وصلنا إلى طريق مسدود لأن بئر "المخمر" قد امتلأ كلياً، وبات يمثل مشكلة كبيرة وخطراً على الصحة والجوار، فصهاريج التفريغ لا تلبي حاجاتنا، وإن أتت فطلباتها المادية عالية، ولذلك قام المربي "كنج خيو" بصنع مضخة تفريغ خاصة لوضعها على خزان الجرار الزراعي، وهو ما جعله يتخلص من المياه بطريقة سهلة وميسرة لكنه لا يستطيع تلبية طلبات الجميع في القرية، وهناك من يعتمد على المجلس البلدي في هذا الأمر

أما المربي "كرم العك" فتحدث عن الاستعمالات المنزلية التي وفرها هاضمه الحيوي بالقول: «عند تركيب الهاضم الحيوي وجد المهندس طريقة لتوصيل خط مباشر إلى خزان الطاقة الشمسية الموجود على سطح المنزل لنستفيد منها في الشتاء؛ لأن الشمس لا تعطي الفعالية المطلوبة، وهو خدمنا بنسبة 90% في التخلص من شراء الغاز المنزلي، فكل بقرتين تنتجان ما يعادل ثلاث جرار من الغاز الطبيعي، وهي تكفي المنزل في كل احتياجاته، أما موضوع تصريف المياه الناتجة عنه فقد كنا نبيعها لأصحاب المزارع في "ريف دمشق" بأسعار رمزية، إضافة إلى سقاية مزروعاتنا وأشجارنا المثمرة، ووجدنا فروقاً واضحة بين ريها بالماء العادي وبين إروائها بالسماد الطبيعي الناتج عن المخمر، ومن الحسنات المهمة التي يجب ذكرها هو التخلص التام من كل مخلفات المواشي حول المزرعة، وهي المشكلة الكبيرة التي كانت تواجهنا على الدوام».

الغاز المجاني الموصول مباشرة

أما المشكلات التي تصادف هذا النوع من العمل فقد اصطدم هؤلاء أثناء الأزمة بعدم قدرتهم على تفريغ بئر "المخمر"، بسبب غلاء مادة المازوت، فلا أسعار الصهاريج التي تقوم بعملية التفريغ هذه باتت مناسبة، ولم يعد من المجدي بيعه -كما جرت العادة- لمزارعي "ريف دمشق" بسبب مصاريف النقل، حيث أكدت المربية "ناديا سويد" أن الطريقة الجديدة التي توصل إليها المربون مفيدة بالقول: «في بعض الأوقات وصلنا إلى طريق مسدود لأن بئر "المخمر" قد امتلأ كلياً، وبات يمثل مشكلة كبيرة وخطراً على الصحة والجوار، فصهاريج التفريغ لا تلبي حاجاتنا، وإن أتت فطلباتها المادية عالية، ولذلك قام المربي "كنج خيو" بصنع مضخة تفريغ خاصة لوضعها على خزان الجرار الزراعي، وهو ما جعله يتخلص من المياه بطريقة سهلة وميسرة لكنه لا يستطيع تلبية طلبات الجميع في القرية، وهناك من يعتمد على المجلس البلدي في هذا الأمر».

وكان المهندس "توفيق خويص" العامل في مركز بحوث الطاقة في وزارة الكهرباء، والمشرف على بناء هذه الهواضم قد أوضح في تعقيب على الموضوع: «المشروع يعنى بالدرجة الأولى بمعالجة وتخمير المخلفات العضوية الناتجة عن الحيوانات أو مخلفات الإنسان الصلبة، وينتج عن هذا التخمير الغاز الذي يستخدم للطهو في المنازل والسماد العضوي الممتاز للزراعة والخالي من بذور الأعشاب غير المرغوب فيها والخالي من الرائحة ولا يجذب الحشرات، كما يمكن الاستفادة -بطريقة ما- من ضغط الغاز لتوليد الكهرباء.

مغلق من الأعلى ولا تنبعث منه الروائح

والحقيقة إن التخلص من المخلفات الحيوانية عن طريق التخمير حل مشكلة كبيرة تقلق المربين وتتناسب مع الظروف المحيطة بالريف كما إن استخدامها يتيح الاستفادة من مخرجاتها كافة "طاقة، وسماد عضوي، وصرف صحي، وخفض التلوث البيئي، وتحسين مستوى المعيشة في الريف"، وعليه يمكن أن تكون وحدات إنتاج الغاز الحيوي المستخدمة مجدية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وأنا أرى هذا الأمر غاية في الرقي والحضارة، فنحن بحاجة ماسة لتدوير المستهلكات للاستفادة من طاقاتها القصوى، فقد أثبت النمط الاستهلاكي البدائي فشله الذريع، وكثيرة تلك المدن والبلدات في العلم التي تنتج الغاز المنزلي بالاعتماد على روث المواشي».

منفذو الهواضم في قرية رضيمة اللوى