تشتهر قرية "حبران" كغيرها من القرى المجاورة بزراعة وإنتاج "العنب"، حيث حققت زراعته عائداً اقتصادياً مهماً في تنمية الاقتصاد المحلي، وتشغيل اليد العاملة من أعمال حراثة وتقليم وقطف وتسويق، وهي شجرة مباركة اجتماعياً؛ لذا ترى أهالي القرية يتمتعون خلال العمل في أرضهم بعلاقة روحية وطاقة متبادلة فيما بينهم.

حول أهمية زراعة العنب وخصوصية قرية "حبران" بزراعته؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 نيسان 2015، زارت القرية والتقت أحد المزارعين "وفيق درويش"، الذي قال: «من المعلوم منذ القديم أن لشجرة العنب لدينا أهميتها الخاصة في حياتنا اليومية، حيث علم أهالي القرية أهمية الكروم وفائدة العنب الغذائية والطبية كعنب طازج أو منتجات متنوعة، وهم يحترمون الكروم، يقيناً منهم بأن الأرض هي الخير والعطاء والديمومة للحياة القادمة، ولهذا قلائل من لا يزرعون شجيرات العنب ولو كـ"معرشات" منزلية، إذا لم يكن لديهم أرض واسعة وكبيرة، وإنتاجنا من العنب يلبي بعض الاحتياجات المنزلية، إذ منه نصنع "الزبيب والدبس" الباعث للطاقة والحيوية في فصل الشتاء، والعصائر والمربيات والخل والنبيذ».

تمثل قرية "حبران" نموذجاً للقرية التي يعتنق أهلها العمل الزراعي، خاصة شجرة العنب إضافة إلى أشجار ثانية، لكن للعنب خصوصيته في العلاقة الاجتماعية والتاريخية للقرية، حتى إن الإنتاج يمثل دخلاً اقتصادياً، يساهم في إعالة الأسر، خاصة أن الأعمال الزراعية خلال الموسم تعمل على خلق فرص عمل لمعظم جيل الشباب خلال فصول السنة الأربعة، ولهذا فإن القرية لها مكانتها بين القرى المجاورة بزراعة العنب

وعن أصناف العنب وأسباب التوسع في زراعته، يقول المهندس الزراعي "رافع أبو سعد" من أهالي قرية "حبران" في لقاء معه: «توسعت زراعة الكرمة حديثاً حيث أصبحت تغطي مساحة 8074 دونماً معظمها كروم، إضافة إلى مجموعة مشاريع على شكل "معرشات" حديثة؛ أي "دوالي" مرتفعة على أعمدة من حديد في المنازل، وتحتوي على عدة أصناف منها "السلطي" وهو معروف بأنه سلطان العنب اجتماعياً لحلاوته وطعمه، و"العجلوني، وأبو خصلة، والبلدي، والحلواني، والزيني، والدربلي، وبيض الحمام، والأسود العانوني، والأسود القاري، والقاصوني، والسرعيني، والخضيري، والسوري، وغيرها"، وقد تطورت زراعة الكرمة حيث يقوم الفلاح بالتقليم بأسلوب فني حديث، ويخدم محصوله بالحراثات المتكررة والتعشيب، ومكافحة الآفات الحشرية والفطرية، وقد وصل الفلاح إلى معدلات إنتاج جيدة بوحدة المساحة، وذلك بفضل الإرشاد الزراعي الذي عمل على توجيه المزارع توجيهاً علمياً دقيقاً بالتعاون مع باقي المصالح الزراعية؛ ممن عملوا على دراسة إمكانية زيادة الإنتاج حيث تجاوزت الكميات عشرة آلاف طن سنوياً، يتم تسويقها إلى شركة الخضار والفواكه، وشركة تصنيع العنب، وبعض المعامل والأسواق خارج المحافظة وداخلها، إضافة إلى الاستهلاك المحلي الطازج؛ حيث تعد فاكهة العنب من الفواكه الرئيسية في مواسمها وأصبحت تحفظ في "البرادات" الخاصة للمواسم الشتوية وتصدر إلى خارج القطر، وما تبقى يصنع منه الدبس والزبيب والنبيذ والخل والمربيات والعصائر، وما زالت قرية "حبران" تدل بالنقوش الحجرية على أصالة زراعة الكرمة وأهميتها ومعاصر الدبس وصناعة "الزبيب"».

المزارع وفيق درويش

وتابع المهندس "رافع أبو سعد" عن تاريخ العنب وتسميته في القرية قائلاً: «تعد قرية "حبران" من القرى الأساسية في إنتاج العنب بمحافظة "السويداء"، وتأتي مرتبتها ما بين الثانية والثالثة في كمية الإنتاج وفي تطوير زراعة الكرمة، وقد ذكر عن الذين سكنوا "حبران" عام 1856 أن "المنارة" من الغرب والجنوب كان يزنرها سور مغلف بالصخور، فيه حجارة زينت بنقوش تمثل عناقيد العنب وأغصان الزيتون، لذلك فالمرجح أن زراعة الكرمة في "حبران" تعد تراثاً قبل أن تكون زراعة، إذ كانت تغطي مساحة كبيرة مثل: "تل الجبار، والتل الغربي، والزورات"، وبعض المساحات حول القرية إلى جانب وجودها في مختلف البيوت كعرائش منزلية، إضافة إلى شجيرات التين».

رئيس الجمعية الفلاحية في القرية "جدعان المغربي" أشار إلى علاقة شجرة العنب بالإنتاج قائلاً: «تمثل قرية "حبران" نموذجاً للقرية التي يعتنق أهلها العمل الزراعي، خاصة شجرة العنب إضافة إلى أشجار ثانية، لكن للعنب خصوصيته في العلاقة الاجتماعية والتاريخية للقرية، حتى إن الإنتاج يمثل دخلاً اقتصادياً، يساهم في إعالة الأسر، خاصة أن الأعمال الزراعية خلال الموسم تعمل على خلق فرص عمل لمعظم جيل الشباب خلال فصول السنة الأربعة، ولهذا فإن القرية لها مكانتها بين القرى المجاورة بزراعة العنب».

م. رافع أبو سعد تحت "المعرش"
جدعان المغربي