عشقت "وفاء حسن" العمل اليدوي لتكون صنارة الحياكة رفيقتها وهي مزينة الشعر، التي تعلمت صناعة الإكسسوارات بدافع الفضول وحققت منها دخلاً إضافياً لأسرتها.

لم تتوقع هذه السيدة أن حمالة "الموبايل" التي صنعتها ستفتح لها باباً جديداً للعمل والإنتاج، كما تحدثت بتاريخ 27 شباط 2015، لمدونة وطن "eSyria"، وقالت: «تعلمت حياكة الصوف وكنت في كل شتاء أنتج عدداً من القطع الصوفية مثل الجاكيتات والأغطية وملابس الأطفال الملونة والمزركشة، وكانت لي علاقة قوية مع الألوان خاصة التي تضاف إلى الملابس أو الحقائب إلى أن تابعت على شاشة التلفاز مسلسلاً تظهر فيه البطلة وبيدها حمالة موبايل مميزة فيها قطع من الخرز والحبات الزجاجية والمعدنية بتشكيل جميل، لفتت انتباهي وفي اليوم التالي ذهبت إلى سوق "الحمزات" المتخصص ببيع الخرز والإكسسوار و"كلف" الخياطة، واشتريت تشكيلة منها وحصلت على قطعة تشبه "الكماشة" واستعملتها لتشكيل الحمالة التي استهلكت عدة أيام لأنجزها بشكل مميز جعل جاراتي والصديقات يعبرن عن جمالها، وكانت كل واحدة منهن تطلب مني صناعة قطعة خاصة لها في البداية ترددت لأن عملي كثيف كمزينة ومهتمة بالحياكة لكن تقبلت طلبهن لأنجز ما يزيد على خمسين قطعة خلال شهر واحد بعتها بأسعار مناسبة في ذلك الوقت.

لكثرة الطلب على ما أنتج لم يتوافر لدي في مراحل سابقة قطع تكفي للتقديم من خلال المعارض، لكن هذا العام والعام الفائت حاولت العمل على هذه الفكرة، لأنتج قطعاً متنوعة من حيث اللون والتصميم لغاية العرض في معارض متخصصة وبالفعل شاركت بمعرض "أبناء الجولان" لأكون إلى جانب عدد كبير من السيدات المنتجات أستفيد من تجاربهن وأقدم لهن تجربتي، وكانت أيام غنية ومفيدة من حيث المبيع والخبرة في التعامل مع الزوار

من هذه التجربة أخذت عملية صناعة الإكسسوار تأخذ من اهتمامي، ليكون لدي رصيد من القطع الزجاجية والملونة وأطور عملي من حمالات الموبايل إلى القلائد والأساور، التي باتت تطلب مني كثيراً من خلال الصالون الذي أديره أو المنزل، لتصبح معدات العمل مرافقة لي تشغل أوقات الفراغ وأستعين بملاحظات الزبائن لتصميم قطع فريدة وجميلة تختلف عن تلك المتوافرة بالأسواق».

من أعمال وفاء في المعرض

المزج بين الإكسسوار والصوف عملية معقدة وتصميم جميل لاقى الرواج بين السيدات كما أضافت "وفاء" بالقول: «من حمالات الموبايلات التي أنجز منها تصاميم مختلفة ومتنوعة في كل مرحلة حسب الدارج وما نصل إليه من تصاميم انتقلت للإكسسوارات لمختلف الأعمار، وكان لدي ولع بتلك القطع المخصصة للفتيات الصغيرات لأنجز لبناتي ما يرغبن، ولأنني أمتلك خبرة في التعامل مع الصوف حاولت الاستفادة منه بإضافة الصوف بألوانه الزاهية لقطع مختلفة مثل دبابيس الشعر و"الشملات" والقطع الصغيرة مثل الأقراط والعقود، هذه التجربة طورت عملي وزادت الطلب بوجه واضح وهذا ما عاد على أسرتي بالخير، ليكون لدي فرصة جديدة لتطوير صالون التزيين الذي أديره وأحقق نوعاً من الاستقرار المادي الذي أعده قضية مهمة ترتبط بمستقبل أسرتي وبناتي الثلاث».

تصميم الإكسسوار والصوف مكنها من المشاركة في المعارض اليدوية آخرها "أبناء الجولان" التجربة التي تعدها خطوة للتعريف بمنتجها تقول "وفاء": «لكثرة الطلب على ما أنتج لم يتوافر لدي في مراحل سابقة قطع تكفي للتقديم من خلال المعارض، لكن هذا العام والعام الفائت حاولت العمل على هذه الفكرة، لأنتج قطعاً متنوعة من حيث اللون والتصميم لغاية العرض في معارض متخصصة وبالفعل شاركت بمعرض "أبناء الجولان" لأكون إلى جانب عدد كبير من السيدات المنتجات أستفيد من تجاربهن وأقدم لهن تجربتي، وكانت أيام غنية ومفيدة من حيث المبيع والخبرة في التعامل مع الزوار».

عصام حمادي

المشاركة اليدوية حافز عامل تشجيع لدخول مجالات العمل المنتجة؛ كما تحدث مدير "المهرجان السنوي لأبناء الجولان" "عصام حمادي"، وقال: «من المشاركات اليدوية التي شاركتنا المعرض وكانت مميزة من حيث المنتج الذي جذب انتباه الزوار، هذا العمل مكن هذه السيدة من دعم دخلها وكان وسيلتها لعمل جديد، وما نحاول التعريف به من خلال تقديم هذا النوع من الأعمال، خلال المعارض ضمن مهرجاناتنا السنوية بمنزلة رسالة لكل السيدات اللواتي لم يتخذن بعد خطوة حقيقية للعمل، فالعمل قيمة وما يمكن للسيدة أن تنجزه بمنزلها هو رصيد معنوي ومادي يعود عليها وعلى المجتمع بالخير، ولتكون المشاركات مفاتيح جديدة لتسويق المنتج والتعريف به».

الدقة في العمل وجودة القطعة ميزة العمل الذي تحدثت عنه "نجاح نصر" ربة منزل ومتطوعة لمصلحة جمعية الرعاية الاجتماعية التي اطلعت على عمل "وفاء"، وقالت: «أعمال جميلة عرضتها "وفاء" خلال عدة معارض وكنت أجد طاولتها مرغوبة بوجه خاص من الفتيات، ومن لديه اهتمام بهذا النوع من الإكسسوارات، خاصة أنها تشتغل على تصاميم وألوان مميزة وبحرفية عالية، ولأنني مهتمة بهذا العمل تابعتها عن قرب وتعرفت طريقتها في إنجاز القطع، فهي تنتج من قطع بسيطة ما يستحق الشراء والاقتناء؛ إنها امرأة منتجة بكل المقاييس؛ لا تهدر الوقت بل تقر بقيمته من خلال ما تقدمه من منتجات مميزة».

نجاح نصر

الجدير بالذكر، أن "وفاء حسن" من مواليد 1984، تدير صالون تزيين، وامتهنت صناعة الإكسسوار منذ أربع سنوات.