من تفاح "سهوة بلاطة" تنطلق صناعة منزلية تفرضها الظروف؛ للاستفادة من التفاح بمنتج ذي فائدة طبية وعلاجية واستخدامات منزلية وزراعية يستثمرها سكان القرية.

فعندما وجد التفاح -منتج "السهوة" الزراعي الأول- وجد معه الخل؛ هذه الصناعة التي يقوم بها الرجال والنساء بوصفها بسيطة لكنها تحتاج إلى عناية خاصة من حيث انتقاء الثمار وأنواعها، كما قال السيد "آصف قسام الحناوي" المتخصص بالأصول الوراثية ومنتج للخل، في حديثه لمدونة وطن "eSyria" عن خل التفاح النقي بمواصفاته الطبيعية كمنتج منزلي، بتاريخ 8 شباط 2015: «عندما نتعامل مع التفاح هذه الشجرة التي حبا الله بها قرية "سهوة بلاطة" منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونجحت نجاحاً متميزاً، نحتاج إلى التعرف على عدد من الإجراءات للاستفادة من كامل المنتج، مع العلم أن في منطقتنا عرف قديماً خل "العنب" لذا كان من الطبيعي اختبار التجربة على مستوى التفاح وفق ما وصلنا من تجارب المزارعين الأوائل في المنطقة.

عرف خل التفاح كأحد المنتجات المطلوبة التي تباع في المنزل لتقصد القرية من قبل أهالي المدينة للحصول على هذا النوع الذي لا يخلو منه منزل، ويدخل في مختلف وصفات التنحيف والوقاية من الكولسترول والشحوم وضغط الدم، إلى جانب الطعم اللذيذ الذي يفرض وجوده في السلطات مع مختلف أنواع الخضار، مع العلم أن المزارع قادر على إنتاج أكثر من 2000 ليتر من الخل من بقايا بستان مساحته تقارب 20 دونماً

فصاحب بستان التفاح اليوم يتحضر من حيث الأوعية المطلوبة لتتسع لكميات كبيرة من حبات التفاح صغيرة الحجم، أو الذي تعرض للأذى في عملية القطاف أو الإصابة بالحشرات، وكل الكميات التي تعد غير صالحة للبيع تنظف وتوضع في خزانات كبيرة، نضيف إليها التفاح على مراحل ومن ثم نتركها مدة من الزمن لنحصل على منتج غاية بالأهمية على المستوى الطبي والتجميلي، ونكون قد تمكنا من استثمار ما لدينا استثماراً سليماً بصناعة بسيطة لا تحتاج إلى تعقيدات أو معدات ثقيلة تختلف عن تلك التي يمتلكها أي منزل».

آصف الحناوي يعرض منتج السهوة

عن مراحل العمل يضيف السيد "آصف" بالقول: «نعتمد في إنتاج الخل على طرائق دقيقة لمراعاة النظافة، وبالنسبة لي أقوم بتصنيف التفاح المتبقي لنوعين: الأول هو التفاح صغير الحجم حيث الحبة سليمة، والثاني هو الحبات التي تعرضت للأذى بسقوطها على الأرض وتخللها التراب، أو تلك التي أصيبت بالمرض أو بعض الآفات، ليكون للنوع الأول خزان خاص والثاني كذلك، نخزن بها التفاح بعد الغسل وتخليصها من الأجزاء المريضة والمتسخة.

وبالنسبة لعملية الفصل بين النوعين نقوم بها للحصول على نوعين من الخل: الأول نقي وصافٍ من كل الشوائب، نقدمه للاحتياجات العلاجية والتغذية، ونتموّن منه ونبيع لكل من طلب المنتج للغذاء ومختلف الاستخدامات المنزلية والصحية، والثاني نخصصه لاستخدامات أخرى مثل الاستفادة منه كمبيد لنضيفه إلى الماء لرش الأشجار المصابة، وهو قاتل للطفيليات والحشرات، مثل دودة الثمار، ونقدمه لمن طلبه لاستخدامات التعقيم على الأرضيات والخضار وهذا النوع من الاحتياجات، لذا يكون للنظافة والحذر في تصنيف البقايا أثر في الحصول على منتج نقي لذيذ الطعم طبيعي، فيه مختلف العناصر المغذية التي نجدها في ثمار التفاح».

الخل معد للبيع

وعن نسب الإنتاج المتقدمة لهذا النوع يضيف السيد "آصف" بالقول: «عرف خل التفاح كأحد المنتجات المطلوبة التي تباع في المنزل لتقصد القرية من قبل أهالي المدينة للحصول على هذا النوع الذي لا يخلو منه منزل، ويدخل في مختلف وصفات التنحيف والوقاية من الكولسترول والشحوم وضغط الدم، إلى جانب الطعم اللذيذ الذي يفرض وجوده في السلطات مع مختلف أنواع الخضار، مع العلم أن المزارع قادر على إنتاج أكثر من 2000 ليتر من الخل من بقايا بستان مساحته تقارب 20 دونماً».

حدثتنا السيدة "أم علاء هيام حرب" عن ذلك وقالت: «يمكن لأي سيدة تصنيع الخل في المنزل بطريقة سهلة وغير معقدة، وكما تعلمت من والدتي حافظت على نوع من الأوعية الزجاجية المخصصة لهذه الغاية، أضع فيها التفاح بعد الغسيل والتقطيع، وأتركها لمدة من الزمن تقارب الأشهر الثلاثة، مغطاة ومعزولة عن المحيط الخارجي، وبعدها نقوم بتصفيتها ووضعها في عبوات زجاجية، لتكون مؤونة منزلية تكفي لعامين أو أكثر، فالخل غير قابل للتلف لكونه نقياً وتمت تصفيته بعناية.

ويمكن لربة المنزل الاستفادة من مختلف البقايا فلا داعي لرمي قشر التفاح لأنه وبكل بساطة يمكن إضافته إلى الخل، وعليه فإننا نستفيد من كامل المنتج ولا نرمي منه إلا التالف، وقد تجد أشخاصاً ينتجون الخل فقط لحاجة المنزل، وإذا لم يُنتج في المنزل سيكون "طعمة" أي هدية من الجيران وفق التعبير الدارج؛ لكونه مادة أساسية لا نستغني عنها ونعرف فائدتها».

حصلت على خل التفاح النقي من "السهوة" وحدثتنا عن الحاجة إلى منتج طبيعي منزلي؛ السيدة "سوسن عزام" وهي مترجمة وكاتبة انتقلت حديثاً إلى المدينة وسعدت بما وجدته من منتجات طبيعية، وقالت: «أحتاج خل التفاح لاستخدامات مختلفة في المنزل، حصلت عليه هذا العام من خلال السيد "آصف" الذي حدثني عن هذا المنتج الطبيعي الذي تتصف به القرية، وكانت فرصة مناسبة للتعرف إلى منتجات منزلية أخرى، خاصة أنني أقمت في "دمشق" لسنوات طويلة ولم أكن على مسافة قريبة من مثل هذه المنتجات التي ارتبطت بالعمل الزراعي، اليوم وبعد اختبار هذا النوع قدمته لصديقاتي وكانت لهن ملاحظات جيدة على النوع والطعم خاصة لمن تعود شرب الخل مع كأس ماء لغايات علاجية، حيث استحسنوا الطعم والنكهة المتوازنة، وبت أحتاط كميات من هذا النوع وأحصل عليه بأسعار مناسبة تنسجم في الأغلب مع فائدته وقيمته الغذائية العالية».