يعد العمل في تربية المواشي ملازماً حقيقياً للحياة الريفية، فمساحات الأراضي الشاسعة والمناخ السائد، والمياه متفاوتة الكميات بين المناطق جعلت لكل منطقة خصوصية تميزها عن غيرها في هذا المجال.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 كانون الأول 2014، زارت بلدة "قنوات" والتقت من أهلها "فضل الله زريفة"؛ الذي تحدث عن تربية المواشي والأبقار قائلاً: «يعد المجتمع الريفي الاجتماعي والبيئي والمناخي مناسباً لتربية الماشية، وبلدتي "قنوات" تتميز بحرشها السندسي الأخضر الذي يكسو مجموعة من تلالها المحيطة بجوانبه بالشجر المعمر من البلوط والبطم والسنديان، إضافة إلى مساحات واسعة من الزراعات البعلية لأنواع متعددة من الزراعات، فرض خاصية على طبيعة المنطقة والحياة أن تكون تربية الماشية حالة وجودية قائمة، ولكن العامل الأهم أن المنطقة التي تعد منطقة استقرار أولى قد حجب عنها الرعي الجائر الذي يهدد غطاءها النباتي، إلا إذا تعامل المربي في حقله وضمن مساحته الخاصة، ومع تعدد متطلبات الحياة اليومية وما تحتاجه الأسرة من غذاء للأطفال وفي أعمار مختلفة لمواد غذائية أساسية على مائدة الطعام الصباحية، وأهمها الجبن واللبن والزيتون وغيرها؛ أصبح لزاماً وضرورة تربية المواشي، خاصة بتواجد العوامل المساعدة؛ كالمساحات الواسعة وتعدد الحبوب والمحاصيل التي من شأنها أن تكون الرافد والرديف لتغذيتها؛ ومن ثم يمكن أن تشكل عائداً اقتصادياً بأقل التكاليف الممكنة والمحتملة، وأغلب الأوقات تكون بعد موسم الحصاد، ولهذا عمد بعض الأهالي لاقتناء عدد محدود من الماشية للاستفادة من منتجاتها من جهة؛ وبيع الفائض من جهة أخرى، فتربية المواشي عملية اقتصادية تعود بالفائدة على المربي بعدة أوجه؛ ببيع الفائض من الإنتاج، ومصدر رزق لدى الآخرين، حيث استخدمت الماشية للتجارة وغطت حاجة المربي من مواد الجبن واللبن والسمن، وكأنها فرصة عمل استطاع المربي تحقيق أمرين من خلالها؛ الأول هو الاكتفاء الذاتي وتحويل عمله اليومي من الاستهلاك إلى الإنتاج، وربما هذا ما يدفعنا للعمل أكثر، والثاني هو تجارة المواشي التي تدر على العاملين فيها أرباحاً لا بأس بها».

أنا أربي الدجاج والمواشي محاولاً خلق فرص عمل ذاتية، وتحقيق اكتفاء ذاتي من المواد الغذائية الأساسية، وأبيع الفائض منها بأسعار منافسة للسوق المحلية، ومن ثم انتقلت جدياً من مرحلة الاستهلاك إلى الإنتاج؛ ليس قولاً بل فعلاً وعملاً وإنجازاً وإنتاجاً

وتابع "زريفة" بالقول: «أنا أربي الدجاج والمواشي محاولاً خلق فرص عمل ذاتية، وتحقيق اكتفاء ذاتي من المواد الغذائية الأساسية، وأبيع الفائض منها بأسعار منافسة للسوق المحلية، ومن ثم انتقلت جدياً من مرحلة الاستهلاك إلى الإنتاج؛ ليس قولاً بل فعلاً وعملاً وإنجازاً وإنتاجاً».

فضل الله زريفة

وعن الإحصائية الرقمية لعدد المواشي في بلدة "قنوات" بيّن "فريد القضماني" من أهالي البلدة والمتابع للحركة الزراعية عن كثب بالقول: «في القرية 350 رأساً من الغنم و200 رأس من الماعز، وكذلك لا تقل أهمية تربية الأبقار عن الماشية من حيث الفائدة للمربي وتأمين مادة اللحم والحليب للمستفيدين، علماً أن عدد الأبقار في القرية 120 رأساً من البقر، وهي تقوم بتقديم الخدمات اللازمة لعدد محدود من الأسر، وتلبي الجزء اليسير من الاحتياجات اللازمة، وهي تملك مقومات الفائدة والاستفادة من لحومها ومشتقات إنتاجها وجلودها».

المواشي في سهول الرعي
فريد القضماني