ورث مهنته عن والده، وهما معروفان في مدينة "شهبا" بقدرتهما على إصلاح وتحويل كل ما يتعلق بالتدفئة حسب رغبة الزبائن، وفي هذه السنة كانت أعماله تقتصر على تحويل مدفأة المازوت إلى مدفأة قابلة لاستقبال الحطب.

مدونة وطن "eSyria" قابلت الشاب "حمادة الطويل" يوم الإثنين الواقع في 24 تشرين الثاني 2014، الذي تحدث عن كيفية تحويل المدافئ العاملة على المازوت إلى حطب بالقول: «تتم هذه العملية على مدفأة المازوت و"وجاق" المازوت أيضاً، فالعمل على المدفأة يتم من خلال تفريغ الداخل من أسفل المدفأة، ووضع قطعة حديدية مفرغة تسمى (الشعرية) من أجل وضع الحطب عليها، وفي أسفل الشعرية نصنع (الدرج) أو (الجارور) الذي ينزل عليه الجمر والرماد، ونحيط كل ذلك بحماية حديدية من أجل عدم وصول الرماد إلى الخارج أو تحت المدفأة، وهي ما تسمى (الصاجة)، أما الباب فبإمكاننا توسيعه حسب طلب الزبون، وكل ذلك يتم بمبلغ بسيط».

تتم هذه العملية على مدفأة المازوت و"وجاق" المازوت أيضاً، فالعمل على المدفأة يتم من خلال تفريغ الداخل من أسفل المدفأة، ووضع قطعة حديدية مفرغة تسمى (الشعرية) من أجل وضع الحطب عليها، وفي أسفل الشعرية نصنع (الدرج) أو (الجارور) الذي ينزل عليه الجمر والرماد، ونحيط كل ذلك بحماية حديدية من أجل عدم وصول الرماد إلى الخارج أو تحت المدفأة، وهي ما تسمى (الصاجة)، أما الباب فبإمكاننا توسيعه حسب طلب الزبون، وكل ذلك يتم بمبلغ بسيط

ويتابع "حمادة" وصف عملية تحويل "الوجاق": «نقوم بداية بفك الأشياء المتعلقة بالمازوت، حيث نقوم بفك حمالة الجهاز وتفريغها تماماً، ونقوم بتنزيلها إلى أرضية "الوجاق" لما يعادل مسافة 10سم، حيث يكون بداخل الجهاز الجديد (شعرية) نظامية مفرغة كما في المدفأة، ونضع الدرج أو "الجارور والحماية". ونقوم بتفصيل باب جانبي لتدخيل الحطب بطول 40×20، وفي "البوري" المتصل بـ"الوجاق" نضع قطعة معدنية على قدر قطر "البوري" مهمتها الفتح والإغلاق للمحافظة على النار والجمر، وتسمى فتحة الهواء، وهي مهمة جداً، وسهلة العمل لأنها موصولة بقطعة معدنية مربوطة بالوجاق من الخارج، كل هذه العملية تتم بمبلغ لا يتجاوز 2500 ليرة سورية، ولكننا عندما ننتهي من العمل نقوم بطلي "الوجاق" بالزيت المحروق وفحم البطاريات العادية المنتهية مدتها (الكسر)، حيث نقوم بإخراج الفحم الصناعي وتنعيمه وخلطه مع الزيت المحروق، ومن ثم حرق "الوجاق" لمدة ساعة كاملة حتى ينشف الزيت، وبهذه العملية يعود كأنه خارج من المعمل».

الوجاق بعد تحويله للحطب.

وعما عانى منه خلال هذه السنة في عمله أضاف: «لا شك أن الناس عانت مما أعاني، ففي هذه السنة كانت الحاجة لتحويل المدافئ و"الوجاقات" إلى حطب كبيرة بسبب عدم توافر المحروقات، والأسعار العالية لمدافئ الحطب جعل من مهنتنا مزدهرة تماماً على الرغم من المبلغ الزهيد الذي نتقاضاه، ولكننا نعاني من انقطاع الكهرباء في النهار الأمر الذي يعطل الأعمال دائماً، ولكن عموماً الوضع جيد ومقبول، وقد اكتشفت خلال هذه الفترة فكرة التكيف مع الواقع مثل صنع "وجاق" ثخين من (البلر) المخصص للمياه، فالذي انتهت فاعليته وبات عرضة للرمي قمت بتخويله إلى وجاق نظامي عن طريق فتح باب وإدخال الأدوات السابقة بكل سلاسة، وقد طلبت من كل معارفي وزبائني عدم رمي "البلر" أو بيعه للاستفادة منه على مدى سنوات طويلة قادمة».

السيد "فرزان شرف" الذي التقيناه في الورشة، قال: «هذه الورشة وما تحتويه من قطع وأشياء مخصصة للتدفئة هي جزء من تراث المدينة، ونحن نعرفها أباً عن جد، فوالد "حمادة الطويل" الراحل كان يصّنع البواري، ويرمم المدافئ، ومن قبله والده الذي أسس الورشة التي يبلغ عمرها ما يزيد على الستين عاماً، وقليل من أهالي مدينة "شهبا" وقراها لا يعلمون بوجودها، وبالنسبة لي قدمت إليه لكي أشاهد ما صنعه من أجل مدفأة الحطب، أو تفل الزيتون، فقد قررت أن أشتري الحطب أو أي شيء آخر متوافر من أجل قضاء الشتاء الذي بدأت معالمه الظهور باكراً مبشراً بشتاء وثلوج كثيفة، وضمن الظروف التي نعانيها جراء الأزمة كان الحل الوحيد أمامي في التحول نحو مدفأة الحطب، ومن هنا وجدت ضالتي، والعمل الذي يقوم به "حمادة الطويل" وشقيقه "أشرف الطويل" يساعد الكثيرين على تجاوز الأزمة».

الشعرية كما يطلق عليها داخل المدفأة.
البلر القديم وتحويله لمدفأة.