للاستفادة من جلود الحيوانات طرائق ووسائل حفظها القدماء، اليوم تعود هذه الطرق إلى الساحة لتقديم أشكال وأحجام جديدة يستفيد منها الأشخاص وتتكفل بجمال المنظر.

مدونة وطن "eSyria" زارت ورشة السيد "جميل أبو عسلي" بتاريخ 22 أيلول 2014، التي صممها وفق حاجته؛ واستطلعت ما صنع من قطع جميلة حدثنا عنها الفنان "وائل هلال"، إذ قال: «كنت متابعاً لجانب كبير من الأعمال التي ينفذها السيد "جميل" فهو موهوب بالفطرة يحاول تطبيق أي فكرة ترد في خاطره بما لديه من مهارات يدوية استثمرها بشكل واضح للاستفادة من منتجات طبيعية متنوعة، ففي هذه الورشة نجد تنوعاً جميلاً لقطع أصلحها وطورها ولمعدات جديدة قديمة تلك التي أعادها إلى الحياة، لكن عمله في الجلود فكرة جديدة قائمة على خبرة حرص على اكتسابها بشكل فردي؛ حيث يقوم بتحضير الجلد وقصه وتنظيفه ومن بعدها يقدم أشكالاً وتصاميم لحفظ الماء واحتياجات أخرى، وهي أيضاً صالحة للتزيين، حيث ينتقي الجلد بعناية مع مراعاة المحافظة على اللون الطبيعي، دون تعريض الجلد للدباغة أو غيرها من الإجراءات التي تغير هذا اللون.

كنت متابعاً لجانب كبير من الأعمال التي ينفذها السيد "جميل" فهو موهوب بالفطرة يحاول تطبيق أي فكرة ترد في خاطره بما لديه من مهارات يدوية استثمرها بشكل واضح للاستفادة من منتجات طبيعية متنوعة، ففي هذه الورشة نجد تنوعاً جميلاً لقطع أصلحها وطورها ولمعدات جديدة قديمة تلك التي أعادها إلى الحياة، لكن عمله في الجلود فكرة جديدة قائمة على خبرة حرص على اكتسابها بشكل فردي؛ حيث يقوم بتحضير الجلد وقصه وتنظيفه ومن بعدها يقدم أشكالاً وتصاميم لحفظ الماء واحتياجات أخرى، وهي أيضاً صالحة للتزيين، حيث ينتقي الجلد بعناية مع مراعاة المحافظة على اللون الطبيعي، دون تعريض الجلد للدباغة أو غيرها من الإجراءات التي تغير هذا اللون. هذه التجارب اقترحنا عليه تطويرها لتكون الورشة متخصصة في هذا النوع من القطع التي لاقت الرواج، وكانت مطلوبة بشكل كبير خاصة في المزارع والمنازل الريفية، وقد حصلت على عدة قطع من هذه المنتجات

هذه التجارب اقترحنا عليه تطويرها لتكون الورشة متخصصة في هذا النوع من القطع التي لاقت الرواج، وكانت مطلوبة بشكل كبير خاصة في المزارع والمنازل الريفية، وقد حصلت على عدة قطع من هذه المنتجات».

السيد جميل أبو عسلي في ورشته الخاصة

يستميله العمل والتجميل والتزيين، وقد لا يتلف شيئاً إذا علم أنه قادر على الاستفادة منه، كما حدثنا السيد "جميل أبو عسلي" الذي استثمر جلود الحيوانات بشكل يدوي جميل ومميز، وقال: «لدي تجارب فنية سابقة في مجال الاستفادة من الصنوبر وأنواع الخشب وإعادة إحياء القطع الحديدية القديمة، لكن العمل بالجلود فكرة كانت أقدم من ذلك؛ لأنني أعرف أن أجدادنا لم يحصلوا في السابق على "روايات الجلد"؛ وهي أوعية من الجلد يحملها المزارعون على الدواب لنقل الماء أو بأحجام صغيرة ترافقهم أثناء العمل في الأرض، أو ما كان أهل البداوة يحضرونه للماء أو اللبن، وبعمل يدوي حقيقي تدربوا عليه ونقلوه من جيل إلى جيل، كما فعلت اليوم؛ حيث أنتقي قطع الجلد من جلود الخراف والأبقار أنظفها وفق الطرائق التقليدية المتبعة، ووفق ما استفدت منه من عادات استخدمتها الشعوب في دول في أميركا اللاتينية لكوني اغتربت لفترة من الزمن، واستفدت من خبرتي في مجال صناعة الأحذية في تلك الدول؛ حيث الاعتماد على العمل اليدوي بشكل شبه كامل.

ومن خلال ورشتي هيأت المعدات اليدوية وفق حاجتي وخبرتي في مجال القص والخراطة، وحاولت تطبيق هذه القطع التي تلفت انتباه زوار ورشتي ويسألون عنها ويحاولون الحصول عليها».

حذاء من صنعه بشكل يدوي

وعن مكونات هذه القطع وكيف زينها لتخدم حالة جمالية في المنزل، أضاف: «لتكون صالحة لنقل الماء وحفظه حرصت في البداية على الاستفادة من أوعية بلاستيكية جميلة الشكل تخدم فكرتي، وكنت أنتقي الجلد الذي سيزين هذه القطع، فقد حرصت على الشكل الخارجي الجميل والفائدة في آنٍ معاً، مع العلم أن جمال الجلد مرغوب، وهناك كثر يحاولون الاستفادة من ألوانه الطبيعية في "المضافات" والصالات التراثية، وقمت بتلبيس الجلد الذي يستهلك وقتاً طويلاً للتحضير، حيث أعامله بعدد كبير من المواد، كـ"الشبة"، والملح على عدة مراحل لنحافظ على متانته وجماله الطبيعي، ومن بعدها تأتي مرحلة القص بشكل فني وفق الشكل الذي اخترته لأقوم بأعمال خياطة القطعة بشكل منتظم ودقيق، فليست الغاية فقط إنتاج قطعة جميلة؛ بل لدي أمل أن تكون قادرة على الاستمرار لسنوات قادمة، خاصة أن من يحصل عليها يرغب في الاحتفاظ بها لميزة العمل اليدوي.

وقد استفدت من هذه التجربة في تصنيع بعض أنواع الأحذية، مع فارق أنني استخدمت جلوداً جاهزة لهذه العملية حصلت عليها من دول أجنبية، فقد استفدت من جلود الأفاعي وجلود محلية، وكانت غاية في السهولة لا تحتاج إلا إلى التركيز والمهارة في القص والخياطة، وقد صنعت عدة أحذية بطريقة يدوية خالصة، وكانت مميزة لكنني لم أعرضها للبيع، فهذا مشروع مؤجل حالياً، لأنني أخطط لورشة يدوية ترتبط بالجلود والمعادن لكونها الأقرب إلى هوايتي ومطلوبة بشكل كبير، كما أن الصناعة اليدوية للأحذية مكلفة ولا أسواق حالية تتسع لها، وما أصممه من قطع يلاقي الرواج بفعل تفاصيل التزيين للقطعة التي أنفذها؛ فهنا قطعة على شكل طائر، وذاك على شكل الروايات التراثية، وتفاصيل يسعفني الخيال في تطبيقها ونقلها إلى الواقع».

الجدير بالذكر أن ورشة "أبو عسلي" مقصودة من الكثيرين في المنطقة، فكل من يحتاج تصليح المعدات القديمة على اختلاف أنواعها ييمِّم وجهه شطر "السويداء" القديمة.