الأزيز الصادر بتقطيع محبب من ماكينة الخياطة اليدوية التي لم يتوقف دولابها عن العمل، على الرغم من ركنها في المستودعات كعامل وصل إلى سن التقاعد، أعادته عدة نسوة مع الأمل بالعمل والإنتاج.

مدونة وطن "eSyria" التقت صاحبة المبادرة السيدة "قفطانية الصحناوي" بتاريخ 14 آب 2014، فتحدثت عن أهمية العمل وطريقة التسويق التي تشكل الهاجس الدائم لكل مشروع وليد، وقالت: «كان لرخص القطع المستوردة من الخارج وراء اندثار هذه التحف الفنية اليدوية، ومشروعنا لا يتجاوز عمره خمسة أشهر، ولكنه وجد صدىً كبيراً لدى كل من شاهده، فهو يعرف ويلمس مدى الجمال والتقنية التي نشتغل عليها من أجل إخراج تحفة فنية تليق بأي بيت، وفي بداية العمل لم أتوقع أن يكون الإقبال على منتجاتنا كبيراً، ولذلك ركزت على التدريب؛ أي تدريب فتيات صغيرات على العمل بكل أشكاله، فهو دعاية مجانية بحد ذاتها، خاصة أن كل نساء "جبل العرب" يعرفن هذه الصنعة جيداً حتى لو تركنها منذ زمن، ومن المهم أن نفهم الدافع الأساسي للعمل، فليس مهماً ما تنتجه الآن، المهم كيف تنتجه ولماذا؟ إن جهاز العروس الأساسي كان يصنع بكثير من الصبر والحب والحلم، ويأخذ الكثير من الوقت حتى يحين موعد الزفاف، ولكل قطعة حكاية وذكرى باقية في الذاكرة، ومع التطور بات كل شيء متاحاً، ويمكن شراؤه في يوم واحد، ولكنه بلا تاريخ أو بلا ذاكرة، وهو بالضبط ما نحاول زرعه من خلال ثلاث ماكينات».

ننتظر المزيد من الفتيات الصغيرات لتدريبهن على العمل، ولدينا مشاريع كبيرة نقوم بتنفيذها منذ أن بدأنا تحريك أرجلنا على دواليب الماكينات الثلاث، فنحن ننجز جهاز العروس بشكل كامل، وبتصميمات وابتكارات عصرية تلائم ذوق العرائس، ونحن باعتبارنا أمهات نعرف مدى رغبة كل فتاة أن يكون ما لديها مميزاً ونادراً، ولذلك نقوم بتصميم كل قطعة مختلفة عن الأخرى، ويبقى التسويق هو الهم الأكبر بالنسبة لنا، وهو ما نحاول تداركه من خلال المعارض والأسواق التي تقام في المحافظة

السيدة "وفاء الخطيب" المدربة بمركز "الفاتن" في "سوق الصاغة" القديم، تحدثت عن هذه الآلة بالنسبة للنساء، فقالت: «لا شك أن لكل زمان أدواته التي تقيس مدى تطوره، وقد جاءت الماكينات الكهربائية، وما تلاها من ماكينات تعمل على الكمبيوتر لتلبي حاجة السوق، وبنفس الوقت فهي توفر المال والوقت، وهذا التطور جعل العمل على ماكينة الخياطة اليدوية أمراً صعباً في زمن السرعة، وكانت هذه الماكينة قبل ثلاثة أو أربعة أجيال من أهم الأشياء التي تخرج مع جهاز العروس لما لها من أهمية في حياة الأسرة التي ما تلبث أن تصبح كبيرة، وتكمن أهميتها بالنسبة للفتيات المقبلات على الحياة، فليس من اللائق أن تكون الفتاة غير مدربة على الخياطة بكل أنواعها، فتتعلم الحياكة على الإبرة قبل أن تتقن الخياطة على الماكينة، وعلى الرغم من أنها تصبح حركة لا إرادية، إلا أن التفصيل والحبكة والتطريز على "الطارة" يتطلب مهارة وإبداعاً، وهو ما يحتاج إلى جهد ووقت وصبر».

الماكينة اليدوية عادت من جديد.

وعن جدوى العودة للماكينة اليدوية، تابعت: «هي مغامرة نقوم بها مع إحدى السيدات التي تحاول العودة بالزمن إلى الوراء، إلى الأيام البسيطة الخالية من التعقيد، وبقليل من الصبر قد نصل لما نريد، فكل نساء الجبل يرتدين الفوطة بأنواعها وأشكالها المتعددة، وغالباً ما كانت النساء يقمن (بتنسيل) الفوطة وتطريزها على الماكينة، أو بالتطريز اليدوي، وعند دخول القطع الصينية توقفت الخياطات عن العمل، ونفس الأمر ينطبق على شراشف الأسرة والطاولات، وكذلك (ديارة) المواليد الجدد، وكل ذلك نحاول تسويقه من جديد من خلال تعليم الفتيات، وبواسطة الماكينات التي يزيد عمرها على الأربعين عاماً».

السيدة "إيمان سيف" أبدت تفاؤلها بالعمل مجدداً، وأكدت: «ننتظر المزيد من الفتيات الصغيرات لتدريبهن على العمل، ولدينا مشاريع كبيرة نقوم بتنفيذها منذ أن بدأنا تحريك أرجلنا على دواليب الماكينات الثلاث، فنحن ننجز جهاز العروس بشكل كامل، وبتصميمات وابتكارات عصرية تلائم ذوق العرائس، ونحن باعتبارنا أمهات نعرف مدى رغبة كل فتاة أن يكون ما لديها مميزاً ونادراً، ولذلك نقوم بتصميم كل قطعة مختلفة عن الأخرى، ويبقى التسويق هو الهم الأكبر بالنسبة لنا، وهو ما نحاول تداركه من خلال المعارض والأسواق التي تقام في المحافظة».

صناعة ديارة الأطفال.
الفوطة كما بدت بعد التعديل.