هي طريقة بدائية بالوسائل تلك التي طورتها أسرة "فرحان ذوقان شلغين"، لتقدم زيت "بطم اللجاة" الصافي لكل من يحتاجه علاجاً أو غذاء، لكنها رغم بدائيتها قدمت منتجاً مميزاً ومختلفاً.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 حزيران 2014 في زيارة لإحدى الأسر في قرية "صميد" التي تنتمي إلى أراضي "اللجاة" الوعرة استكشفت طرائق العصر التي تناقلوها عن الأجداد والوسائل التي حدثتها الأسرة لاستثمار ثمار "البطم" الذي أوجدته الطبيعة في هذه الأرض، ليكون علاجاً لعدد كبير من الأشخاص الذين تعودوا زيارتهم والاستفادة من زيت فيه الكثير من الفائدة والصحة، كما حدثنا الشيخ "منجد أبو حسون" من قرية "جرين" عن المنتج الذي استخدمه لسنوات طويلة، وقال: «بعد نصيحة من بعض الأصدقاء لتناول زيت "بطم اللجاة" كدواء للشرايين وتقوية عضلة القلب قمت بزيارة لأسرة السيد "فرحان شلغين" في قرية "صميد" وتعرفت إلى طرائق تعاملهم مع حبات البطم وكيف حضروا الوسائل لتيسير العمل واختصار الوقت للحصول على نسبة جيدة من هذا الزيت، وقد تابعت طريقة الضغط النهائية التي نفذوها بالاعتماد على آلة من تصميمهم وأعجبتني الفكرة، ولاحظت أن لديهم عناية خاصة بالنظافة والمعايير لتقسم الكمية المتوافرة لكميات صغيرة لتكون عملية العصر مجدية، وقد حصلت على كميات كبيرة من الزيت الذي أتناوله في الصباح والمساء، واستخدمته للتدليك لمعالجة آلام الرجلين، وكانت النتائج مرضية واستعضت به عن عدد من الأدوية».

بعد نصيحة من بعض الأصدقاء لتناول زيت "بطم اللجاة" كدواء للشرايين وتقوية عضلة القلب قمت بزيارة لأسرة السيد "فرحان شلغين" في قرية "صميد" وتعرفت إلى طرائق تعاملهم مع حبات البطم وكيف حضروا الوسائل لتيسير العمل واختصار الوقت للحصول على نسبة جيدة من هذا الزيت، وقد تابعت طريقة الضغط النهائية التي نفذوها بالاعتماد على آلة من تصميمهم وأعجبتني الفكرة، ولاحظت أن لديهم عناية خاصة بالنظافة والمعايير لتقسم الكمية المتوافرة لكميات صغيرة لتكون عملية العصر مجدية، وقد حصلت على كميات كبيرة من الزيت الذي أتناوله في الصباح والمساء، واستخدمته للتدليك لمعالجة آلام الرجلين، وكانت النتائج مرضية واستعضت به عن عدد من الأدوية

الخالة "مها شلغين" زوجة العم "فرحان" كانت من أوائل السيدات اللواتي حصلن على قرض من خلال مشروع التنمية الريفية، الهدف منه تطوير وسائل العمل التي تيسر عملية عصر البطم وتختصر الوقت، كما حدثتنا عن تجربة أسرتها وقالت: «طريقة عصر البطم ليست اختراعنا أو طريقة مستحدثة على منطقتنا، فأنا وزوجي عاصرنا كبار السن من عائلتنا وتشاركنا معهم طريقة العصر، لكنها في السابق كانت عملية مجهدة ومتعبة، فلغاية عصر الحبات يتطلب ذلك طحنها وهي حبات قاسية تشبه حبات الزيتون الصغيرة مع اختلاف اللون والطعم، والتشابه بما تحتويه من كمية عامرة من الزيت، اليوم وبعد قرض استفدت منه من مشروع التنمية الريفية حاولنا تصميم قطع نحتاجها لإنجاز هذه العملية وضمان العصر الكامل، فقد بقينا نستخدم "المدحلة" وهي قطعة حجرية أسطوانية ثقيلة استخدمت قديماً لدلك السطوح الترابية في منطقتنا، هذه "المدحلة" نمررها على البطم لعدة مرات لهرس الحبات ومن بعدها أقوم بعجنها مع الماء الساخن الذي يضاف بشكل تدريجي.

آلة صممتها الأسرة لضغط وتصفية الزيت

مع استمرار العجن يخرج الزيت بشكل واضح وبعد الانتهاء ننقل الكمية إلى قطعة صممناها بشكل ينسجم مع الحاجة بالاعتماد على كريكو السيارة ليقوم بعملية الضغط المطلوبة وتصفية الزيت الذي نقوم بتعبئته بعبوات زجاجية حصراً، وتحضر للبيع للزبائن والمرضى، وقد شاركنا لسنوات في معارض التنوع الحيوي ومعارض المنتجات الزراعية بهذا المنتج الذي لاقى قبول المستفيدين منه، وهذا ما حفزنا على الاستمرار ليكون داعماً لدخل أسرتنا الريفية التي تعتمد على العمل الزراعي وتربية الماشية في هذه القرية البعيدة عن المدينة بحوالي 42كم.

قطعة مستوية مرفوعة على أرجل خشبية متينة كانت بديلاً مناسباً من عملية العصر في المغارات؛ كما حدثنا العم "فرحان ذوقان شلغين"، وقال: «في مراحل سابقة وبعد هرس الحبات لم تكن لدينا وسائل كافية للعمل وكنا ننتج حسب المتاح لنا من وقت وجهد؛ فبعد هرس الحبات وعجنها بالماء الساخن كنا ننقلها إلى المغارات حيث نعثر على فتحات في الصخر نضع فيها الكمية بقماش أو كيس من القنب ونقوم بضغطها بقطع صخرية، مع مراعاة النظافة ووضع قطع تفصلها عن العجينة التي حصلنا عليها، وننتظر ليصفى الزيت بهدوء ونقوم بجمعه وتعبئته.

حبات البطم الخضراء قاسية وغنية بالزيت

اليوم نستخدم قطعة ركبناها حسب الطلب وهي سطح معدني مستوٍ نضع عليه العجينة المعبأة بكيس خاص من القنب، ويتم الضغط من الأعلى بواسطة كريكو مخصص للسيارات مع ثقالات من الأعلى رفعت الوزن، وبفعل قوة الآلة يضغط على الكيس وتتم عملية التصفية بدقائق؛ وهذا ما ساعدنا على الاستمرار بالعمل وزيادة الإنتاج».

وعن المطلوب لإنتاج وفير يغطي حاجة الأسواق ويفيض عن البيع من خلال المنزل، يضيف بالقول: «لم تكن جهات كثيرة تعرف فوائد هذا الزيت، لكن خلال العقدين الماضيين توسعت دائرة المهتمين به، وكان للظهور من خلال المعارض المتخصصة فائدة كبيرة، قدمت معلومات قيمة عن المنتج لكونه منتجاً طبيعياً لا تتدخل في إنتاجه أي مادة كيماوية، وكان للمهندسين الزراعيين على ساحة المحافظة دور كبير في التعريف بما لدينا، وكانت عملية عصر البطم رديفاً مكملاً للعمل الزراعي الذي نقوم به إلى جانب تربية الماشية، وعادت علينا بدخل جيد، خاصة أن سعر الزيت ارتفع بالتوازي مع زيادة الطلب، ولعدة سنوات كان الإنتاج غزيراً ولم يتراجع إلا بعد انحسار مساحات انتشار البطم كشجرة برية تعرضت للتحطيب الجائر ونفق منها الكثير، لكن بقينا محافظين على العمل خاصة أن جمع الثمار عملية صعبة توسعت من الحراج المرافقة للقرية لتصبح عملية بحث واسعة على ساحة المحافظة لنحصل على أكبر قدر من الثمار يمكن عصرها وتلبية الطلب.

المدحلة الحجرية الوسيلة القديمة للهرس

ولدينا كثير من المطالب توجهنا بها للجهات المختصة لاتخاذ إجراءات الحماية لأشجار البطم ودعم مشاريع لزراعات جديدة، فهذه الزراعة لها نتائج مجدية وباهرة يجب تطويرها والمحافظة عليها، أو على الأقل حماية الغابة الحراجية، لأن البطم إحدى ثمارها وليس الثمرة الوحيدة، فمن بحث يعرف أن هذه الأشجار البرية كانت صيدلية القدماء، التي أحاول وأسرتي الاستفادة منها قدر الممكن، وتقديمها لمرضى القلب على وجه التحديد ولشريحة كبيرة استفادت من الزيت كمراهم ودواء لحالات أثبتها العلم».

الجدير بالذكر، أن سعر ليتر زيت بطم "اللجاة" يقارب الثلاثة آلاف ليرة سورية، ومع أن ما تعصره الأسرة كمية جيدة لكنها تنفد خلال شهر واحد من موسم العصر الذي يمتد بين تشرين الأول وتشرين الثاني من كل عام.