بالاتكاء على خيال فني هندسي سار الفنان "حسام قنديل" مع رؤية كان من أوائل مجسّديها على الورق بطريقة ثلاثي الأبعاد التي ميزته، وحددت خطه الفني الخارج عن المألوف فنياً والمتلاقي مع واقعية الرؤية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 آب 2016، زارت الفنان "حسام قنديل" في قريته "الكفر"، التي كانت خطوته الأولى للانتشار والتعريف به؛ لكونه استفاد من تفاعل حقيقي مع المحيط لنقل صور إلى قطع مختلفة الحجم واللون والتكوين، معرفاً عن اهتمامات أوسع يمكن أن تسخر لاستخدامات إعلانية متميزة، وتعكس رؤى عصرية لتداخل الفن مع الحياة الاجتماعية والاقتصادية المختلفة؛ وفق حديث رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في "السويداء"، الفنان "حمد عزام"، الذي قال: «وفق متابعاتي الفنية، وبعد مشاهدات قريبة لأعماله لاحظت إتقانه لتقنية لم تأخذ طريقها إلى التطبيق على مستوى "سورية" والوطن العربي إلا على شكل تجارب محدودة، وأتوقع أنه من أوائل المطبقين لها بهذه الحرفية والجودة، لتجده يتناول قطعاً صغيرة مختلفة الاستخدام ينقلها على الورق بحجمها الطبيعي، ويجسّدها بما يؤهله لعمل إعلاني واسع الطيف.

المشروع الحالي يرتبط بتزيين قريتي، وهذا العمل نستعد له مع الهيئات المحلية لانتقاء مواضيع تنسجم مع البيئة الريفية وتفاصيل هذه البيئة بذات التقنية، كرسالة عن حالة فنية متفاعلة تحاول أخذ مسارات جديدة للانتشار والاستفادة منها بمشاريع عملية على أرض الواقع

وكلنا نعلم أن الفنون العصرية ترتكز على هذه التقنية، وتملكه لهذه الموهبة طاقة قابلة للتطور والاستثمار بأسلوب حضاري عن طريق برامج إعلانية فنية منظمة تستوعب هذه الطاقة المنتجة؛ فما لديه من رصيد وحرفيته يدعم هذه الفكرة، وخلال زيارتي لمعرضه الفردي الأول في قريته "الكفر" طرحت مجموعة من الأفكار منها تطوير الموضوع، والخروج من دائرة المحيط؛ لكونه يملك القدرة للعمل على مشاريع أكثر انتشاراً وخلقاً للدهشة والتميز، مع أن ما أنتجه اليوم ليس بالعمل المكرر أو الاعتيادي، ويكفي أن تراقب ردود فعل المتلقين لتقييم دقة العمل وتأثيره ضمن مساحة العرض».

الفنان حسام قنديل

بدأ الرسم بالألوان الزيتية واللوحات المشدودة لينتقل إلى أفكار أخرجته من دائرة المألوف بتقنية لوّنها بالخشب؛ وفق حديث "حسام قنديل" خلال الحوار معه، وقال: «أنا طالب في كلية الفنون الجميلة، ولظروف خاصة أوقفت تسجيلي، لكن الفن بقي المساحة الحرة التي تشغل وقتي. تجارب أولية لتقنية 3d ثلاثي الأبعاد كانت خلف تكرار التجربة، وتناول مواضيع كان أهمها ما نجده في محيطنا في المنزل والشارع هي تفاصيل اعتادت العين الاحتفاظ بها لتصبح صوراً مكررة، لكنّ تجربة نقلها على الورق بحجمها الطبيعي ولونها وتفاصيلها تجربة أخرى.

لا أبالغ إذ أسميها نوعاً من انتقال للحياة، فهذا التجسيد من وجهة نظري يهتم بالتفاصيل وينقل تكوينات طبيعية إلى قطع ثابتة، سواء كانت زجاجية، أو بلاستيكية، أو معدنية، أو متغيرة، في حال كانت ورقية وقطعاً مختلفة يمكن تجسيدها بهذه الطريقة».

رئيس فرع الفنانين التشكيليين في السويداء

التقنية ترتكز على حالة الخيال والمعرفة بالكتلة والمنظور، والأهم أنه يطبقها باعتماد ألوان الخشب ليبتكر طريقته الخاصة في الحصول على درجات اللون، ويضيف: «الرسم بهذه التقنية أصعب من غيرها؛ لأنّها تحتاج إلى معرفة بالكتلة والمنظور، وبكل تفاصيل الموضوع بشكله الصحيح، إضافة إلى صعوبة التعامل مع الألوان الحقيقية، وقد لا يمكن الحصول عليها بأي تقنية لونية عدا المزج، ولأنني أستعمل ألواناً خشبية، فهذا يصعب الموضوع والرسم أكثر؛ فمن المستحيل إظهار اللون لأي مادة من دون مزج ألوانها معاً، وذلك مستحيل في حالة الألوان الخشبية؛ لذا ألجأ إلى طريقة خاصة توصلت إليها للحصول على الدرجات المطلوبة وهي من الطرائق التي تتطلب الدقة والمهارة، وقد كانت وسيلتي الخاصة للخروج بعمل أجمع في تفاصيله جمالاً من نوع خاص يجعلني أكثر ارتباطاً مع هذه التقنية التي ألتقي من خلالها مع قلة بالعالم اختبروا التجربة».

عن مشاريعه المستقبلية، يضيف بالقول: «المشروع الحالي يرتبط بتزيين قريتي، وهذا العمل نستعد له مع الهيئات المحلية لانتقاء مواضيع تنسجم مع البيئة الريفية وتفاصيل هذه البيئة بذات التقنية، كرسالة عن حالة فنية متفاعلة تحاول أخذ مسارات جديدة للانتشار والاستفادة منها بمشاريع عملية على أرض الواقع».

من أعماله

الجدير بالذكر، أنّ "حسام قنديل" من مواليد "الكفر"، عام 1983، له مجموعة من المشاركات الفنية الجماعية، وكانت له تجربة أولى هذا العام بمعرض فردي في قريته.