يصف مسيرته الفنية بالقاسية، إذ قضى وقتاً طويلاً يبحث عن فرصة للظهور في عرض مسرحي، في الوقت الذي كان زملاؤه بالدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية يأخذون أدوار البطولة في المسلسلات التلفزيونية، على الرغم من تفوقه عليهم أثناء الدراسة وحصوله على المركز الأول على دفعته.

"مروان أبو شاهين" فنان جميل أحبه وتابعه الجمهور في العديد من الأعمال الدرامية السورية، وسجل حضوراً بارزاً بتجسيده لشخصية "غطاس" مؤخراً في مسلسل "الخربة"، مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "مروان أبو شاهين" بتاريخ 14 آب 2015، والبداية كانت مع شجون وعتب؛ حيث حدثنا عن البدايات بقوله: «في مهنتنا الجميع يذهبون نحو العلاقات الشخصية و"الواسطة والمحسوبيات"، تعرضت لظلم كبير في هذا المجال واضطررت للعمل في المسرح مدة طويلة، بقيت عامين بعد التخرج أبحث عن عمل علماً أني تخرجت والفنانان "باسل خياط" و"سلافة معمار" ضمن نفس الدفعة وكنت الأول على دفعتي.

أتمنى الغناء، وأنا أجيد العزف على أكثر من آلة موسيقية، فالفن هو في النهاية غناء أو تمثيل، ودائماً لدي طموح نحو الأفضل، فلست راضياً عن جميع الأدوار التي قدمتها، أعشق الأدوار المركبة فيها حالات نفسية، وحلمي أن أجسد دور شخص أخرس أو مصاب بالتوحد، فالأدوار المركبة تستهويني

الإحباط وعدم توافر فرصة للظهور جعلاني أفكر بالابتعاد عن الفن، سافرت إلى دولة الإمارات للعمل، لكن بعد ثلاثة أشهر بالضبط عدت إلى الوطن، شعرت بأن ما بداخلي يستنزف ولم أستطع الابتعاد أكثر، وفور عودتي توجهت إلى مديرية المسارح والموسيقا عن طريق الدكتور "تامر العربيد"، وبدأت العمل مع الفنان "نضال سيجري"، وكان الراحل "سيجري" رحمه الله حريصاً على دعوة مخرجي التلفاز لمشاهدة العروض المسرحية.

"مروان أبو شاهين"

وبالفعل جاءتنا عروض كثيرة ودخلت بعدها إلى التلفزيون، وعملت مع المخرجين "نجدت أنزور" مدة طويلة، و"حاتم علي" و"الليث حجو" و"المثنى صبح"».

شخصية "غطاس" كانت مفترقاً في حياة الفنان "مروان"، وخاصة بعد النجاح الكبير للعمل، عنها تحدث: «قدمت قرابة خمس وثلاثين عملاً معظم الأعمال تاريخية، فأنا شخصياً أحب اللغة الفصحى وفنون القتال وركوب الخيل، ومخارج الحروف لدي سليمة ولغتي صحيحة، جميعها عوامل ساعدتني، لكنني شعرت بأن العمل التاريخي قيدني وأطرني، شاركت أيضاً بعمل درامي "تحت المداس" 2008 مع المرحوم "محمد شيخ نجيب"، كانت تجربة جميلة استفدت منها كثيراً، إلى أن شاركت مع المخرج "الليث حجو" في مسلسل "الخربة" الذي يعد نقلة نوعية بحياتي الفنية، قدمني إلى الناس بصورة جميلة ولطيفة، هذا إضافة إلى النجومية التي حققتها؛ حيث اعتدت أن يناديني الناس في الشارع باسمي الفني في العمل، ألا وهو "غطاس"».

من مسلسل "الخربة"

على الرغم من عمله بالتلفزيون إلا أن للمسرح حضوره ومكانته لدى "أبو شاهين" الحاصل على عدة جوائز عن عروض مسرحية، حيث حدثنا عن حضور المسرح في حياته وعن مسرح "السويداء" بالقول: «في المسرح قدمت عرضاً مع الفنانة "رغدة الشعراني" قمت بدور "حنا" في العرض الذي حمل اسم "شوكولا"، وكان العرض جميلاً وحصلت على جائزة أفضل ممثل، وحصل العمل على جائزة أيضاً في مهرجان القاهرة التجريبي، هذا وقدمت 25 عرضاً متنوعاً أغلبها حصلت على جوائز كأفضل إخراج وأفضل تمثيل وغيرها، ومنذ أربع سنوات أنا متوقف عن العمل المسرحي.

مسرح "السويداء" مسرح فقير، يحتاج إلى تجهيزات ومعدات، فأنا عندما أرغب بالمشاركة بعمل مسرحي ما يهمني علاقتي مع الضوء، فأداء الممثل لا جرم يختلف في هذه الحال، فالضوء والتجهيزات التقنية هي أحد أسباب نجاح العمل وتقديمه بطريقة صحيحة للجمهور».

أحد عروضه المسرحية

طموح الفنان لا يقف عند حدود معينة، والفنان "مروان أبو شاهين" يملك خامة صوتية جميلة تؤهله لعمل غنائي، حيث قال: «أتمنى الغناء، وأنا أجيد العزف على أكثر من آلة موسيقية، فالفن هو في النهاية غناء أو تمثيل، ودائماً لدي طموح نحو الأفضل، فلست راضياً عن جميع الأدوار التي قدمتها، أعشق الأدوار المركبة فيها حالات نفسية، وحلمي أن أجسد دور شخص أخرس أو مصاب بالتوحد، فالأدوار المركبة تستهويني».

الفنان "وليد العاقل" تحدث عن "مروان أبو شاهين" بالقول: «ذلك الشاب الذي كان طالباً في المرحلة الإعدادية عندي وكنت أحد مدرّسيه، تابعته كل تلك الأعوام وحضرت له معظم أعماله المسرحية ابتداء من مشروع تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية حتى الآن.

"مروان أبو شاهين" إنسان متميز أولاً قبل أن يكون فناناً استثنائياً، والاستثناء هنا نابع من مخزونه المعرفي وفضاءاته الفنية التي لا تعرف حدوداً، والتزامه الجاد بكل عمل يكون فيه، وقدرته على التعامل مع الكثير من الشخصيات التي جسدها على المسرح أو التلفزيون بأناة وصبر وتميز فني، لم يستعجل الخطى المتعثرة بشروط غير فنية؛ لأنه يؤمن بأن لكل مجتهد نصيباً ولو بعد حين، فقد كان الأول على دفعته أثناء الدراسة، ولكنه عرف كيف يكون متوازناً مع نفسه فلم يتنازل ولم يقدم على دور لا يزيد من سجله الفني، لم يغب بل غيّب عن الساحة الفنية أحياناً، ولكنه كان يعود بثقة أكبر وتألق واعٍ، كل من عرف "مروان" أخجله تواضع هذا الشاب ورقي فكره وإنسانيته العالية؛ فهو لا يشبه إلا نفسه، طالما كنت أطلق عليه على سبيل الدعابة: "أهلاً بنجمي القادم من الشرق"، فأنا ما زلت أؤمن بأن "مروان أبو شاهين" مشروع نجم متألق في فضاء الدراما العربية وبشروطه هو، وليس بشروط السوق الاستهلاكية».

بقي أن نذكر، أن الفنان "مروان أبو شاهين" من مواليد عام 1974، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2000، عضو نقابة الفنانين.