بينه وبين الحجر قصص وحكايات، فأعماله تنوعت ما بين الواقعية والتجريدية؛ حيث تحتوي تماثيله المنحوتة على الكثير من الجرأة المنفذة وبتقنيات متعددة.

إنه النحات "وليد شلغين" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 أيلول 2014، وحدثنا عن بداياته قائلاً: «ولدت في قرية "صميد" في محافظة "السويداء" عام 1959، ومنها بدأت هاوياً في سن الطفولة، أعمل على نحت منحوتات صغيرة ومجسمات من الأحجار الرملية المتواجدة في قريتي، ثم انتقلت بعدها لأصنع المنحوتات الأكثر صلابة من الصخر البازلتي، فقد كانت منحوتاتي في البداية عبارة عن رؤوس لأشخاص من الخيال متأثراً بالنحت الروماني القديم، وكانت أول منحوتة لي عبارة عن رأس روماني لرجل وكان عمري 12 عاماً، وقد قام والدي ببيعها وأنا في المدرسة؛ وهو ما أعطاني دافعاً كبيراً وشعوراً بالسعادة لأنني أصنع من الأحجار شيئاً له قيمة ويطلبه الناس، وفي سن 16 دخلت معهد "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية لأصقل موهبتي في فن النحت، وكنت مواظباً وأعمالي كانت تلفت أنظار المدرسين وكانوا يشجعونني للاستمرار في هذا الفن، بعدها بدأت العمل باحتراف من زخارف ونقوش إضافة إلى التماثيل الواقعية والتجريدية، وكثيراً ما عملت في القصور والكنائس والجوامع في دول عربية وأجنبية، حيث عملت للسفارة السورية في "بون"، وجامع الشهيد في "عمان"، وللولايات المتحدة الأميركية».

إن هذا العمل العظيم الذي يقوم به الفنان "وليد شلغين"، من قص ونحت التماثيل الرخامية من كونها صخوراً ذات ألوان جميلة، تحوي عروقاً من المعادن الثمينة، له قيمة عظيمة جداً ولو تحملت جميع الصخور التي أخذت منها هذه القطع وصنعت منها هذه التماثيل إلى كتلة من الذهب لكان ما صنعه أثمن بكثير

ويتابع: «بلغ عدد أعمالي من التماثيل الواقعية والمجسمات النحتية والزخارف والنقوش المشابهة للزخارف المتواجدة في "دمشق" نحو 60 عملاً، وباقي أعمالي كانت "شمينيهات" (مدافئ صخرية)، وتيجان الكورنثي، والأيوني والمقرنصات، فكثيراً ما قرأت عن الفن التشكيلي بوجه عام وخاصة عن النحاتيين العالميين، حيث تأثرت بأعمال النحات العالمي الشهير "مايكل أنجلو"، والنحاتين العالميين "رودانرا فائيل، وبيكاسو" من فناني عصر النهضة».

زخارف منحوتة

وعن رأيه بالنحت يقول: «إن النحت في الحجر هو ترسيخ وتأكيد لموضوعات الجمال، حيث لا فن بلا جمال، وإني أعتبر النحت في الحجر هو الأكثر ملامسة لحقيقة العمل النحتي ولحقيقة المهنة، وقد شهد النحت تطوراً ملموساً وخاصة بعد إقامة الملتقيات النحتية التي بدأت عام 1997 بالملتقى الأول في قلعة "دمشق"، وهي مستمرة دائماً لإغناء ساحاتنا وحدائقنا بثقافة الفن النحتي وماهية المنحوتة».

ولمعرفة آراء المتابعين لأعماله الفنية التقينا الدكتور "بشير بلح" الذي قال: «إن هذا العمل العظيم الذي يقوم به الفنان "وليد شلغين"، من قص ونحت التماثيل الرخامية من كونها صخوراً ذات ألوان جميلة، تحوي عروقاً من المعادن الثمينة، له قيمة عظيمة جداً ولو تحملت جميع الصخور التي أخذت منها هذه القطع وصنعت منها هذه التماثيل إلى كتلة من الذهب لكان ما صنعه أثمن بكثير».

الجدير بالذكر، أن الفنان "وليد شلغين" عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في "دمشق" منذ عام 2005، شارك بملتقى النحت الأول في "قلعة دمشق" عام 1997، ومهرجان "الباسل" عام 2005، وله ثلاثة معارض فردية؛ المعرض الأول كان في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" عام 2006، والثاني كان في دار البعث في "دمشق"، والثالث كان في صالة ألفا في "السويداء" عام 2010، كما له مشاركات دائمة في معارض الخريف السنوي للفنانين التشكيليين.

من أعماله المنحوتة