على انحناءات الحرف يحمل ألوانه متنقلاً بين الصاخب والمرح والعابق بالحياة، هي تصاميم وأعمال يقر الفنان "بشير بشير" بأنها ناطقة وقادرة على الكلام.

تجربة متميزة ننقلها بتاريخ 29 أيلول 2014، لمتصفحي مدونة وطن "eSyria" من خلال حوار مع هذا الفنان خلال زيارته لمدينة "السويداء":

يعتمد الفنان "بشير" على جملة من الملونات التي تضفي هياماً على جسد العمل الفني، كما أنه يثير بخطوطه "الحروفية" الأسود والأحمر بانوراما غير نمطية غرضها إشباع السطوح ذات اللون الواحد، ويؤكد تماس اللون الأبيض والأسود في عمله الفني بحرارته وبرودته، حيث إن تجربة الفنان تشكلت فضاءات ملونة فيها الفعل ومدلوله اللوني والحركي، تتسارع لتسابق لما تحمله الذاكرة من ألوان وإضافات "حروفية"، شكلت هذه اللوحات إيقاعات حارة وسهلة الرؤية، كما أنه يجعل من حروفه حكايات لينة مداها إيقاع الحرف وتأثيره في المتلقي

  • الخط تكوين من روح اللوحة فكرة تتحدث عنها من خلال تجربة، كيف كان ذلك؟
  • في ملتقى التصوير الزيتي في السويداء

    ** بالبداية اشتغلت على الحرف غير المقروء وحاولت توضيحه بطريقة تشكيلية فيها حروف وتقاطعات جمل غير مقروءة، تصنع حالة من انسجام الحرف مع اللون، وعندما يكون التكوين جميلاً يأتي الخط منسجماً ومكملاً له، وينقل حالة جمال الخط الذي أتقصده من روح اللوحة، فاللوحة سطح ومهما أضفنا إليها من عناصر تبقى باردة، بينما الخط هو لون حار يدخل في التكنيك، ومهارة الفنان هي القادرة على استثماره بحالة بصرية تغني اللوحة وتجعلها الأقرب إلى عين القارئ.

    فاللوحة بالنسبة لي كفنان عبارة عن أربعة قضبان وقماش، نبني عليها سطوحاً متعددة من الألوان، ومن ضمن هذا البناء اللوني الذي أوضحه ضمن اللوحة أحاول أن أكون الشاعر والموسيقي الذي يبني عملاً متكاملاً فيه قوة ووضوح الفكرة.

    من أعماله

  • فسحة ألوان ومعاني تحولات الحرف على السطح، كيف تنتقي عباراتك؟ وكيف وصلت إلى التقنية؟
  • ** لست خطاطاً لأدرس الخط وأشتغل عليه، لقد عملت على هذه التجربة بعد مراحل تدربت فيها على الفن، وانطلقت من بيوت وآثار "دمشق القديمة"، والطبيعة الساحرة، والرسم المباشر، و"البورتريات"، ومتابعة مراحل من الحركة التشكيلية والانطباعية وكل المدارس الفنية، واتخذت نمطها وتدربت على تقنياتها من خلال دمج الألوان الكتلة والفراغ، لتظهر ما يدلني على البعد الأول والثاني كعمل خاص بي حاولت إنجازه على رتم مختلف ومتطور لعمل فني يستثمر "الحروفية" ضمن تشكيل فني مبني على التضاد اللوني، لون مقابل لون الحرف يربطهما بطريقة موسيقية، وتستمر محاولاتي للبحث واضحة للمتلقي تخبره أنني باحث عن التعبير الصادق، ليخيل إلي أن عبارتي غير المقروءة ناطقة بسير الجمال متحدثة بلسان اللون والتشكيل المنسجم.

    من أعماله أيضاً

  • الأبيض والأسود مرحلة أثارت الانتباه في تجربتك، لماذا لم تستمر بها؟
  • ** بعد تجربة مع الأبيض والأسود اتجهت إلى الحالة اللونية، فهي حالة خاصة يتقبلها المتلقي أكثر من الأبيض والأسود، مع أنها أكثر قدرة على التعبير وخلاقة، وفيها كثير من الإبداع والتميز، بينما نجد الحالة اللونية أغنى وأكثر تفاعلاً مع عين المتلقي يتفهمها بسرعة ويتعاطى معها، سطح واحد متدرج قوة إدراك يدلك على ذاكرة المكان، وهي غير لونية، نرجع لذاكرة لا نجدها، لون، تهيؤات إحساس، ظل خيال يوحي بشيء أساسي وفكري.

  • انتشرت أعمالك في "سورية" والوطن العربي، هل كان الخط خلف هذا الانتشار، أم الحالة التشكيلية الراقية؟
  • ** يتلاقى الخط مع اللون لخلق حالة تشكيلية جميلة عشت فصولها بعد تجارب كثيرة سبقتها، ولا أنكر هنا اتجاهي لبعض تفاصيل التزيين والتجميل، لكنه التزيين المدروس المنظم للحالة الفكرية المقتبس من جمال الروح، وما ينتقل معها في فضاءات الألم والفرح والإحساس العالي بالمحيط المنتج لأفكار ورؤى بصرية جديدة، وقد لمست أن هذا العمل الفني مرغوب به ومقروء، فيه حس إسلامي وطابع عربي شرقي، والخط وثنائية اللون تراث ثنائية جميلة متفاعلة وفاعلة، فيها قدرة كبيرة على الخلق لفرص جديدة نعود بها إلى ذاكرة المكان وروح الأمكنة العابقة بالحياة والمخزون الإنساني الذي يطبع هذا المكان أو ذاك، وأي مكان قادر على إنتاج عبارة وفق مخزون روحي إنساني قليل الكلام، لكنه واسع الطيف والتعبير.

    وهذا ما ساعد على أن يكون لي عدداً كبيراً من الأعمال المقتناة، لي أعمال مقتناة في مناطق مختلفة من العالم أعتز بها، وهي بشكل أو بآخر تعبر عن مرحلة فنية أختارها بروح العاشق لمنتج الريشة وتفاصيل اللون الجميل.

  • معارض كثيرة ناقشتها وسائل الإعلام، حدثنا عن أقربها؟
  • ** كل المعارض أراها مميزة ولها صدى من كافة الاتجاهات، وكتب عني بشكل جيد وعن تجربتي، ورأيت التجربة بالأبيض والأسود والرماديات واللون الواحد دراسة غنية ومسبقة وتفكير وبحث، وبالنهاية هي حالة خاصة، حاولت تطويرها، ومع كل ذلك وجدتها متميزة ليكون لكل معرض قصة وحكاية تعني لي الكثير.

    وقد كان للفنان "أنور الرحبي" رؤية في منتج "بشير" الثري أرفق مع السيرة الذاتية للفنان ننقل منه وفق قوله: «يعتمد الفنان "بشير" على جملة من الملونات التي تضفي هياماً على جسد العمل الفني، كما أنه يثير بخطوطه "الحروفية" الأسود والأحمر بانوراما غير نمطية غرضها إشباع السطوح ذات اللون الواحد، ويؤكد تماس اللون الأبيض والأسود في عمله الفني بحرارته وبرودته، حيث إن تجربة الفنان تشكلت فضاءات ملونة فيها الفعل ومدلوله اللوني والحركي، تتسارع لتسابق لما تحمله الذاكرة من ألوان وإضافات "حروفية"، شكلت هذه اللوحات إيقاعات حارة وسهلة الرؤية، كما أنه يجعل من حروفه حكايات لينة مداها إيقاع الحرف وتأثيره في المتلقي».

    الجدير بالذكر أن الفنان "بشير" من مواليد 1961، أنتج ما يزيد على 1600 عمل، وقدم نحو 15 معرضاً فردياً داخل وخارج "سورية"، وله مشاركات متعددة في مهرجانات محلية وعربية وعالمية، وكرم من عدة جهات لتميزه الفني.