أسس فرقة "العقل زينة" المسرحية مع أصدقائه البعيدين نسبياً عن المسرح، وقدم عرضه الأول خلال 24 ساعة متحدياً أحد أصدقائه المسرحيين، ومنذ ذلك الوقت يعمل على خلق جو مسرحي جديد في مدينة "شهبا"، ويسعى لدخول عالم الفن عن طريق الدراما التلفزيونية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان الشاب "وليم الراشد" يوم الأحد الواقع في 31 آب 2014، فتحدث عن بداياته مع الفن قائلاً: «كانت حياتي تقليدية ينقصها عدم وجودي في وطني، فقد ولدت في مدينة "عمان" في العام 1993، وعشت فيها أغلب طفولتي، وعند عودتي إلى "سورية" تعرفت على التمثيل من خلال معسكرات الطلائع، حيث دفعني ابن خالتي "رامي شديد" لهذا الأمر، ومنذ تلك الأيام بات التمثيل محبباً في قلبي، وما زالت تلك الأيام محفورة في الذاكرة، وهي التي جعلتني ممثلاً باعتقادي».

كانت حياتي تقليدية ينقصها عدم وجودي في وطني، فقد ولدت في مدينة "عمان" في العام 1993، وعشت فيها أغلب طفولتي، وعند عودتي إلى "سورية" تعرفت على التمثيل من خلال معسكرات الطلائع، حيث دفعني ابن خالتي "رامي شديد" لهذا الأمر، ومنذ تلك الأيام بات التمثيل محبباً في قلبي، وما زالت تلك الأيام محفورة في الذاكرة، وهي التي جعلتني ممثلاً باعتقادي

بدأ يتلمس طريقه في العام 2011 على الرغم من اعتقاده أنها فترة فاشلة بكل معنى الكلمة، وقد استفاد من هذا الفشل كما قال، وأكد: «عندما بدأنا نتمرن على مسرحية "القديس والشيطان" لمصلحة التربوية السورية، كانت تلك الأيام بما فيها من معاناة بمنزلة الجائزة الكبرى التي انتظرتها مع صديق عمري الممثل "معتصم أبو زيدان"، وبقينا حتى منتصف 2012 حتى علمنا أن العمل توقف لأسباب نجهلها، وقد دعاني ابن خالتي من جديد للتمثيل معه في مسرحية "راحت على اللي ما حضر" في مدينة "صلخد"، حيث كان العمل تجارياً بحتاً، وعلى الرغم من إدخالي لعدد من المشاهد في محاولة لكي يكون العرض مقبولاً إلا أن رد الفعل من الجمهور كان قاسياً، واضعاً كل فشل العمل على عاتقي، وفي نفس اليوم خرجت من هناك بتحد كبير قائلاً لهم إن فرقتي المسرحية باستطاعتها التحدي وتقديم عروض محترمة، كانت هذه الكذبة بمنزلة التحدي الحقيقي الأول في حياتي، حيث عدت إلى "شهبا" وبدأت رحلة البحث عن أعضاء للفرقة المفترضة».

مع رفيق دربه معتصم أبو زيدان

خلال 24 ساعة كانت فرقته جاهزة، وبمساعدة من صديقه الممثل "معتصم أبو زيدان" بدأت البروفات على عرض بعنوان "طلاع من الجو"، وتابع: «استعنت برفاقي وشابين من فرقة الفنان "معن دويعر" من أجل إثبات الذات، كانت المشاهد تعتمد على شخصية "معتصم" الكوميدية، الذي كان يرتجل بصورة جميلة، وعلى تصميمي لمحو الصورة السابقة عني، وخاصة لجمهور "صلخد" حيث عرضنا (الاسكتشات) ثلاث مرات في "صلخد" ومرة واحدة في ثقافي "شهبا"؛ حيث استمتع الجمهور المؤلف من الشبان الصغار والأطفال بالعرض، ولم يرض المهتمون بالمسرح، إلا أن التحدي قد نجح، وبدأنا نقوم بعروض وطنية بسيطة لمصلحة رابطة الشبيبة في "شهبا"، وكانت أحلامي تنصبّ على دخول المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث دخلت باختبارات صعبة وطويلة بإشراف المخرج القدير "رفعت الهادي"، وفي الامتحان كانت النتائج جيدة، إلا أن الفنان "محسن غازي" اعترض على لفظي لحرف السين فلم أقبل، دخلت بعدها نقابة الفنانين، وتابعت التمارين والتدريب، وخضت مع "معتصم" مسرحية إيمائية بعنوان "الخلاص" عن فكرة الخير والشر، وهي تحكي عن الوطن وأزمته الحالية، إلى أن كان نص الكاتب الشاب "عهد نصر" بعنوان "إلى متى" الذي تصديت لإخراجه، وكان أول عرض احترافي لفرقة "العقل زينة" التي أسستها سابقاً، ونالت جائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل ممثل في المهرجان المسرحي الفرعي الأول لروابط الشبيبة».

دخل الدراما التلفزيونية في عدد من المشاهد مع الفنان "مروان أبو شاهين" لمصلحة برنامج "أبو الفنون" الذي يعده ويقدمه الفنان "ممدوح الأطرش"، وأثبت قدرته على الوقوف أمام الكاميرا، ويتحضر على جهة أخرى لعرض مسرحي جديد من تأليف الشاب "عهد نصر" بعنوان "الذكريات"، ويجتهد مع أفراد فرقته لإحياء ليالي المسرح في مدينة "شهبا" التي غابت عنها العروض لسنوات طوال، ويؤكد الفنان "رفعت الهادي" الذي يعتبر الأب الروحي لعدد كبير من نجوم الدراما والمسرح في المحافظة: «يمتلك "وليم الراشد" موهبة كبيرة في التمثيل والإخراج، ويثبت يوماً بعد آخر أنه يستحق الدخول إلى هذا العالم، وقد عرفته منذ فترة ليست بالقليلة من خلال النقابة، وهو ملتزم بكل ما يقال له، ويتعلم بسرعة كبيرة، ويقبل النصائح بصدر رحب دون تأفف، وفي مسرحيته الأخيرة "إلى متى" تحدى نفسه مع فريق عمله، وأخرج عملاً جيداً يؤسس لمرحلة مهمة من حياته، وقد كنت من ضمن اللجنة التي منحته المركز الأول في الإخراج، وهي شهادة مهمة من مختصيّن بالمسرح».

أفضل عرض مسرحي في مسرحية "إلى متى".

أما زميله ورفيق دربه "معتصم أبو زيدان" فأوضح: «هو من دفعني للعمل في المسرح، وله الفضل في تمتعي بهذا الجو الراقي، يمتلك إصراراً لا حدود له، ولا تهزه العقبات وفشل بعض العروض، ويعتبر ذلك فرصة جديدة للاستمرار والتعلم، والأهم من كل ذلك تلك الروح التي تحركه عندما يجمع عدداً كبيراً من الأشخاص ويصنع عملاً مسرحياً من لا شيء، كل ذلك بفضل تواضعه وحبه لما يقوم به، وهو يقوم بتعليم الصغار ماهية المسرح من خلال النوادي الصيفية التي يدعى لها بالاسم».

من مسرحية "بكرى أحلى".