حولت جدران ثلاث مدارس في منطقة "شهبا" إلى معارض دائمة ملأى بالحيوية والجمال، وتمتلك خاصية الفنان المرهف في اللون والحركة والإضاءة، وتعتبر أن طريقها في الفن ما زال في بدايته.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة الشابة "مادلين عامر" يوم الخميس الواقع في 28 آب 2014، وكان هذا اللقاء:

لقد حولت جدار المدرسة الداخلي إلى لوحات فنية متصلة في الموضوع والمضمون، وبات الجدار مشعاً بالحركة والبهجة، ومحفزاً للطلاب الصغار على الاقتداء بما صنعته هذه الشابة الفنانة، وقد أشرفت على معرض لرسوم الطلاب، حيث علقت اللوحات على الجدران أيضاً، إن عملها هذا فني وتربوي مهم، وينم عن موهبة حقيقية في الفن التشكيلي قامت بصقلها عن طريق العلم في الكلية

  • دائماً ما يقال إن مسقط الرأس هو سبب أكيد في خلق الموهبة، فهل هذا صحيح؟
  • ترسم لوحات على جدران المدارس.

    ** بالتأكيد هو كذلك بالنسبة لي على الأقل، فقد ولدت في قرية "السويمرة"، وتربيت على جمال الريف، فبيتنا بالقرب من وادي "اللوى" الذي تبقى المياه الجارية فيه طوال فصل الربيع لتحيط بضفتيه الزهور الملونة، واللون الأخضر الداكن، وكانت مدرستي الابتدائية (مدرسة الشهيد "ضامن عامر" وهو جدي لأبي)، وهي معروفة بأناقتها من بين كل مدارس المنطقة، وفيها أنواع مختلفة من النباتات والأشجار والزهور، وضمن جو أسري محب ومتعاون ولدت لأعشق الفن والجمال.

  • هل حملت بذور الفن من أحد، أم هي الموهبة فقط؟
  • غلاف (ذكاء القبرة) من تصميمها.

    ** كل ما ذكرته من موقع البيت والمدرسة جعل من مخيلتي أكثر تفاعلاً مع اللون والضوء وحركة الأشجار وصوت الطبيعة، هذا إضافة إلى والدي الذي يمتلك موهبة الرسم بالألوان الزيتية والمائية، ووالدتي التي تمتلك ذوقاً رفيعاً، فهي مدرسة في الفنون النسوية، ودائمة الاهتمام بالجمال ولغة الفن، ولذلك تجد البيت عبارة عن معرض من الرسوم والمنحوتات المنتقاة بعناية، وأول مرة رسمت فيها كانت بعمر مبكرة جداً، وهي رسومات لأشكال غريبة ما زال قسم كبير منها محفوظاً لدى العائلة.

  • كيف دخلت كلية الفنون؟ ولماذا قسم الإعلان بالذات؟
  • اللوحات لتحريض الطفل وتنمية خياله.

    ** كانت الرغبة كبيرة في طرق باب الفن أكاديمياً، وكنت سعيدة لدى معرفتي بوجود كلية الفنون في "السويداء"، وأذكر أن رغبتي جعلتني أهتم بالكثير من القواعد الفنية في مدارس الفن العالمية، وتدربت كثيراً قبل التقدم للكلية، وقرأت عن أعمال فنانين كبار، وتجاوزت الامتحان العملي بنجاح، وقد أهلني معدلي المرتفع لدخول قسم الإعلان المميز والجميل، وفيه إبداع ومواده عملية وغير مرهقة مقارنة مع باقي الأقسام، والسبب الأساسي لاختياري ذلك القسم هو حبي للرسوم المتحركة.

  • وماذا عن المشاركات الفنية التي قمت بها؟
  • ** هي مشاركات متواضعة، ولكنني أعتبرها خطواتي الأولى، وقد جاءت بتشجيع من الأهل ومدرسي الاختصاص في الكلية، فقد شاركت في معرض فني ربيع هذا العام في مدرستي الابتدائية بقريتي، وهي عبارة عن لوحات جدارية داخل المدرسة بطول أربعة أمتار، وارتفاع متر ونصف المتر، أما مشاركتي الثانية فكانت بسبب نجاح التجربة الأولى، وهذه المرة كانت في مدرسة الشهيد "سعيد مخول" في مدينة "شهبا" ضمن معرض فني للنادي الصيفي لهذا العام، والثالثة كانت في مدرسة الشهيد "حمد الحج" في معرض لمركز الأنشطة الطفلية هذا الشهر.

    * كيف تتعاملين مع اللون؟

    ** أتعامل معه بصمت وحيوية معاً، أتأمل اللوحة للحظات بسيطة، ويأتي الخيال مندفعاً ليعطيني تصوراً غريباً، وبعدها تبدأ يداي بالعمل لدرجة لا أسيطر في كثير من الأحيان عليهما حتى لو كنت متعبة.

  • ما هي قصة الرسوم المتعلقة بالقصص، وخاصة القصص التي كتبت في الماضي البعيد؟
  • ** كانت المشاركات التي أقوم بها تخص الأطفال وطلاب المدارس الابتدائية، ومن هنا تكون أي قصة مرسومة بطريقة فنية عنصر جذب للطفل وخياله، ومحرضاً أكبر لتجسيد قيمة تتكلم بها اللوحة، لكن لدي لوحات في الفن التشكيلي ذات أبعاد كثيرة ورموز معقدة، وهي تحاكي أذهان مراحل متقدمة من العمر، وبالتالي أنا أسعى لتكون في كل خطوة فائدة ومتعة للجميع.

    مديرة مدرسة الشهيد "حمد الحج" للتعليم الأساسي في "شهبا" السيدة "وفاء السمين"؛ تحدثت عن اللوحة الجدارية التي صنعتها "مادلين" في المدرسة، وقالت: «لقد حولت جدار المدرسة الداخلي إلى لوحات فنية متصلة في الموضوع والمضمون، وبات الجدار مشعاً بالحركة والبهجة، ومحفزاً للطلاب الصغار على الاقتداء بما صنعته هذه الشابة الفنانة، وقد أشرفت على معرض لرسوم الطلاب، حيث علقت اللوحات على الجدران أيضاً، إن عملها هذا فني وتربوي مهم، وينم عن موهبة حقيقية في الفن التشكيلي قامت بصقلها عن طريق العلم في الكلية».