كأنها الوشم على ظاهر اليد، أشكال حفرت على البازلت الصلب وتكوينات صنوبرية يدهش جمالها الناظر، هي نتاج عمل "جميل أبو عسلي" فنان بالفطرة لم يسلك الطريق الأكاديمي ليتقن هذا الفن لكنه بالتجربة والجهد استطاع التميز ليصبح مرسمه مقصد المهتمين بكل ما هو مميز وجميل.

عندما تتابع أعماله تشعر بذاك السحر الذي استولى على علاقته مع الطبيعة فقد حرص أن يستخدم مواد طبيعية شعر أنها الأجمل ليتعامل مع الأسطح البازلتية القاسية والصنوبر ليكون أشكالاً جميلة، موقع eSuweda التقى هذا الفنان ليتعرف إلى تجربته التي عبر عنها الفنان "أجود أبو عسلي" الذي رافقه عبر مسيرة عمله الطويلة بأنها فريدة، حيث قال:

في كل عام أنتج مجموعة من القطع المصنعة بالصنوبر هذا العام أصمم لعدد من الأشكال باشرت بتنفيذها إلى جانب إعادة أشكال قديمة تطلب مني بكثرة، أما في مجال البازلت لم تتوقف تجربة الرسم على البازلت عند حد معين لأحاول مع الفنان "أجود أبو عسلي" تلوين هذه اللوحات وتقديم حلول لمشكلة ثبات الألوان وهي تجربة أخذت تظهر نتائج نجاحها لنكررها من خلال عدة أعمال

«يتمتع "جميل" برؤية فنية تظهر من خلال ما نفذه من أعمال تستحق المتابعة والاهتمام، وبالرغم من أنه لم يلتحق بمعهد فني أو أكاديمية متخصصة فإنه يتمكن من تجسيد حالات فريدة قد لا يتمكن منها بعض الفنانين، وقد لا يصادفك شخص يحمل مثل هذا الحماس للعمل فلديه قناعة أننا نتمكن من استخراج المشهد الفني من كل ما يحيط بنا، وقد كانت "السويداء" مكانه المفضل والبيئة التي يستخلص منها مواداً خاصة تتحول لأشكال فنية ساحرة، وقد شاركته في أعمال كثيرة واقترحت عليه مرة أن ينقل بعض الأعمال الزيتية على الأسطح البازلتية وكانت تجربة متميزة وغير مكررة، أما ماشكله من الصنوبر فهو الأكثر جذبا لزواره في المرسم، لأنه يطورها باستمرار وبأفكار غير مسبوقة، فهو صاحب أفكار مبتكرة تستشف منها الكثير عن موهبته».

الفنان جميل أبو عسلي بجانب لوحات بازلتية

كيف تعلم الحفر على البازلت وما الذي جعل الصنوبر مادته الغنية التي يتمكن من تشكيلها بعدة نماذج؟ سؤال أجاب عنه الفنان "جميل أبو عسلي"بقوله:

«لازلت هاوياً للفن لأن الهواية هي التي دفعتني للتجريب ودخول هذا المجال لأننا نعيش في منطقة غنية بالعديد من المواد التي يمكن أن نخرج منها أشكالاً غاية في الروعة والجمال، فمنذ الطفولة كنت أصنع من النباتات المختلفة والأخشاب أشكال جميلة لازلت أحتفظ بها، لكن مع مرور الزمن شعرت بأن العمل على البازلت فيه الكثير من التجديد والفنية، وقد أنجزت عدد من الأعمال التي نالت رضا المحيطين بي من الأسرة والأصدقاء، وبشكل عام اعتمدت على تجسيد لوحات لشخصيات مشهورة في المجتمع مثل "سلطان الأطرش" وعدد من الشخصيات الهامة، وقد لاقت هذه اللوحات الرواج وأخذت تطلب مني بشكل كبير، لكن بالتعاون مع الفنان أجود الذي اقترح علي تجسيد بعض اللوحات العالمية وبعض الأعمال لفنانين من "السويداء" على البازلت شعرت أنها تجربة مغرية، وقد خصصت لها الوقت المناسب لأنتج لوحات متعددة رغم صعوبة العمل، فالرسم بالألوان الزيتية ليس من الأعمال السهلة فكيف إذا أردنا تجسيد ذلك على البازلت، وقد كان هذا العمل من أجمل المراحل التي تعلمت منها الكثير.

بعض التشكيلات الصنوبرية

وبالنسبة للصنوبر فهو أحد الأعمال اليدوية التي نتمكن من خلالها من تجسيد أشكال ونماذج قد نراها في الحياة، لكن عندما نشكلها بهذه المادة الطبيعية تأخذ نوعاً من التميز فقد عملت لفترة بتجسيد أشكال حيوانات مختلفة ونباتات وقد قدمت عدة تكوينات لشكل العقرب والسرطان وبأحجام مختلفة، حيث أنظمها بطريقة تتداخل فيها عناقيد الصنوبر غير المتفتحة ببعضها وأثبتها ببعض المواد اللاصقة لتأخذ الشكل الذي أتخيله ومن ثم اطليها بطلاء خاص من مادة اللكر، ليس لتأخذ البريق فقط بل لتحافظ على شكلها لأن هذه العناقيد قد تتفتح بعد فترة لكن الطلاء يحافظ على شكلها لسنوات وسنوات».

وعن آخر أعماله يضيف الفنان "جميل" بقوله: «في كل عام أنتج مجموعة من القطع المصنعة بالصنوبر هذا العام أصمم لعدد من الأشكال باشرت بتنفيذها إلى جانب إعادة أشكال قديمة تطلب مني بكثرة، أما في مجال البازلت لم تتوقف تجربة الرسم على البازلت عند حد معين لأحاول مع الفنان "أجود أبو عسلي" تلوين هذه اللوحات وتقديم حلول لمشكلة ثبات الألوان وهي تجربة أخذت تظهر نتائج نجاحها لنكررها من خلال عدة أعمال».

جانب من اللوحات البازلتية

وكتجربة أولى قدم الفنان "جميل" أعماله للعرض ضمن السوق الخيري الذي ترعاه جمعية" لمسة حنان" حيث كان من أكثر الأجنحة المتميزة وهذا ما حدثتنا عنه السيدة "ناديا البحري" بقولها: «اطلعنا على الأعمال في مرحلة سابقة للسوق وكانت متميزة للغاية، وقد كان جناح الفنان جميل من أكثر الأجنحة التي جذبت انتباه الزوار لأنه يعرض لطريقة جديدة في العمل، فالمعتاد ان نعرض منحوتات وليس الرسم على الأسطح البازلتية إلى جانب القطع الصنوبرية التي طلبت بشكل كبير من قبل السيدات وزوار المعرض، وقد شدتني لوحة النسر وعدد من اللوحات التي كانت محطة جميلة في هذا السوق».

الجدير بالذكر أن الفنان "جميل أبو عسلي" من مواليد "السويداء" عام 1963 استقر لفترة في فنزويلة وعاد ليؤسس لمرسمه الخاص الواقع بالقرب من الشارع المحوري وسط المدينة الذي حقق من خلاله الشهرة والانتشار.