ما إن تدخل صالة ألفا حتى تعجبك تلك المجمسات التي تنوعت بالأشكال وتوحدت في إطار الحياة..
وما إن تبدأ التساؤل عن يد الناحت التي صنعت كل هذا الجمال حتى تلتقى تلك الفتاة التي تبادرك بابتسامتها الخجولة وتبدأ بعدها بالترحيب والسير معك لتدلك على معنى وتاريخ هذه المجسمات التي أنسنت يدها فيها الحجر والخشب، الفنانة هيفاء عبد الحي خريجة المعهد المتوسط للفنون التطبيقية تقدم لأول مرة أعمالها بمعرض فردي نال الكثير من الإعجاب والتوقع بمستقبل فني جيد.
eSuweda حضر المعرض والتقى الفنانة عبد الحي وكان له معها الحوار التالي:
لا تستغرب إذا قلت لك فقط منذ أن بدأت الدراسة في معهد الفنون التطبيقية فأنا منذ طفولتي أحب الرسم وكان حبي للرسم هو سبب دراستي لمعهد فنون ولكن بعد دخولي للمعهد أعجبني العمل بالنحت أكثر لأنه يدخل ضمن الأبعاد الثلاثية للوحة ويجعلك ترى عملك بشكل قريب من الحقيقة أكثر.
- هل هذا أول معرض لك؟
نعم هذا أول معرض فردي ولكنني أقمت قبله معارض مشتركة في المركز الثقافي بالسويداء مع مجموعة من الشباب الفنانين وهم وليد رضوان وأنس شرف الدين ونبال بلان وشاركت أيضا في ملتقيان فنيان هما ملتقى جيم وجبلة باللاذقية.
- كم عملا يضم هذا المعرض؟
يضم المعرض 34 عملا بين منحوتات حجرية وخشبية ومنحوتات مصنوعة من مادة الفيبر وقد استغرقت هذه الأعمال مني جهد ثلاث سنوات لتصبح كما تراها الآن.
يمكن لأنني امرأة وشعوري بالمرأة أقوى وكنت دائما مشاهدة لأعمالي ولكن بغض النظر عن غلبة المنحوتات التي تمثل المرأة لكنها بشكل عام تتحدث عن اتصال الشيء المحسوس مع الشيء الملموس وكل ما نعيشه في حياتنا اليومية.
النحت على الخشب أصعب لأنه يحتاج إلى دقة أكثر ولكن عملي بالحجر ممتع لأنك تشعر بأنك تحول هذا الجسم القاسي إلى شكل لطيف ومرهف، وعملي بالحجر أساسا كان بسبب تشجيع الأستاذ النحات فؤاد أبو عساف وقد أعجبني ذلك لأن محافظتنا غنية بالحجر البازلتي فما أجمل أن تحول هذه المادة الخام المتواجدة بكثرة الى أشكال جميلة وتحف.
طبعا فأنا أحب المدرسة الواقعية التعبيرية وكما ترى أغلب أعمالي من الواقع وأهم ما فيها هي عملية التحوير التي تخدم الفكرة والحالة ولكنها تحافظ على الشكل الواقعي للوحة.
أفكر الآن في عرض هذا المعرض في مدينة دمشق وخاصة أنها اليوم عاصمة للثقافة العربية وإذا حالفني الحظ لعرض هذه الأعمال في البلدان العربية فلا مانع وخصوصا لكوني أحب نقل خصوصية هذه المحافظة وهوالنحت بالحجر البازلتي.
- هل الفن مهنتك الوحيدة؟
نعم وأنا أخطط للاعتماد على الفن حتى في المعيشة من خلال بيع اللوحات التي أقوم بنحتها فالفن رسالة وعليك أذا آمنت بها أن تؤديها.
- هل لك كلمة أخيرة؟
شكرا لكل من قدم ومد لي يد العون والمساعدة وخاصة والدي وشكرا لكم في هذا الموقع وشكرا لكل من حضر المعرض وخاصة أن الحضور كان مميزا.
eSuweda تابع زوار المعرض أيضا والتقى كل من المشاهدين الذين كانت لهم الآراء التالية:
الأستاذ كمال الشوفي مدرس تربية فنية قال: المعرض جميل واللوحات فيه معبرة وتنتمي للمدرسة الواقعية وأفكارها مركزة والحركة جيدة وهناك ترابط حياتي بين اللوحات ولكن أسعار اللوحات غالية قليلا.