رسالة فرح طافت على وجوه زوار المركز الثقافي بـ"السويداء" ضمن فعاليات "يوم الثقافة"، من خلال تعبير مزج الحزن وضده بطابع كوميدي تحت عنوان: "انعكاس"، ليكون للأمل بقية توثقه الكلمة والأداء.

تحويل النص إلى عمل مسرحي مهمة تطوع لها المخرج "معن دويعر"، ليقدم نص "عمرو أبو سعد" برؤية جديدة وفق حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 تشرين الثاني 2017، وقال: «يستحق متتبعو المسرح وجمهوره أن نقدم لهم روحاً من حياة اخترنا عبورها بجهد وفكر اختلف عن المحيط لتقديم الأفضل، بجدارة تنقل وجع سنوات مرحلة فيها من الاستثناء وغير المعتاد ما أدخلنا بممرات نفسية عميقة، ليقدم هذا النص الإنساني بصفته الأولى بمعالجة مشهدية بصرية، ورؤية احترافية تختصر مساحات التعبير بما يمكن لهذا المسرح احتضانه بأداء جميل للفرقة.

المسرحية تحمل بمضمونها الكثير من الجرأة، وهي إسقاط للواقع الحالي، وعبرت عن كثير من الحالات، وتحدثت عن معاناة الكثيرين، ولامست جراحاً عميقة، لكنها في الوقت نفسه كانت متنفساً لتفريغ هذه الآلام وما تحمله من حزن وشجن من خلال تقديم ومعالجة بعضها بأسلوب كوميدي لاقى تفاعلاً من الجمهور الكبير

وقد تكون شخصية "أبو كفاح" الحاملة لفكرة النص، الذي تفاعل حواره مع شخصيات العمل راسماً أحلام وطموحات وصلت إلى نهاية المطاف بموت بطيء لا يقفل الباب على الأمل، لكنه اختار المسرح ضماداً لنزف عشناه مع هذه الحرب، بعرض حيوي أتوقع أننا نجحنا في تجسيده وخلق حالة من التفاعل الجميل مع الجمهور، بمناسبة "يوم الثقافة" التي نهتم بها وتعنينا، لنكون كفرقة متطوعين لتقديم الجديد من خلالها لجمهورنا».

المخرج "معن دويعر" ودور "أبو كفاح"

المسرحي "مصطفى حماد" أدى شخصية الأستاذ "أمين"، تحدث عنها بالقول: «جسد حالة واقعية حقيقية محورية في كل المجتمع، مدرّس لمادتي التاريخ والجغرافية، ومتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية، وبجغرافية وطنية يحاول أن يعبئ بقية الأشخاص بالفكر الإنساني والثوري ضد طغاة الاستغلال، حتى تشبع الكثير بفكره الأصيل النابت من قيم الأرض والفلاح والشجرة، وفي أحد "مونالوجاته" يقول: (في بشر عايشي فيها بالطول والعرض، وكل أرض حدا أرض، ولكل أرض فلاح بيزرع شجر وبيجني ثمر، تعب ليعيش بكرامته ما بصير حدا يطمع فيه، ولا بيقبل يطمع بغيرو، بس بكل أسف يلي صار الكل طمع فيه وما ضل بلطة إلا وما ضربت على كعب شجرو، بس الشجرة متل صاحبها جذرها عميق وأصيل ياما اتحملت، وياما صبرت بس ما وجع قلبها غير السوس يلي نخر فيها من جواتها؛ ويلها البلطة، وويلها السوس)».

العمل تجسيد لآلام وطن، فكرة تحدثت عنها الإعلامية والفنانة "جمانة شجاع" التي تابعت العمل، وقالت: «المسرحية تحمل بمضمونها الكثير من الجرأة، وهي إسقاط للواقع الحالي، وعبرت عن كثير من الحالات، وتحدثت عن معاناة الكثيرين، ولامست جراحاً عميقة، لكنها في الوقت نفسه كانت متنفساً لتفريغ هذه الآلام وما تحمله من حزن وشجن من خلال تقديم ومعالجة بعضها بأسلوب كوميدي لاقى تفاعلاً من الجمهور الكبير».

الفرقة في تحية الجمهور

في عرضين متتالين أيام 26 و27 تشرين الثاني 2017، قدم هذا العمل المسرحي لفرقة مديرية الثقافة في "السويداء" للفنون المسرحية، وشارك بالتمثيل الفنانون: "معن دويعر"، "أيمن غزال"، "مصطفى حماد"، "أسيمة الباروكي"، "شادي أبو زكي"، "لجين حمزة"، و"ثائر شنان"، ومجموعة من الأطفال الموهوبين.

"جمانة شجاع"