أكمل "جمال مهنا" مغامرته الشاقة في جمع التراث اللا مادي من وثائق نادرة عائدة إلى فترات مهمة من تاريخ "سورية" منذ مطلع القرن العشرين، آملاً أن يساهم في مساعدة الدارسين والباحثين الجدد في توفير معلومات جديدة.

مدونة وطن "eSyria" تابعت بتاريخ 10 تشرين الثاني 2015، مهرجان "شهبا للتراث والفنون" الثامن، والتقت خلاله جامع التراث "جمال مهنا" المولود في قرية "أم الزيتون" سنة 1974، فتحدث عن معرضه الوثائقي بالقول: «شاركت في 50 وثيقة أعتقد أنها توثق لمرحلة مهمة من تاريخ "سورية" تبدأ من عام 1907، وهي وثائق عثمانية عبارة عن حجج بيع أراضٍ وسندات تمليك، أيضاً وثائق تتعلق بدولة "جبل الدروز" مثل: (كوشان يتضمن ضريبة الإبل والماعز - إيصالات مالية - قروض المصرف الزراعي - بطاقات شخصية). والجزء الثاني كان لوثائق الجمهورية العربية المتحدة مثل: جوازات سفر، والبطاقات الشخصية، بطاقات الامتحانات.

لا شك أن ما يقوم به "جمال مهنا" مهم للغاية، وهو يقدم خدمة كبيرة لطلاب التاريخ الباحثين عن الماضي والتحقق منه، وفي معرضه هذا لاحظنا الجديد من الوثائق التي لم تظهر من قبل، والتي يمكننا البناء عليها لدراسة معمقة في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة منذ الاحتلال العثماني حتى الوحدة مع مصر

ومن أجمل الوثائق التي حصلت عليها وثيقة القسم للمجلس النيابي عام 1960، ووثائق تتعلق بدائرة المعارف بـ"السويداء" 1952، ومن أندر الوثائق رسالة من وزير المعارف "بديع المؤيد" مؤرخة في عام 1925، والجزء الأخير عبارة عن 24 وثيقة هدية من صديقي لي في محافظة "اللاذقية"، وبعض إيصالات غرامات التأخير، وبورصات الشحن للدولة العثمانية 1916 كتب فيها أسعار بضائع وأجور النقل بين ولايات "بيروت" و"الإسكندرية" و"دمشق"، ووثائق نادرة باللغة الفرنسية عام 1922 عن اجتماعات المجلس النيابي، وتكوين "دولة العلويين" بتوقيع الحاكم فرنسي».

وثائق متنوعة من المعرض

وتابع يروي أجمل ما كان في معرضه ورد فعل الناس عليه بالقول: «بدأت جمع التراث اللا مادي منذ عام 2006 لأكمل عملي الذي بدأته مع التراث المادي، والغاية منه دراسة الأعراف والتقاليد وملاحقة التاريخ والاستفادة من الماضي بحلوه ومره، وفي كل يوم يكون لدي جديد منها، ومن أجمل الوثائق التي لفتت انتباه الحضور وثيقة بيع نصف "الخلقيني" دوّنت فيها عبارة: (يدفع ثمن الحصة فيد "سليمة" من بلدة "قنوات")، و"الخلقيني" لمن لا يعرفها هي وعاء كبير من الفخار يوضع فيه السمن أو الزيت أو المؤونة، و"الفيد" هو مبلغ معين من المال لأهل العروس، ويمكن أن يكون غرفة نوم أو "خلقينة" حسب الاتفاق. وهذه الوثيقة مؤرخة في عام 1959 حيث تفيدنا في بعض العادات المتبعة لدفع مهر العروس آنذاك».

الكاتب والمترجم المعروف "كمال الشوفاني" رأى في معرض "مهنا" فرصة لالتقاط بعض من "نتف" التاريخ القريب، وقال: «لا شك أن ما يقوم به "جمال مهنا" مهم للغاية، وهو يقدم خدمة كبيرة لطلاب التاريخ الباحثين عن الماضي والتحقق منه، وفي معرضه هذا لاحظنا الجديد من الوثائق التي لم تظهر من قبل، والتي يمكننا البناء عليها لدراسة معمقة في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة منذ الاحتلال العثماني حتى الوحدة مع مصر».

وثائق من عهد الجمهورية المتحدة

يشار إلى أن مهرجان "شهبا" أقامته "جمعية العاديات"، واستمر حتى تاريخ 12 تشرين الثاني 2015.

الباحث والمترجم كمال الشوفاني