التنوع الجميل.. المدارس المتعددة.. التجارب الفنية المتجاورة ضمن العمل الواحد، هو أهم ما ميز المعرض الجماعي المشترك لفناني "السويداء"، الذي يقام كتقليد سنوي في صالة مديرية الثقافة، بغية عرض أعمال الفنانين بشكل جماعي والاستفادة من خبرات بعضهم البعض.

الآنسة "ليلى أبو فخر" زائرة للمعرض ومهتمة بالفن تحدثت لموقع eSuweda بالقول: «من الجميل أن نرى معرضاً يضم هذا العدد الكبير من الفنانين الذين لهم تاريخ طويل في هذا المجال، والمعرض بشكل عام قدم وجبة فنية متنوعة وغنية من حيث المواضيع المطروحة، وخاصة المواضيع البيئية التي انطلقت من بيئة المحافظة إلى البيئة السورية بشكل عام، هذا بالإضافة إلى أن بعض الأعمال أخذت الصفة الإنسانية، وقد لفت انتباهي التنافس العفوي بين الفنانين في تقديم كل ما هو جميل».

شاركت في خمسة أعمال، ثلاثة منها حملت مشاهد من بيئة محافظة "السويداء"، وحصراً البيئة التقليدية التراثية، وهي لوحات توثيقية إذا أردنا الرؤية من زاوية أخرى، واللوحتان الباقيتان تناولت فيهما رسم الخيل العربية الأصيلة، وكل ذلك ضمن المدرسة الواقعية التي أعتبرها أكبر مرجع للفن

بدوره الفنان "عصام الشاطر" المشرف على المعرض وأحد المشاركين فيه تحدث قائلاً: «المعرض لقاء سنوي يجمع مجموعة تجارب فنية لفناني المحافظة، وذلك بهدف تقديم إشراقة فنية للزائرين وإطلاع الفنانين المشاركين على تجارب بعضهم البعض، وقد احتوى المعرض على أعمال فنية وأعمال نحتية، فشمل 37 لوحة رسمت بالزيت والإكرليك، و8 أعمال نحتية (حجر بازلتي ورخام)، وقد شارك في المعرض 14 فناناً منهم أربعة نحاتين إذا ما حسبنا الفنانة "هويدا أبو حمدان" لأنها شاركت بأعمال نحتية وفنية، وذلك بمعدل عملين لكل فنان، وتنوعت المواضيع في اللوحات الفنية ما بين الطبيعة والطبيعة الصامتة والبيئة والتراث والوجوه التعبيرية، وهذا يعود إلى الرؤيا الخاصة لكل فنان، وكيفية التعاطي فيها مع الحياة والمؤثر الذي يوحي بصيغة العمل، وأهم ما ميز اللوحات هو التنوع في الأسلوب، والاختلاف في المواضيع فنرى مثلاً موضوع المرأة في أعمال الفنانة "ناديا نعيم"، ونرى الهاجس الشخصي في رسم الطبيعة في أعمال الفنانين "أيمن رضوان"، و"هويدا أبو حمدان"، ونرى الطبيعة والبيئة السورية في أعمال الفنان "عبد الله أبو عسلي"، ونرى التجريد المستوحى من الواقع والذي تمثل الإرث الداخلي للإنسان في أعمال الدكتور "عبد الكريم فرج"، وطبعاً كل ذلك بتناغم وحس فني عالٍ، وضمن مدارس فنية متعددة، فنرى المدرسة التعبيرية والتجريدية والواقعية الجديدة، أما في الأعمال النحتية فقد تراوحت مواضيعها بين المواضيع الإنسانية كالبورتريه والأشكال الحيوانية والتجريدية».

الفنان "عبد أبو عسلي"

وعن الأعمال التي شارك بها يتابع "الشاطر": «لقد شاركت بأربعة أعمال زيتية، ثلاثة منها تندرج ضمن المنهج الذي أعمل عليه منذ فترة طويلة، والذي يبدأ من تراث المنطقة ويمضي باتجاه التراث العربي وباتجاه ثقافة الشرق ككل، كما يحمل مفهوماً واقعياً أو ما يسمى "المدرسة الواقعية الجديدة"، واعتمدت في دراسة الأعمال على قواعد أكاديمية صحيحة من حيث بناء اللوحة والمعالجات اللونية المبنية على التناغم في علاقات اللون، أما العمل الرابع فيمكن أن تدخل تسميته تحت عنوان "الحكايا الإنسانية" لأنني حاولت أن أقدم فيه العلاقة ما بين الواقعي والتعبيري والتجريدي».

الفنانة "هويدا أبو حمدان" تحدثت عن مشاركتها بالقول: «شاركت بلوحتين زيتيتين وعملين نحتيين، فالأعمال الزيتية رسمت فيهما الطبيعة القديمة التي تطل عليها أبواب ونوافذ لبيوت عتيقة، وما حملني إلى هذه التجربة علاقتي ومحبتي للأشياء القديمة التي تستهويني لأنها تذكرني بمراحل وأماكن نحب أن نعود إليها، وقد استخدمت في ذلك الألوان التي أراها حالمة في نظري، أما الأعمال النحتية فكانت من مادة البازلت، العمل الأول هو سمكة بحجم متر، والثاني هو نحت امرأة ورجل ضمن شكل قمر أو هلال، وذلك بغية التعبير عن علاقة الذكر والأنثى بشكل مليء بالحنان».

الفنان "منصور الحناوي"

الفنان المشارك "عبد الله أبو عسلي" قال: «شاركت بعملين فنيين، قدمت بالأول تجربة واقعية من المشاهد الطبيعية الموجودة في "السويداء"، بشكل خاص، وهو مشهد الثلج من إحدى المناطق الجبلية، واللوحة الثانية هي مجموعة لوحات شملت 12 لوحة بقياس 15×15 والرسوم فيها مأخوذة من بيئة ريف "السويداء" وبيئة ريف "دمشق"، ومن الساحل السوري، وذلك بغية إظهار البيئة السورية والعلاقات الجمالية التي تجمعها».

الفنان "منصور الحناوي" قال: «شاركت في خمسة أعمال، ثلاثة منها حملت مشاهد من بيئة محافظة "السويداء"، وحصراً البيئة التقليدية التراثية، وهي لوحات توثيقية إذا أردنا الرؤية من زاوية أخرى، واللوحتان الباقيتان تناولت فيهما رسم الخيل العربية الأصيلة، وكل ذلك ضمن المدرسة الواقعية التي أعتبرها أكبر مرجع للفن».

جانب من المعرض

يذكر أن الفنانين المشاركين هم: "عبد الله أبو عسلي، أنور رشيد، أيمن رضوان، عصام الشاطر، عبد الكريم فرج، فؤاد نعيم، منصور الحناوي، ناديا نعيم، ناصر زين الدين، نبيه بلان، سمير درويش، وليد شلغين، هويدا أبو حمدان، عادل أبو الفضل، جمال العباس".