يدخل طفل صغير لا يتجاوز الأحد عشر عاما يدعى "سوار شلهوب" أرض المسرح الروماني، الذي يتواجد عليه مجموعة من الرجال الكبار بالسن، وهم يحدون بالأغاني التي تحض على النخوة وتقوية العزائم للتصدي للأعداء.

وعندما يقترب من وسط المسرح يهجم عليه رجلان ويحاولان ضربه، وهو يصيح «دعوني أقول شعراً، لدي قصيدة أريد أن أسمعها لكم» فيقف كبيرهم الشيخ "أبو حمد زيد الأباظة" ويطلب من الرجلين السماح له بقول ما عنده، فينتفض الفتى وينشد قصيدة "جيت القريا" من الفن الشعبي التي تلهب حوالي الألف شخص تجمعوا على مدرجات المسرح الروماني العريق، وعندما انتهى الفتى من وصلته طلب منه الجلوس مع الرجال.

أنا مولع بهذه الآلة التي تعلمت العزف عليها من والدي، ولدي مجموعة من الألحان المعروفة والموزعة في الأسواق. وأتمنى أن يدرك الناس أهمية هذه الآلة التي كانت ترافق الثوار في معاركهم لما لها من وقع مميز في النفس، وخاصة عندما ترافق الجوفيات

هي فقرة من الحفل الفني الساهر الذي أقامه فرع جمعية "العاديات" بالتعاون مع مجلس مدينة "شهبا" مساء السبت الواقع في الثاني من آب لعام 2008.

وكان الأستاذ "ابراهيم أبو كرم" رئيس لجنة "شهبا" لفرع العاديات ألقى كلمة الافتتاح التي رحب فيها بالحضور وخصوصا فرع جمعية العاديات في مدينة "درعا"، وتمنى أن تنال فقرات السهرة إعجاب الحضور، وطالب بتطوير وتحديث التراث ليكون رافدا ولبنة أساسية من عملية التطوير والتحديث.

وبعد ذلك قام الشاعر "نسيب فرحات" بتقديم الفقرات بطريقة الشعر الشعبي يرافقه عازف المجوز "مهند نصر" الذي تلاعب بأصابعه على آلته نفخية، وقال لموقع eSuweda أثناء استراحته: «أنا مولع بهذه الآلة التي تعلمت العزف عليها من والدي، ولدي مجموعة من الألحان المعروفة والموزعة في الأسواق. وأتمنى أن يدرك الناس أهمية هذه الآلة التي كانت ترافق الثوار في معاركهم لما لها من وقع مميز في النفس، وخاصة عندما ترافق الجوفيات».

وتابعت الحفلة مسارها بفقرات فنية لفرقة "نمرة" للفنون الشعبية بمصاحبة ضارب المهباج (النجر أو الجرن، وهو قطعة خشبية مزخرفة ومنحوتة تسحن فيها حبات القهوة المحمّصة) "محمد شلهوب" وعازف الشبابة "محمد الأباظة".

تلتها وصلة غنائية لعازف الربابة والمطرب الشعبي "مفيد طحطح" الذي استعان بالجمهور في ترديد الجوفيات وسط جو حماسي كبير.

وكان الشاعر الشعبي "عدنان علم الدين" قد ألقى عددا من قصائده تلاه شاعر "درعا" الأول "أبو عقاب محمد رفاع".

وقد استمرت الحفلة إلى ساعة متأخرة من الليل.