ضمت قاعة مطعم "المرج" في قمة "ظهر الجبل" احتفالاً تكريمياً للمغتربين، أقامه اللواء الطيار "مجيد الزغبي"، وفاءً وتكريماً لهم، وذلك بعد أن أقاموا له كرنفالات احتفالية في بلاد الاغتراب عبروا خلالها عن حبهم وانتمائهم للوطن من خلال أبطاله وقادته العظماء، فانتظر الصيف وخاطب ظهر الجبل باحتضان أبنائه السوريين بحفل يجمعهم على مائدة المحبة والوفاء، ليقدموا له السيف العربي محبة وتقدير.

حول الاحتفال أوضح المغترب السوري "زياد صيموعة" لموقع eSwueda قائلاً: «لعل لحظات السعادة تكمن في رؤية الأهل والأصدقاء، خاصة أن الحنين الذي يربطنا بوطننا الأم سورية هو انتماء حب لترابها ولمكانتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتاريخية في العالم، إذ من خلال وجودنا في بلاد الاغتراب - وأنا في "نيجيريا"- لم تذكر سورية يوماً إلا وترفقها عبارات الفخر والاعتزاز بأننا سوريون عرب أقحاح، حتى إذا ما بدأنا في الحوار الثقافي مع أي مثقف غربي نجد أنفسنا طليعة من يتكلم عن بلاده، لكن الظروف شاءت أن نعمل بعيدين عنها مكاناً، لكنها بين خفقات القلب ورفة الهدب، والاحتفال اليوم بالمغتربين من قبل اللواء "مجيد الزغبي" أشعرنا أننا على تواصل بين الأجيال والتاريخ، وعلينا أن نتخذ من لقائنا مع النخبة الثقافية والاجتماعية حافزاً لتوجيه استثماراتنا في بلدنا الحبيب ليس لكسب الربح المادي، بل لإحساسنا بالمسؤولية تجاه وطننا وإخوتنا فيه».

أن لقاءنا مع المغتربين يأتي في سياق متابعة قضايا أبناء الجالية السورية وتقديم جميع مستلزمات لتفعيل دورهم في بلدان الاغتراب، والحرص على مواكبة الإسهامات التنموية والمشاركة فعلياً في عملية التنمية التي تشهدها سورية

وأكد المغترب المهندس "يحيى القضماني" راعي جائزة المزرعة للإبداع الفني والأدبي باسم المغتربين إلى أهمية التواصل بين المغتربين والوطن الأم، وأن الحنين الوطني هو في داخل كل مغترب عربي سوري: «يقولون: "إن الفضل يعرفه ذووه"، إذ ما الاحتفاء في قمة ظهر الجبل وحضور الشخصيات الاعتبارية والرسمية والثقافية والأدبية والإعلامية، بدعوة من اللواء "مجيد الزغبي" إلا تعبيراً عن عمق الانتماء، فهو سليل عائلة لها مع الكرم جولات، وضع ذلك نصب عينيه وبقي تكريمه دين في عنق حريته، وبدورنا - نحن المغتربين - سنبقى على العهد».

المغترب زياد صيموعة

المغترب "نايف صيموعة" الذي قدم للواء "مجيد الزغبي" سيفاً عربياً تكريماً له قال: «بلا شك إن تكريم بطل الجمهورية اللواء "مجيد" هو تكريم لجميع أبناء الوطن، ويأتي تقديم السيف العربي له لأنه على علاقة مع السيف فوالده الثائر في معركة المزرعة عام 1925، وشقيقه "نسيب" بطل الجمهورية في سلاح الدبابات بحرب تشرين التحريرية، وأخوه "هاني" الشهيد، وصولاً إلى أكبر إخوته "تركي" الذي يعمل بالقلم والفكر ويحمل رسالة المعلم، لهذا أقدم له باسم المغتربين السيف العربي الدمشقي الذي لم ننسه يوماً ولم ننس أننا من سورية بلد الحضارة والبطولة والتاريخ ومكان تموضع السيف العربي».

وعن الاحتفاء بالمغتربين بين اللواء "مجيد الزغبي" قائلاً: «حقيقة إن الاحتفاء بالمغتربين هو تجسيد لشعور قوي بالانتماء، فهم ثروة وطنية يقدمون الاستثمارات اللازمة لبناء جيل من الشباب الواعي المثقف المحب للوطن وترابه، وينقلون للعالم أجمع التطورات العلمية والثقافية والاجتماعية التي شهدتها سورية خلال العقود الماضية، ولعل تكريمهم نابع من قلادة وضعوها هم في عنق كل عاشق لتراب الوطن، إذ بلحمتهم الوطنية وفكرهم الوطني، ونشاطهم الثقافي كرسوا مبادئ وقيماً، ونقلوا عادات وتقاليد عربية أصيلة، حملوها معهم من مضافات الكرم، ومدارس الشرف والبطولة إلى بلاد الاغتراب ليقولوا للعالم أنهم سوريون المنبت والأصل والنسب، وجاء تكريمي بتقليدي السيف العربي من الأخ المغترب "نايف صيموعة" عنواناً لتكريس تلك المبادئ، فإذ كان ظهر الجبل يزهو بالاخضرار بسواعد وعرق الفلاحين، فإن الوطن يفخر بأبنائه المغتربين سمعةً وأخلاقاً وعملاً ووطنية».

الدكتور جوزيف سويد وزير المغتربين

وخاطب الشاعر "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب المغتربين بالقول: «السويداء هذا المساء تحتفي بوجودكم على ترابها الأغر، تضفر شمسها وتقطف من بيادر نجومها ما يضيء ليلتنا الأحلى، تعمر من قلوب أهلها مداميك مضافات، ما فتئت تضوع بنـّها وهيلها، وتوقد نارها من ذرا "القليب"، لتكون الأوسع والأرحب بهجةً في استقبال ضيوفها، فوق ثرى هذه الأرض كان الأكرمون، الذين حملوا معهم عبق سورية الحضارة والتاريخ، حملوا معهم عطر ياسمين شامها، وزخارف قلعة حلبها، ورائحة تنور خبز جزيرتها، وإخضرار ضفاف فراتها، وأنين نواعير حماها، وإيمان جامع ابن الوليد في حمصها، وخمائل العشق على سواحل لاذقيتها وطرطوسها، وعراقة زيتون إدلبها، وبطولة وصمود قنيطرتها، ورجولة سهل حورانها وجبلها، وأثمن ما حملتم من سورية التاريخ، رمز كبريائها، وعنوان شموخها، وثمار انتصاراتها، ومبعث اعتزازها».

بدوره أكد وزير المغتربين الدكتور "جوزيف سويد" بكلمته قائلاً: «إن الوزارة تعمل ضمن منهجية مؤسساتية لتوطيد وتعميق ارتباط المغتربين السوريين بوطنهم الأم والوقوف على مقترحاتهم وتقديم التسهيلات والخدمات اللازمة لهم، لأن المغتربين السوريين هم ثروة وطنية يحملون رسالة سورية الحضارية إلى العالم».

اللواء مجيد مرحباً بضيوفه

وتابع وزير المغتربين قائلاً: «أن لقاءنا مع المغتربين يأتي في سياق متابعة قضايا أبناء الجالية السورية وتقديم جميع مستلزمات لتفعيل دورهم في بلدان الاغتراب، والحرص على مواكبة الإسهامات التنموية والمشاركة فعلياً في عملية التنمية التي تشهدها سورية».

يذكر أن اللواء "مجيد الزغبي" أقام احتفالاً للمغتربين بحضور وزير المغتربين "الدكتور جوزيف سويد" وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء "أركان الشوفي"، والدكتور "مالك محمد علي" محافظ السويداء، والأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي "فضل الله نصر الدين"، وأعضاء مجلس الشعب والجبهة الوطنية التقدمية، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والثقافية والأدبية، والإعلامية، وأبطال الجمهورية وفي مقدمتهم العميد الركن "نايف العاقل".