نبت "الزعرور" في "اللجاة" والمناطق الوعرة، وكأنه خلق مع التكوين الأول لهذه الأرض البكر، فثماره الحلوة الطعم تعدّ فاكهة غنية بالسكر، والأهم أنها مجانية، ولا تحتاج إلى أحد يعتني بها، غير أن لفوائده الطبية حكايات لا تنتهي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 تموز 2017، المهندس والخبير الزراعي "عادل الجرماني"، الذي تحدث عن شجرة "الزعرور" ووجودها في "السويداء" بالقول: «تنتشر في أماكن كثيرة في "جبل العرب"، فهي شجرة برية معطاءة، ولا تتوقف عن العطاء طالما لم تطلها يد التخريب، تكثر في المناطق الوعرة، مثل منطقة "اللجاة" التي يطلق عليها "الأرض البكر" لأن الإنسان كان إلى وقت قريب بعيداً عنها. ثمارها في "السويداء" صفراء اللون، ولا تكبر كثيراً، وباعتقادي إن حجم الثمر مرتبط نوعاً ما بعدم حصولها على المياه الضرورية، لكن في منطقة "ظهر الجبل" يوجد نوع آخر ثماره كبيرة ومائلة إلى الاحمرار، وقد استثمرها أصحابها أحسن استثمار للحصول على مردود جيد من المال».

لنا قطعة أرض صغيرة في "ظهر الجبل"، وفيها أكبر شجرة زعرور معمرة في المنطقة، حتى الآن لم نشاهد أكبر وأغزر من إنتاجها، ثمارها صفراء كبيرة مائلة إلى الأحمر، وهي ثمار نادرة حسب الناس الذين يأتون إلينا كل عام لمحاولة شراء ثمارها بالكامل. لها طعم ساحر، نواتها أكبر من نواة الزعرور الأصفر العادي، ونحن لا نقوم بعمل شيء لها سوى الفلاحة حولها كباقي الأشجار، ولم نلاحظ أنها تأثرت بعوامل الطقس في الشتاء أو الصيف، فهي شجرة برية تعطي بلا حساب

يقول الشاب "عمر العماطوري" من أهالي مدينة "السويداء": «لنا قطعة أرض صغيرة في "ظهر الجبل"، وفيها أكبر شجرة زعرور معمرة في المنطقة، حتى الآن لم نشاهد أكبر وأغزر من إنتاجها، ثمارها صفراء كبيرة مائلة إلى الأحمر، وهي ثمار نادرة حسب الناس الذين يأتون إلينا كل عام لمحاولة شراء ثمارها بالكامل. لها طعم ساحر، نواتها أكبر من نواة الزعرور الأصفر العادي، ونحن لا نقوم بعمل شيء لها سوى الفلاحة حولها كباقي الأشجار، ولم نلاحظ أنها تأثرت بعوامل الطقس في الشتاء أو الصيف، فهي شجرة برية تعطي بلا حساب».

الجرماني في الشتاء الماضي مع ثمار الزعرور البري

الدكتور "شريف صادق" الخبير والمحاضر في "جامعة البعث"، تحدث عن فوائد "الزعرور" الكثيرة بالقول: «إن نبات "الزعرور" ذو قيمة عظيمة في علاج القلب، حيث ينشط القلب من دون أضرار جانبية. وقد كان الرواد الأميركيون يستخدمون نبات "الزعرور" في معالجة المشكلات القلبية، وكذلك لعلاج قصور القلب الاحتقاني، وقد ذكر البروفيسور "فارد تيلر" عميد كلية الصيدلة بجامعة "بوردو" الأميركية سابقاً، أن فاعلية نبات "الزعرور" على القلب تعود إلى المركبات الكيميائية الموجودة في الثمار التي تعمل على توسيع الأوعية الدقيقة في الأوردة التاجية. و"الزعرور" يستخدم في الوقت الحاضر لعلاج اضطرابات القلب ودوران الدم. أما العالم "دافيد هوفمان"، فقد ذكر أن "الزعرور" أحد أفضل منشطات القلب، ويمكن استخدامه بأمان تام ولمدة طويلة في علاج الضعف أو قصور القلب والخفقان والذبحة الصدرية وارتفاع الضغط الشرياني».

أما عن أصل النبات وأنواعه، فيضيف: «من السريانية: "ܥܙܪܪܬܐ عَزْرَارْتَاءْ"، وهو جنس نباتي يتبع الفصيلة الوردية من صف ثنائيات الفلقة.

ثمار الزعرور الأصفر

يقدّر عدد الأنواع التابعة لهذا الجنس بـ200 نوع، ويختلف العدد حسب التصانيف العلمية المختلفة.

و"الزعرور" شجرية معمّرة، توجد في البرية والأحراش والمرتفعات الجبلية، وهو ذو أوراق خضراء تشبه ورق "السدر"، صغيرة الحجم وأزهارها بيضاء عذقية تتحول إلى ثمرات عنبية بيضوية مائلة إلى اللون الأحمر، أو سوداء، أو صفراء حسب نوعها.

الثمار المائلة إلى الأحمر

تمتاز ثماره بحلاوة مذاقها، ولها تأثير باللسان، واستخداماتها الطبية والعلاجية كبيرة كما زهوره، ويمكن لثمار الزعرور أن تساعد في تقوية عضلة القلب، وتحسين دوران الدم في الجسم؛ وذلك عن طريق توسيع الشريان التاجي، ويساعد هذا أيضاً في إزالة الشعور بضيق الصدر، ويخفض ضغط الدم ويعمل على توازنه، إضافة إلى قدرة الثمار على تنظيم دقات القلب والحد من أمراضه. وله الكثير من الفوائد، لكن يجب أن يتم تحت إشراف طبي».