في شارع رئيسي من شوارع مدينة "الرقة"، المدعو بشارع /23/ شباط، وقبالة بناء الصيادلة الحديث، يقع محل اختص بتأثيث البيوت الرقية، يعتمد في ذلك على روح البيت الشرقي القديم، أغلب زبائنه من محبي القطع النادرة التي تم تصنيع أشباهها من مادة صناعية تحاكي الأصل في اللون والمنظر، ويقبل عليه أهل "الرقة" إن لم يكن بقصد الشراء، فبقصد النظر والتمتع بجمال تلك القطع.

موقع eRaqqa أثناء جولته في أسواق المدينة بتاريخ (15/4/2009)م، زار هذا المحل حيث التقى صاحبه وبعض زبائنه، إذ حدثنا السيد "حسام عكيل" صاحب المحل قائلاً: «ألف الناس تجهيز بيوتهم بأثاث عصري حديث، بحيث أصبح هذا الأثاث مطروقاً لدى أكثر بيوت المدينة، وهو أثاث جميل لا شك في ذلك، ولكنه بلا روح، ولشدة ولع الناس في هذه المدينة بتاريخها الإسلامي الذي يبرز واضحاً في الآثار والأوابد التاريخية الموجودة في المدينة وخارجها، خطرت لنا فكرة محاكاة هذا التاريخ بمحاولة تأثيث البيت الرقي بأثاث يمت بصلة لتاريخها، وكانت هذه هي الفكرة من تأسيس هذا المحل».

سبب زيارتي لهذا المحل هو ما يعرضه من قطع جميلة، إذ لفت نظري تلك الثريات التي تشعرك أنك في قصر لأحد السلاطين، كما أن غرف الضيوف الموجودة فيه تتميز بجمال ينبع من بساطتها، حيث وجدت في هذا المحل كثير من القطع التي سوف أقوم بتأثيث بيتي بها

كما التقينا في المحل ذاته السيد "شريف العزيز"، الذي يعمل في بيع وشراء أجهزة الحاسوب، إذ قال لنا: «سبب زيارتي لهذا المحل هو ما يعرضه من قطع جميلة، إذ لفت نظري تلك الثريات التي تشعرك أنك في قصر لأحد السلاطين، كما أن غرف الضيوف الموجودة فيه تتميز بجمال ينبع من بساطتها، حيث وجدت في هذا المحل كثير من القطع التي سوف أقوم بتأثيث بيتي بها».

أثاث وتحف شرقية

كما تحدثت لموقعنا السيدة "نورس الحسين"، ربة أحد المنازل التي أعجبتها مرآة يعود شكلها إلى العصر العثماني، حيث قالت: «منذ أكثر من أسبوع رأيت هذه المرآة وقررت شرائها بأقرب فرصة، وقد جئت الآن كي أشتريها، ويوجد في المحل قطع كثيرة أرغب باقتنائها في منزلي، لأنها تعيدك إلى الزمن الجميل في تأثيث البيوت.

وفي الحقيقة لم نكن نحن نسوة "الرقة" نرى هذه القطع الجميلة إلا عبر التلفاز، أو في المجلات التي تعنى بتأثيث البيوت، ولعلمنا أنها كانت متوفرة في محافظات قريبة منا كمدينة "حلب"، فإننا كنا في كل سفر إليها نجلب معنا قطعة مميزة، وقد وفر علينا افتتاح هذا المحل مثل هذه السفرات».

خزانة تعود بمظهرها لعصر القصور

ونختتم جولتنا في هذا المحل بلقاء السيد "جلال الراكان" الذي يعمل صيدلانياً، فقد تحدث عن وجود مثل هذه المحلات في هذه المحافظة بالقول: «بحكم طبيعة عملي كصيدلاني، فإنني أضطر أحياناً إلى السفر خارج المحافظة لحضور مؤتمرات تخص عملي، وكنت في أوقات الفراغ أروح عن نفسي بالنزول إلى عمق المدينة التي يكون المؤتمر منعقداً فيها، وأكثر ما كان يشدني آنذاك هو التحف التي تزين البيوت والشمعدانات القديمة، واللوحات التي الكبيرة التي تزين غرف المنزل الكبيرة، فكنت أشحنها بما توفر لي من واسطة للنقل، أما اليوم ومع افتتاح مثل هذا المحل الذي يجلب صفوة البضاعة من هذا النوع فإنَّ جلبنا لها من غير مكان صار نادراً، ولفت نظري هذه الساعة الأرضية الضخمة، حيث أرغب في اقتنائها».

ساعة جميلة أشبه بالتحفة